ألمانيا لن تستثني اللاجئين المرضى من الترحيل
أعلن خفر السواحل الإيطالي أن أكثر من ألف مهاجر أُنقذوا من قوارب مكتظة. وانتُشلت 16 جثة في اليومين الماضيين. فيما حذرت الحكومة الألمانية، من محاولات استغلال اغتيال فتاة ألمانية، على يد لاجئ أفغاني قاصر، لتحقيق أهداف سياسية وإثارة اضطرابات. وألقت السلطات الألمانية القبض على اللاجئ الأفغاني القاصر 17 عاما .
وقال خفر السواحل الإيطالي، أن سفنه انتشلت نحو 800 مهاجر من 9 قوارب مختلفة، الأحد. ونسقت جهود إنقاذ 230 من مهاجري القوارب الآخرين أمس. واستقبلت إيطاليا، حتى الأول من كانون الأول الحالي، أكثر من 173 ألفا من مهاجري القوارب، هذه السنة. متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل عام 2014 والبالغ 170 ألفا. ووصل إجمالا نحو نصف مليون في الأعوام الثلاثة الماضية.
في سياق آخر، ألقت السلطات الألمانية القبض على لاجئ أفغاني قاصر 17 عاما للاشتباه في قيامه باغتصاب وقتل ابنة مسؤول كبير بالمفوضية الأوروبية.
وتعود القضية إلى تشرين الأول، عندما تم العثور على جثة ماريا، ابنة كليمنس لادنبورغر، الذي يشغل منذ عام 2008 منصب مساعد مدير القسم المعني بالشؤون القانونية في المفوضية الأوروبية. وتم انتشال جثة القتيلة من نهر دريسام، في مدينة فرايبورغ جنوب ألمانيا. وكانت الشابة البالغة من العمر 19 عاما، اختفت بعد مغادرتها حفلا جامعيا. وأظهرت فحوصات الطب الشرعي، أن الشابة توفيت قبل سقوطها في النهر، إذ تم اغتصابها ومن ثم قتلها خنقا. وحسب التقارير الإعلامية، كانت ماريا تدرس في كلية الطب وفي أوقات الفراغ كانت تعمل متطوعة في ملجأ للمهاجرين. وكان الفحص النهائي الذي أدى إلى إلقاء القبض على المشتبه به، هو فحص الحمض النووي لخصلة شعر تم العثور عليها على دراجة نارية كانت تستقلها الشابة. وحسب التقارير الإعلامية، يدور الحديث، عن خصلة شعر داكن اللون مصبوغ بالأشقر. ولم يجد المحققون في قواعد البيانات الحكومية على معطيات تتناسب مع نتائج فحص الحمض النووي هذا. لكنهم واصلوا التحقيقات وبعد فترة وبعد دراسة تسجيلات كاميرات المراقبة في وسائل المواصلات، لاحظوا شابا أسمر كان جزء من شعره مصبوغا باللون الأشقر. وتم إلقاء القبض على المشتبه به واعترف بارتكابه الجريمة.
وكشفت صحف ألمانية، أن المشتبه به دخل ألمانيا العام الماضي، كلاجئ قاصر دون أهل. ولذلك، تبنته أسرة ألمانية وتكفلت برعايته. وحسب التقارير، تحقق الشرطة في احتمال تورط الشاب الأفغاني، في جريمة مشابهة أخرى وقعت في المدينة نفسها، في تشرين الثاني، إذ تم العثور على جثة فتاة بالغة من العمر 27 عاما، كانت تمارس رياضة الركض قرب منزلها. وتم اغتصابها قبل قتلها.
وكانت الحكومة ووسائل الإعلام الألمانية، تعرضتا للانتقادات بسبب التزامهما الصمت حول قضية اغتيال الفتاة ماريا لادنبورغر. وكتب زيغمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على صفحته في «فيسبوك»: «يجب ألا نسمح باستغلال هذه الجريمة البشعة لإثارة مشاكل وللترويج لنظريات المؤامرة».
بدوره، شدد المتحدث باسم الحكومة الألمانية على ضرورة معاقبة المراهق الأفغاني «بالقوة الكاملة لقوانيننا»، في حال تأكد ذنبه. وأضاف قائلا: «لكن علينا ألا ننسى أننا نتحدث عن جريمة، من المحتمل أن لاجئا أفغانيا واحدا ارتكبها وليس جميع حاملي الجنسية الأفغانية، أو جميع اللاجئين من أفغانستان».
وجاءت هذه التعليقات، بعد أن اتهمت بعض القوى السياسية في البلاد، الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية، بمحاولة إخفاء القضية عن الرأي العام، إثر تجاهل القناة الحكومية الرئيسية لخبر اعتقال اللاجئ يوم الجمعة الماضي، بعد استكمال فحوصات للحمض النووي، أثبتت تبعية خصلة شعر، تم العثور عليها في موقع الجريمة، له.
في هذا السياق، كشف توماس شتروبل، نائب رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الحاكم في ألمانيا، عن إمكانية ترحيل لاجئين مرضى، حسبما نقلت صحيفة «فزغلاد» الروسية، أمس. وأكد شتروبل في الوقت نفسه، أنه لا يمكن ترحيل اللاجئين المرضى غير القابلين للنقل.
تجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الأجانب، الذين تنتهي مدة إقامتهم في البلاد، يمكنهم الحصول على تصريح لتأجيل الترحيل لأسباب مرضية.