قتيل وجريح في عين الحلوة برصاص مقنّع والقوى الفلسطينية تدرس الخطة الأمنية
توتّر الوضع الأمني في عين الحلوة أمس بعد اغتيال أحد مرافقي قائد القوة الأمنيّة الفلسطينية في منطقة صيدا العميد خالد الشايب، ويدعى محمد العبدالله الملقّب بـ«محمد العراقي».
وفي التفاصيل، أنّ مقنّعاً أطلق النار على عناصر القوة الأمنيّة الفلسطينية المشتركة أمام مقرّها في بستان القدس في مخيم عين الحلوة، ما أدّى إلى إصابة عنصرين هما عبدالله وعلي جابر بجروح، نُقلا على أثرها إلى مستشفى «النداء الإنساني» داخل المخيم للمعالجة. وتوفّي عبدالله لاحقا متأثّراً بجروحه. وعلى الأثر، نفّذت القوة الأمنيّة الفلسطنية المشتركة انتشاراً في المكان، ما أشاع جوّاً من التوتر.
على صعيدٍ آخر، استمرّت جولة القيادة الفلسطينية السياسية الموحّدة على فاعليات صيدا للمطالبة بإلغاء فكرة بناء الجدار، مقابل تعهّدات بتسليم المطلوبين الخطرين في المخيم للجيش وفتح الحوار اللبناني الفلسطيني لمعالجة المشاكل والهواجس كافّة كبديل عن السور.
وأكّد عضو اللجنة اللواء صلاح اليوسف، أنّ «مسوّدة الخطة الأمنيّة، ستُعرض على أعضاء اللجنة الأمنيّة الفلسطينيّة العليا في اجتماع قريب»، وقال: «إن اقتضى الأمر سنعمل على إدخال تعديلات على المسودة، بالتوافق والتنسيق مع الجيش اللبناني». وأضاف: «نحن على تواصل دائم مع رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود، ولن نسمح للإرهابيّين باستغلال المخيم لغايات ومآرب بعيدة كلّ البعد عن الأجندة الفلسطينيّة، الأمر الذي سعينا له في السابق من خلال منع أيّ قوة من استخدام المخيّم كمنطلق لاستهداف الأمن والجيش اللبناني».
وكان وفد اللجنة الأمنيّة الفلسطينية العليا المشرفة على المخيّمات برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، التقى النائب بهيّة الحريري في مجدليون، حيث وضعها في أجواء ما تمّ الاتفاق عليه مع الجيش اللبناني لجهة إعداد الجانب الفلسطيني تصوّرات ومقترحات بديلة عن الجدار لحفظ الأمن في المخيم والجوار.
وأكّد الوفد بحسب بيان مكتب الحريري «الموقف الفلسطيني الرافض للجدار، كونه يزيد من معاناة أبناء المخيم ولا يساهم في تعزيز جسور العلاقة والثقة التي امتدّت بين المخيم والمؤسسة العسكرية»، مثمّناً مسارعة الجيش اللبناني إلى تجميد العمل بالجدار، ومطالباً بوقفه نهائيّاً.
من جهتها، جدّدت الحريري «رفضها الجدار حول عين الحلوة، لأنّه لا يخدم العلاقات اللبنانيّة الفلسطينيّة»، داعيةً «لتفعيل التواصل والحوار بين الجيش والقوى الفلسطينيّة من أجل تدارس البدائل التي تحفظ الأمن والاستقرار للمخيم وصيدا، لأنّ أمنهما واحد».
وبعد اللقاء، قال أبوعرب عن الخطة الأمنيّة البديلة عن الجدار التي تعكف القوى الفلسطينية على وضعها: «هناك دراسات توضع بهذا الخصوص، وبعد أن يأتي الأخوة من مؤتمر فتح في رام الله ستعقد اجتماعات للقيادة السياسية وللقوى الفلسطينية كافة بخصوص الخطة».
كما زار الوفد أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، بحضور عضو اللجنة المركزية في التنظيم محمد ظاهر.
وجرى خلال اللقاء، حسب بيان لـ«الناصري» البحث في العلاقة اللبنانية الفلسطينية، مع تأكيد أهميّة تعزيزها وتطويرها في سبيل القضايا التي تهمّ الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وتناول المجتمعون «المستجدّات في موضوع الجدار»، مؤكّدين «رفضه رفضاً باتّاً»، مؤكّدين «أهمية دور القوة الأمنيّة في المخيم، وأهمية تحصينه من أيّ عمل أمني مشبوه يعرّض المخيم وجواره للخطر».
كذلك التقى الوفد رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري.