ودمشق تؤكّد أنّ دول الخليج لا تمتلك قرارها أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أنّ الجيش السوري أوقف كافّة العمليات العسكرية في حلب الشرقية من أجل إجلاء المدنيّين وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال لافروف، على هامش جلسة مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي: «أوقف الجيش السوري اليوم عملياته القتالية في حلب الشرقية، وذلك من أجل تنفيذ أكبر عملية إجلاء للمدنيّين الراغبين بمغادرة المنطقة. وتضمّ القافلة حوالى 8 آلاف شخص. إنّها عملية ضخمة فعلاً، ويمتد خط سيرها لمسافة 5 كلم».
وأشار الوزير كذلك إلى أنّ الدول الغربية لم تقدّم أي نقاط محدّدة من أجل تخفيف حدّة الوضع الإنساني في المدينة. والولايات المتحدة تحاول خلال المباحثات إخراج «جبهة النصرة» من تحت الضربة.
ونوّه لافروف بأنّ الدبلوماسيّين والعسكريّين من روسيا والولايات المتحدة سيلتقون غداً السبت في جنيف لمناقشة الوضع في حلب. ودعا لافروف إلى تحديد موعد استئناف المفاوضات بين السوريّين.
وتطرّق لافروف كذلك إلى موضوع قصف المستشفى العسكري الروسي في حلب، وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة أعلنت بشكلٍ غير واضح جداً عن أسفها لما حدث.
وقال لافروف: «روسيا ضدّ استخدام المعايير المزدوجة في تقييم الضربات العسكرية على الإرهابيين في سورية والعراق»، منوّها إلى أنّ «التحالف الأميركي تشكّل فقط بعد قيام التنظيم بقتل عدد من المواطنين الأميركيّين».
وأشار الوزير الروسي إلى أنّ الدول الغربية تحاول تسييس عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب السورية.
من جهةٍ أخرى، أكّد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أنّ دول الخليج لا تملك قرارها، وتفتقر إلى أدنى نوع من الاستراتيجية السياسية المستقلّة.
ونقلت وكالة سانا عن المصدر قوله أمس، إنّ دول الخليج «لا تعرف إلّا أن تكون مجرّد أدوات تنفق من أموال شعوبها للتآمر على سورية»، مضيفاً أنّ هذه الدول قامت بدعوة رئيسة وزراء بريطانيا لتحتمي بها، بسبب خشيتها ممّا توعّدها به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
كلام المصدر جاء ردّاً على البيان الصادر عن القمّة الخليجية البريطانية والمواقف التي تضمّنها إزاء سورية، مشيراً إلى أنّ «بريطانيا تحاول بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي استغلال غياب الدور الأميركي في المرحلة الراهنة، من أجل العودة إلى أمجاد إمبراطوريّتها الزائلة، وانتهاز الشعور بالهزيمة والوهن لدى شيوخ النفط لابتزاز المزيد من ثرواتهم وممارسة أبشع أشكال النفاق والتضحية بالمبادئ التي تدّعيها كذباً».
وختم المصدر تصريحه لافتاً إلى أنّ الشعب والجيش السوري، «الذي اتّخذ قرار القضاء على الإرهاب ويسجّل الانتصارات المتتالية على العصابات الإرهابية التكفيرية وداعميها الإقليميّين والدوليّين، لن يُعير أدنى اهتمام لدموع التماسيح التي يذرفها المنافقون من أتباع الديمقراطيّات الزائفة وأدواتهم في الخليج، وهي ترى فيها دموع الهزيمة والخيبة من انتصار سورية ووأد المشروع التآمري الذي استهدفها إلى غير رجعة». وأضاف أنّ «حلب، وكلّ المدن السورية، ستكون مقبرة لأطماع الحكومات التي لا تزال تعيش في أوهام الماضي الاستعماري الزائفة وتابعيهم المتخاذلين في الخليج».
ميدانياً، استهدف الجيش السوري مواقع المسلحين في أحياء الكلاسة والسكري وبستان القصر، وحي الصالحية جنوب حلب، بالتزامن مع مواصلة الجيش السوري وحلفائه التقدّم في الأحياء الشرقية من مدينة حلب وسط استمرار الانهيارات في صفوف الجماعات المسلّحة.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه دخلوا أحياء الشيخ سعيد وسط معلومات عن هروب المسلّحين إلى أحياء صلاح الدين والسكري، كما استهدفوا بكثافة مواقع المسلّحين في حي الصالحية جنوب حلب. ونقلت معلومات عن حصول خلافات بين المسلّحين في حي الشيخ سعيد حول قرار الانسحاب.
وأكّد مصدر عسكري، أنّه طُلب من المقاتلين السوريّين خارج الشيخ السعيد عدم الرماية على هذا الحي لأنّ القوات السورية صارت بداخله.
إلى ذلك، أكّد الجيش السوري وحلفاؤه استحالة عقد أي تسوية مع المسلّحين المحاصرين شرق حلب، وأنّ الطرح الوحيد هو أن تقوم المجموعات المسلّحة بتسوية أوضاع بعض عناصرها أو الانسحاب إلى إدلب، ويرفض الجيش السوري وحلفاؤه إدخال أيّ مساعدات إنسانية قبل خروج كلّ المسلّحين.
وفي السِّياق، أُفيد بارتفاع حصيلة شهداء قصف الجماعات المسلّحة لأحياء مدينة حلب مساء الأربعاء إلى 24 وجرح نحو 80.
إلى ذلك، أفاد الإعلام الحربي بوقوع اشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلّحة قرب مطار الثّعلة العسكري وتل الشيخ حسن في ريف السويداء الغربي جنوب سورية.
كما استهدف الطيران السوري مواقع المسلّحين في حارة البدو جنوب المعهد الفني في مدينة درعا، وبلدتي إبطع وداعل في الريف الشمالي للمدينة بالتزامن مع قصف مدفعي لتحرّكات أخرى للمسلّحين عند مخيم درعا وحي الأربعين في درعا البلد، وطُرق غرز، طفس، اليادودة في ريف المدينة الشمالي.
وفي دير الزور، شنّ الطيران السوري غارات مستهدفاً مواقع لتنظيم «داعش» في أحياء الحويقة والحميدية والرشدية، والبانوراما جنوب غرب المدينة، وبلدتي حطلة والحسينية في ريفها الشرقي، وقرية الجفرة وجبل الثردة في ريفها الجنوبي.