إبراهيم: غياب الموالاة والمعارضة لا يطمئن
رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنّ «العقلانيّة هي التي جعلت وتجعل كلّ شيء ممكناً لحماية لبنان، وهي التي جعلت من الانقسامات كلّها مجالاً سياسياً قوامه التسويات والتفاوض، فأفضيا إلى استثمار اللحظة السياسية الوطنية لانتخاب الرئيس والبحث عن حلول لما هو معلّق وعالق»، ونبّه إلى أنّ ليس من العلامات المطمئنة أنّ لا معارضة صافية تواجه موالاة صافية، ما يدلّ إلى غياب برامج سياسية ـ اجتماعية ـ اقتصادية تحاكي تطلّعات اللبنانيين.
واعتبر إبراهيم في افتتاحية العدد التاسع والثلاثين من مجلة «الأمن العام»، الصادرة عن المديرية العامة للأمن العام كانون الأول 2016 ، تحت عنوان «العقلانية ضمان لبنان»، أنّ في «وسع أيّ لبناني أن يفرح ويقول إنّ اعتماد منطق التفاوض والتسويات بين ممثّلي القوى اللبنانية أفضى إلى إنهاء الفراغ والشغور الرئاسي، وشحذ المؤسّسات الحكومية والبرلمانية للعمل بطاقاتها القصوى لضمان سلم لبنان وشعبه، وعودته ليشغل مكانه بين دول العالم على خارطة المجتمع الدولي بعد سنوات كاد فيها أن يغيب البلد من الذهن السياسي العام، منبّهاً في المقابل إلى أنّ «للبنانيّين آخرين أن يُبدوا سأَمَهم من كون وطنهم بلد التسويات المتجدّدة والمتكرّرة، وأنّه سيبقى على الدوام عرضة للاهتزازات بكلّ أشكالها السياسية والأمنيّة والاقتصادية والاجتماعية على ما حصل في السنوات الخمس الأخيرة، بدءاً من موجات الإرهاب التي صارت تتلاطم مع انفجار الوضع في سورية وصولاً إلى شبكات الانغماسيّين، وما بينهما من عجز عن سيرورة العمليّة الديمقراطية تلقائيّاً، تؤكّد مناعة النظام السياسي وآليّته الدستورية».
وأكّد أنّ «العقلانية هي التي جعلت وتجعل كلّ شيء ممكناً لحماية لبنان، بينما كان الإقليم يحترق من أقصاه إلى أقصاه أمام أعين المجتمع الدولي بكلّ تلويناته وأجنداته السياسية المتنوّعة المتعدّدة. ذلك أنّ العقلانية هي من جعلت من الانقسامات كلّها إمكاناً سياسيّاً قوامه التسويات والتفاوض، فأفضيا إلى استثمار اللحظة السياسية الوطنية لانتخاب الرئيس والبحث عن حلول لما هو معلّق وعالق».
واعتبر أنّ «ليس من العلامات المطمئنة أنّ لا معارضة صافية تواجه موالاة صافية، ما يدلّ إلى غياب برامج سياسية ـ اجتماعية ـ اقتصادية تحاكي تطلّعات اللبنانيّين، وعلى أساسها ينتج الفرح أو التشاؤم»، لافتاً إلى «أنّ هذه العلامات المقلقة لا تقول إلّا شيئاً واحداً هو التوق إلى السلطة لنيل مكاسبها وتوزيعها على لبنانيّين، هم محازبون وليسوا مواطنين».
وختم إبراهيم: «لبنان خبر كثيراً مثل هذه المحن، وأصبح من الملحّ تشريح كلّ شيء للنقاش العام بهدف العبور إلى ديمقراطية حقيقية، ودولة حديثة من دون مأسسة للأحقاد أو الكراهية، لأنّ ذلك هو أقصر الطرق إلى ضرب الدولة وسلمها».