مع إطلالة ذكراه السادسة: ما الذي جمع القرضاوي وبشارة وليفي في «الربيع العربي»؟

د. رفعت سيد أحمد

مع إطلالة شهر ديسمبر كانون الأول من كل عام نتذكّر بداية ما يسمّى بـ «ثورات الربيع العربي» حين اندلعت في تونس، ثورة الياسمين 17/12/2010، تلتها ثورة كانون الثاني/ يناير في مصر 25/1/2011، وهما بالفعل ممّن يدخلهم كاتب هذا المقال في نطاق الثورات، أما ما تلاهما وتحديداً في سورية وليبيا في عرفنا، فهي مؤامرات كاملة الأركان، ركبها الغرب، وبعض الحلفاء له من التيارات الإسلامية كما بات معلوماً الآن للكافة، فالدم، والوثائق، والحقائق على الأرض تشهد.

مع إطلالة الذكرى السادسة لهذا «الربيع»، نتذكر العديد من الوقائع التي تشابهت علينا في حينها إلى أن كشفت الأيام عن حقيقتها، وباتت واضحة في دلالاتها، ومغازيها.

من بين تلك «الوقائع»، بروز أسماء لشخصيات من المثقفين والدعاة، لعبت دوراً وقتها في مساندة هذا «الربيع»، وصاغته أمام الجمهور المضلل، على أنه ثورة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها، وازداد دورهم تأثيراً، حين استخدموا وسائل إعلام مؤثرة منها على سبيل المثال عربياً قناة «الجزيرة»! وساند هؤلاء أيضاً روافع مهمة من المال النفطي إلى التنظيم الدولي للإخوان بأدواته السياسية، الاقتصادية، والإعلامية، إلى استخدام مكة والأماكن المقدسة والشيوخ المتواجدين فيها ورمزيتهم لترويج الفتاوى وإكسابها شرعية مفقودة.

الآن نتذكر مع إطلالة ذكرى هذا «الربيع»، الذي يصفه البعض الآن بـ الربيع العبري بديلاً عن الربيع العربي خاصة في سورية وليبيا نتذكر شخصيات مهمة لعبت أدواراً في هذا «الربيع»، والآن تكاد تختفي من على شاشة المشهد السياسي العربي والإسلامي العام، ربما لأنها قد كشفت وسقطت عنها ورقة التوت، التي كانت تغطي هذا الربيع الزائف، وربما لأنها قد أدّت الدور المنوط بها والآن احترقت ولم يعد لها فائدة!

مع إطلالة الذكرى السادسة نتذكر ثلاثة أسماء، لعبت دوراً رئيسياً، كلّ في مجاله في قيادة هذا «الربيع»، ورغم ما قد يبدو من عدم وجود رابط في ما بينهم، إلا أننا نرى غير ذلك، وهو ما سيتولى مقالنا هذا إثباته… أما الثلاثة فهم المصري المسلم الشيخ يوسف القرضاوي الفلسطيني المسيحي د. عزمي بشارة الفرنسي اليهودي برنار ليفي . هؤلاء الثلاثة، ولن نتوقف كثيراً أمام دلالة دياناتهم !! وكما يعلم أغلب المتابعين، لـ «الربيع» وثوراته كانوا نجوماً في سمائه خلال السنوات الثلاث الأولى على الأقلّ، وكانت «الجزيرة» أحد أبرز الأبواق في نقل أفكارهم، إلى الجماهير، والتنظيمات ولعب «المال» القطري، والمساندة الشخصية من حمد بن جاسم وزير خارجية تلك الإمارة الصغيرة التي قادت هذا «الربيع»، عبر وسائل عدة، كان هؤلاء… من بين أبرز أدواتها!

ولكن… السؤال الآن وبعد ست سنوات من اندلاع الأحداث واختفاء حمد بن جاسم ومن شابهه من الممثلين السياسيين من على مسرح الأحداث نسأل: ما الذي يجمع بين القرضاوي وبشارة وليفي لكي نضعهم في مقام واحد؟ وهو هنا مقام اتهام، بدور تخريبي للبلاد التي شهدت ذلك الربيع… أما القاسم المشترك بين هؤلاء الثلاثة الذين اخترنا اليوم الحديث عنهم؟ أننا نريد من خلال الإجابة أن نعيد تركيب مشهد الثورات المزعومة، تلك، وربيعها المُدّعى، من جديد، لنفهم ما الذي حدث، ولماذا؟ ونضيء ولو ضوءاً بسيطاً على إحدى الزوايا المعتمة في صورة هذا «الربيع» وفي سبيلنا للإجابة دعونا نمحور الحديث حول النقاط التالية:

أولاً: نظنّ وليس كلّ الظنّ إثم أنّ الذي جمع بين القرضاوي وبشارة وليفي، لم يكن «الحب» في الثورات، ولكن الدور والوظيفة في خدمة قوى إقليمية ودولية للمساهمة عبر الفتوى يوسف القرضاوي والتحليل الفلسفي القومي المغشوش عزمي بشارة ، والتحريض الدموي الكاره لشعوب هذه المنطقة برنار ليفي .. لقد كان الثلاثة بمثابة جماعة وظيفية تعمل في خدمة من يدفع، ويدير ويحرّك وكان الذي يحرّك هو ذلك الثالوث الجغرافي الممتدّ من واشنطن إلى الدوحة مروراً بتل أبيب!

ثانياً: ولكن… من هم هؤلاء الأعضاء في تلك الجماعة الوظيفية لتفكيك البلاد العربية المركزية؟ والذين ربما في غمرة القصف الإعلامي، لم نعد نعرف جذورهم، أو قصد لنا ألا نعرف، أو ننسى تاريخهم وعملية إعدادهم وصناعتهم للدفع بهم في «لحظة الربيع العربي»، من هم وهل ثمة أيّ بيانات عنهم، تسمح بأن ترشحهم للعب «الدور الوظيفي» التفكيكي في المنطقة باسم «الربيع العربي»؟! وخاصة أنّ هذا الدور كان يتطلب نشأة، وحياة، وفكراً وتجربة عريضة كهذه، كلّ في مجاله، ولا يلمّ ذلك كله إلا اللاعب الرئيسي، اللاعب بخيوطهم، فهو الوحيد القادر على أن يحرّكهم لتحقيق الوظيفة.. وظيفة التفكيك والتخريب باسم الثورة والتركيع!

يوسف عبد الله القرضاوي

ثالثاً: تقول الحقائق ويحدّثنا التاريخ أنّ أول أركان المثلث هو الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي ولد في 9/9/1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية بمصر، وأنه تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وحصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس بكلية اللغة العربية عام 1954 في علوم القرآن والدكتوراه من كلية أصول الدين في موضوع الزكاة وأثرها في حلّ المشاكل الاجتماعية عام 1973 من نفس الكلية، وللقرضاوي قرابة الـ170 كتاباً، والأهمّ في قصة حياة الرجل أنه انضوى تحت لواء جماعة الإخوان مبكراً، وكان من أبرز مفكريها ودعاتها وألّف واحداً من أهمّ الكتب عنها وهو كتاب الإخوان المسلمون سبعون عاماً في الدعوة والتربية والجهاد ومع ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 في مصر وركوب الإخوان لموجتها واندفاعاتها، دُفع بالقرضاوي للركوب معهم وليكون هو «المنظر» والشيخ المنتظر، فما كان منه إلا أن قام بدوره المطلوب، وأعلن أنّ الإخوان هم الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة وأنهم أفضل مجموعات الشعب المصري لسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء و أنّ مشروعهم الذي هو مشروع حسن البنا هو المشروع السني الذي يحتاج إلى تفعيل وإلى أن يقود الأمة ، ثم توالت فتاويه، وسلوكياته، إلى أن أحضره الإخوان إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة، ليقود الجماهير ويصلي بهم الجمعة في إحدى المليونيات الشهيرة بعد تنحّي حسني مبارك عن الحكم في 11/2/2011 وهنا بدأ الدور الذي من أجله خلقت ظاهرة القرضاوي الدينية / الإخوانية، واتضح أكثر في الأزمة السورية ثم الليبية، والآن نتذكر، فتاويه الدامية التي أهدر فيها بكلّ بساطة وبدون شعور بالذنب أو بالخوف من الله دم القذافي وبشار وضباط وجنود الجيش والشرطة المصرية خاصة بعد 30/6/2013… هذا هو الدور بالضبط الذي خلقت من أجله ظاهرة القرضاوي ، ودعمته فيه قناة «الجزيرة» وشبكات «التنظيم الدولي للإخوان»… دور التحريض، والتفكيك للدول وللجيوش المركزية باسم الثورة، باسم «الدين» و«الفتوى»، دور التبشير لحكم الإخوان المرضي عنه أميركياً، دور الشرق الأوسط الأميركي الجديد.. «ذو اللحية»، هنا تحديداً التقى الأضداد، أو ما قد يبدو على السطح أنهم أضداد، التقى يوسف القرضاوي مع رفيقيه عزمي بشارة وبرنار ليفي !

عزمي انطون بشارة

رابعاً: أما الثاني في ثالوث التغيير والفوضى فاسمه عزمي أنطون بشارة ولد في الناصرة في 22/7/1956 قدّم نفسه باعتباره مفكّراً، وقبلها مناضلاً، وأثناءها عضو كنيست إسرائيلي ، ولا تناقض لديه أو لدى المعجبين به عربياً وعبرياً، رغم أنّ التناقض شديد الوضوح، إذ كيف تكون إسرائيلياً عضو كنيست ومناضلاً قومياً في الوقت ذاته؟

على أية حال… تقول سطور سيرته، قبل الربيع، إنّ الرجل تمّ إعداده جيداً من قبل المحرّكين، أما كيف تمّت صناعته وإعداده فإنّ الحقائق تقول إنّ الرجل تمّ تدشينه كمناضل وهو في المدرسة الثانوية حين تولى رئاسة اتحاد الطلاب الثانويين العرب الذي أسّسه عام 1974 ثم التحق دارساً بجامعة حيفا ثم الجامعة العبرية ثم غادر إلى ألمانيا عام 1980 ليدرس الفلسفة من جامعة هومبوليت في برلين، ويحصل لاحقاً على درجة الدكتوراه، ثم عاد إلى فلسطين ليقود حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ويدخل الكنيست الإسرائيلي عضواً معترفاً بالكيان الصهيوني، عدة دورات ابتداء من عام 1996 ثم تفتعل الأجهزة الصهيونية معه عدة معارك وهمية منها ادّعاء دعمه لحزب الله، ولسورية، ليتمّ ادّعاء طرده خارج الكيان الصهيوني ليذهب إلى سورية، وإلى حزب الله ليستقبله الجميع، خاصة الرئيس بشار الأسد بترحاب، ودعم كاملين، فاق كلّ وصف، وتدريجياً يتغلغل الفتى ابن الكنيست في أوساط النخبة العربية البيروتية، والسورية وأحياناً العربية ولأنه يتمتع بدهاء وذكاء فطريين أمكن له أن ينسج علاقات، ويخترق مراكز أبحاث وصحف ومؤسسات وجمعيات لبنانية عريقة عديدة، ولما لا؟ فالرجل قُدّم للجميع باعتباره مناضلاً قومياً، تطارده إسرائيل، في أرجاء الدنيا، ولقد التقاه كاتب هذه السطور عدة مرات في عدة فاعليات قومية مهمة وأزعم أنه خدعني ولم اكتشف مثل غيري حقيقته، إلى أن جاء «الربيع العربي»، ليساعدنا مشكوراً في إظهار حقيقة عزمي بشارة الإسرائيلية بامتياز، حقيقة الدور الفكري والفلسفي والإعلامي الداعم بل والصانع – أحياناً – لمشروع تفكيك سورية وليبيا ومصر لولا أنّ الله قد وقف بجانب الأخيرة مصر- حين قامت ثورة 30 حزيران/ يونيو 2013، فأُحبط مشروع عزمي ومشاريع آخرين مثله، المهمّ في الأمر أنّ عزمي بشارة الذي التقطته قطر و واشنطن لاحقاً مع إطلالة ثورة الياسمين في تونس كانون الأول/ ديسمبر 2010 ليساهم في خلط الأوراق وليُنظّر لكلّ الفوضى في المنطقة، باعتبارها ثورة وأسس له حمد بن جاسم مركزاً للدراسات وصحيفة يومية، وإطلالات ثابتة عبر قناة «الجزيرة»، وليشترك مع القرضاوي في فتاوى – هذه المرة علمانية وفلسفية وترتدي مسوح الناصرية للأسف ضدّ سورية وليبيا.. بعد أن فشل مع الحالة المصرية، وتدريجياً أيضاً – تتحوّل الثورات إلى دمار ودماء، وتدريجياً وإنْ كان متأخراً – تكتشف الجماعة الثقافية والسياسية والعربية دور عزمي بشارة الوظيفي، وتدريجياً أيضاً – لا يبقي حوله ولا يصدّقه سوى الباهتين، فكراً، الباحثين عن عمل أو أجر، يسدّ رمق الحياة.

برنار هنري ليفي

خامساً: أما برنار ليفي فهو اليهودي الفرنسي الذي ولد في الجزائر في 5/11/1948 ويعتبر نفسه من تيار الفلاسفة الجدد، الكارهين لليسار والذي يعتبر الاشتراكية فاسدة أخلاقياً وأنّ الأمركة والأسرلة أيّ الانتساب الفلسفي والسياسي لإسرائيل هي الأعظم أخلاقياً! واشتهر ليفي باعتباره صحافياً وناشطاً سياسياً، ومراسلاً حربياً منذ حرب انفصال بنغلاديش عن باكستان عام 1971 ومن أشهر كتبه يسار في أزمنة مظلمة نشر عام 2008 وفيه هجوم شديد على اليسار وتأييد كامل لواشنطن و«إسرائيل»، وتدريجياً بدأ دور الرجل يتضح حين هاجم الانتخابات في إيران عام 2005 ودافع عن انفصال جنوب السودان وهاجم المسلمين البرابرة الموجودين في شمال السودان على حدّ وصفه، وترشح لرئاسة «إسرائيل» بعد حصوله على جنسيتها، وفي العام 2010 شهر مايو/ أيار ، وأثناء افتتاح مؤتمر «الديمقراطية وتحدياتها» في تل أبيب، مدح برنار هنري ليفي وأطرى على جيش الدفاع الإسرائيلي معتبراً إياه «أكثر جيش ديمقراطي في العالم»، وقال: «لم أر في حياتي جيشاً ديمقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكمّ من الأسئلة الأخلاقية، فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية»!

ولقد أعلن الرجل وهنا يبرز الدور الوظيفي له بوضوح أنّ الأجهزة الإسرائيلية، والأميركية والمال النفطي خاصة من قطر تقف جميعاً خلفه، ولا يجد تناقضاً في قبول دعمها لدوره التحريضي لذلك مع اندلاع ثورة كانون الثاني/ يناير في مصر عام 2011 تمّ الدفع به، والتقى بقيادات الإخوان المسلمين وهناك صور شهيرة له مع بعضهم أثناء الثورة ومنهم القيادي الإخواني سعد الحسيني ، وفي ليبيا أثناء مؤامرة شباط/ فبراير المسماة لديه ولدى القرضاوي وعزمي بشارة بالثورة كان يقف ويساند هؤلاء الإرهابيين، وفي سورية وقف إلى جوار الجيش الحرّ ومرتزقة المعارضة الموجودين في فنادق أوروبا وتركيا… لقد أفصح الرجل خاصة خلال السنوات الأولى من «الربيع العربي» المزعوم، عن دوره، تماماً مثل رفيقيه القرضاوي وبشارة دور الدعم والمساند القوي، بالكلمة والسلوك لجماعات إسلامية، وإرهابية، وفوضوية، تستهدف تفكيك الأوطان، باسم الثورة.

سادساً: هؤلاء هم «ثلاثي الربيع» من المثقفين، أو الدعاة ، أو الفلاسفة سمّهم ما شئت وتلك هي أدوارهم، وهذا هو القاسم المشترك بينهم، إنه قاسم العمل الوظيفي، لخدمة مشروع تفكيك المنطقة، لإعادة تركيبها من جديد على مقاس الهوى والمصلحة الأميركية، والغربية مستخدمة أيّ تلك المصلحة قطر، والمال النفطي، وبعض مشيخات وممالك الخليج الأخرى، والسؤال الذي قد يسأله البعض مستهجناً: هل من المعقول أن يكون القرضاوي وعزمي بشارة في نفس المربع مع برنار ليفي؟ ألا يحتمل أنهما لم يكونا يعلمان طبيعة التوظيف القطري لهما في هكذا مشروع؟ وأنّ الأمر كان أمر قناعة لديهما بأنهما كانا يساندان ثورات؟ والإجابة بالقطع… لا، لأنّ رجل في مقام القرضاوي أو دهاء عزمي بشارة ولديهما من التجارب والخبرات الكثير، لا يمكن أن يستُغفلوا أو أن يغرّر بهم، إنهم كانوا ونحسب أنهم لا يزالون – مجرد جماعة وظيفية قد تتزيّن، أو تتجمّل، تارة بالدين حالة القرضاوي ، وأخرى بالناصرية حالة بشارة وثالثة بالثورية العالمية حالة ليفي ، لكنها في جوهرها جماعة وظيفية، تعمل بالوكالة، في خدمة مشروع أكبر، لتفكيك الدول المركزية بالمنطقة، أما أشواق الشعوب للتغيّر والإصلاح والثورات، فهي أبعد ما تكون عن أجندة، وعقول هذا الثلاثي أو تلك الجماعة الوظيفية.

خلاصة القول: لقد كان ما جرى في بلادنا العربية قبل ست سنوات ومع شهر كانون الأول/ ديسمبر 2010، ليس كله ثورات، أو ربيعاً وردياً جميلاً، لم يكن كلّ ما لمع ذهباً، بعضه فقط كان كذلك مثل تونس ومصر والباقي كان صفيحاً صدئاً، لماذا؟ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ سورة الأحزاب آية 4، ولا يمكن لثورة أن تكون عربية، طاهرة وفي ذات الوقت تقف خلفها إمارة مثل قطر أو مشيخات خليجية أخرى، فيها قواعد عسكرية أميركية، وحكم وراثي استبدادي أو تقف خلفها مخابرات تركية وأميركية، إذ كيف يكون الثائر ثائراً وعميلاً لـ «سي أي آي» في نفس الوقت؟

نحسب أنّ ثلاثي فلاسفة الثورات المزيفة القرضاوي بشارة ليفي كان من بين أدوارهم الوظيفية أن يضعوا للرجل الثائر… «هذين القلبين في جوفه» ولكنهم فشلوا… وفشلهم صار بعد ست سنوات من «الربيع»، لا يحتاج إلى بيان، فهو الآن… شديد الوضوح فاقع اللون لكنه للأسف – لا يسرّ الناظرين مثل قرة بني إسرائيل! والله أعلم.

E mail: yafafr hotmail. com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى