نصرالله اليوم: ثقة ثابتة بعون وتفويض مفتوح لبري… وباقون في سورية الحكومة تنتظر «الأشغال» بعد «التربية»… وقانصو لأولوية قانون النسبية
كتب المحرّر السياسي
لا يبدو المعلن من تفاهم وزيري خارجية أميركا وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف عن عودة التعاون بين حكومتيهما على مستوى الخبراء، للبحث في سبل الخروج الآمن للمدنيين من مناطق ضيقة ومحدودة لا يزال يخوض فيها بعض المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، معارك تتراوح بين الانتحار والتمهيد للفرار، أنه إنجاز بحجم اللقاءات التي جمعتهما خلال ثلاثة أيام ما لم يُكتب لخروج شامل للمسلحين النجاح، بعدما أقرّ التفاهم على هذا الحلّ في مجلس الأمن، وفقاً لما أعلنه بعد منتصف ليل أمس المبعوث الأممي سيتفان دي ميستورا، مع إعلان روسي عن وقف للنار تسهيلاً للمهمة، فهل ينتظر الأمر أن يجتمع الخبراء الروس والأميركيون غداً أم تقول المعارك كلاماً أبلغ من كلام دي ميستورا وتعهّدات كيري؟
بينما تبدو للخبراء وظيفة أصلية أسندت إليهم أصلاً وهي تحميل المواقع العائدة لجبهة النصرة لبدء التعاون العسكري في الحرب على جبهة النصرة، فيما يشكل عنوان المدنيين الأنسب لواشنطن للعودة للتعاون وتتمسك موسكو بانسحاب المسلحين، فيسهّل الروس على الأميركيين مهمّتهم علهم ينجحون هذه المرة بعد دروس المعارك القاسية، ويمنحون الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى سورية ستيفان دي ميستورا مهمة تتناسب مع حجمَيْهما وما تبقى لهما من مدة ولاية تنتهي خلال عشرين يوماً، بينما تبدو للمعارك لغة أخرى في ترتيب الوضع في حلب مع تواصل الانهيارات في صفوف الجماعات المسلحة.
الميدان الحلبي يقول بالوقائع إنّ دخول الجيش السوري وحلفائه إلى حي الشيخ سعيد وتراجع المسلحين لخوض المعارك على أبواب أحياء الكلاسة وبستان القصر يعني أنّ تدحرج الانتصارات لحساب الجيش والحلفاء سيتواصل وبتسارع ربما يسبق كلّ المساعي.
هل ينجح مسعى ترحيل المسلحين الذي أعلن عنه دي ميستورا بعد جلسة مجلس الأمن حول سورية؟
الجواب في عهدة الأميركيين مع منح موسكو ودمشق الفرصة لتحقيق ذلك بتأمين مخارج آمنة للمدنيين من جهة وللمسلحين الراغبين بمغادرة الأحياء الشرقية من جهة أخرى.
لبنانياً، تطلّع نحو خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي سيطلّ مساء اليوم متحدثاً عن لبنان وسورية، حيث يتوقع أن يجدّد الثقة برئيس الجمهورية وبرئيس التيار الوطني الحر، كما يؤكد التفويض المفتوح لرئيس المجلس النيابي في التفاوض نيابة عن فريق الثامن من آذار، مؤكداً التمسك بتمثيل لائق بالحلفاء، ليرسم من معادلات الحرب في سورية ثبات الحزب عند قراره بعد نصر حلب، للبقاء في سورية حتى يتحقق النصر الشامل على الإرهاب.
الجمود الحكومي لا يزال على نقطة التفاوض المتصلة بمصير وزارة الأشغال التي أعلن رئيس المجلس النيابي أنّ تثبيتها لفريقه مع عرض وزارة التربية على تيار المردة يعنيان بدء مهمته في الحلحلة، وما جرى في شأن التربية ينتظر مثله في شأن الأشغال، بينما توقف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو أمام المشهد السياسي الإجمالي وحيوية العنوان الإصلاحي في مسيرة بناء الدولة، مؤكداً على أنّ مفتاح كلّ إصلاح هو السير الجادّ بقانون انتخابي يعتمد التمثيل النسبي.
قانصو: من حقنا المشاركة في الحكومة وبالتمثيل الذي نريده نحن
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو أنّ الخطوة الأولى لهزّ هذا النظام الطائفي الذي يتكئ عليه نظامنا السياسي، هو الإصلاح، ولا إصلاح من دون قانون انتخابات حديث. ففي ظلّ قانون الستين الطائفي ستبقى الحياة السياسية مقفلة بوجه الشباب، لذلك نقف جهاراً نهاراً ضدّ قانون الستين، وضدّ النظام الأكثري، فالنظام الأكثري يشرّع الأبواب أمام سلطة المال السياسي، وتعزيز النعرات الطائفية، ويشوّه أدنى معاني الديمقراطية. ونحن نرى أنه حان الوقت لكي يحمل شباب لبنان مشروع نظام انتخابي حديث قائم على الدائرة الواحدة والنسبية، لأنّ العصبيات الطائفية والمذهبية خنقت لبنان، وغيّبت استقراره السياسي وجعلت أمنه غير مستتبّ، وهذا ما يشكل هاجساً، كما أنه يشكل حافزاً للشباب للعمل من أجل الإصلاح السياسي.
وشدّد قانصو على أنه لا يجوز أن تتشكل الحكومات بعقلية المحاصصات بل يجب قيام حكومة وحدة وطنية، لأننا نرى أنه من المستحيل النهوض بالبلد من دون وحدة وطنية تشارك فيها كلّ القوى السياسية. من حقنا أن نكون مشاركين في الحكومة وبالتمثيل الذي نريده نحن، فحزبنا منتشر في المتن الشمالي وجبيل وكسروان والكورة وعكار وعاليه والجنوب والبقاع، قبل أن يولد بعض الذين يسعون الى تكبير أحجامهم. ورأى أنّ المشكلة الحقيقية التي تعرقل تأليف الحكومة هو هذا الجشع لدى القوات اللبنانية، وهذا الانتفاخ المفتعَل بحجمها، وإذا لم تقبل بحجمها الحقيقي فمن الصعوبة تشكيل الحكومة.
وشدّد على أنّ انتصار حلب سيؤسّس لمرحلة جديدة تقترب فيها سورية من النصر النهائي، لا نقول إنّ المعركة انتهت بعد استعادة حلب، فلا تزال هناك مدن يحتلها الإرهاب، مثل إدلب والرقة، وهناك مدن محاصرة مثل دير الزور، أرياف حمص وحماه والحسكة محاصرة، فالمعركة ما زالت تحتاج إلى وقت، ومع ذلك نحن نثق بأنّ الدولة السورية ستنتصر في نهاية المطاف، وسيكون لهذا الانتصار تبعاته الإيجابية على المنطقة بأكملها.
السيد سيقدّم رؤيته للعهد ويؤكد دعم الرئيس عون
تتسم إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم بأهمية ودلالة بارزتين في ضوء التطورات الاستراتيجية في سورية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وهذه هي الإطلالة الأولى للسيد نصرالله بعد انتخاب حليفه العماد ميشال عون رئيساً. وعلمت «البناء» أنّ السيد نصر الله سيقسم خطابه إلى قسمين: القسم الأول سيخصّص للشأن الداخلي المتعلق بتشكيل الحكومة ودعوة الجميع لتسهيل مهمة العهد، من خلال رؤية سيقدّمها وسيؤكد السيد نصرالله الدعم المباشر لرئيس الجمهورية، واحتضان بقية الأطراف في 8 آذار في إطار لمّ الشمل.
وسيتطرق في القسم الثاني من كلمته إلى قراءته لمجمل التطورات الاقليمية لا سيما بعد الانتصار الاستراتيجي في حلب الذي وعد وتحدث عنه في الإطلالات السابقة، والمشهد ما بعد حلب ألى أين يمكن أن يذهب. ويمكن أن يأتي السيد نصرالله على الغارات الاسرائيلية الأخيرة. ويتحدث بطريقة خاطفة واستهزائية حول «الكلام الإسرائيلي» عن بنك أهداف سيضربها العدو في لبنان في المواجهة المقبلة مع حزب الله والتي ناهزت عشرة آلاف هدف.
عقدة المردة على طريق الحلحلة
وفي الانتظار، تتقاطع القوى السياسية على بث الأجواء الإيجابية عشية الأعياد وحفظ إنجاز العهد الجديد. وتحاول مختلف المكوّنات إشاعة جو هادئ حكومي من دون تقدّم ملموس على أرض الواقع بانتظار التفاعل مع تصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وإطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم. لكن اللقاءات في الساعات الأخيرة لم تحدّد موعداً ثابتاً لتشكيل الحكومة.
وتؤكد مصادر مطلعة في 8 آذار لـ «البناء» أنّ هناك «أجواء تفاؤلية بقرب تشكيل الحكومة، وعقدة المردة على طريق الحلحلة، ويعمل على تدوير الزوايا لحفظ حقه». وشدّدت المصادر على أنّ «حزب الله لا يطرح الثلث الضامن أو الثلث المعطل لا من قريب أو من بعيد، فهو يعمل ويجهد لإنجاح العهد وليس التصويب عليه».
وشدّدت أوساط سياسية لـ «البناء» على أنّ العقدة كانت تكمن في عدم إعطاء الوزير سليمان فرنجية ما يطلبه من حصة وزارية، فهو يعتبر أنّ حقه أكبر من الحقيبة المعروضة عليه التربية وكان واضحاً جداً أول أمس من بيت الوسط بعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، عندما تحدّث عما «يدور فوق الطاولة وتحتها من مفاوضات»، وأنه «لا يريد إلغاء أحد ولن يسمح لأحد بإلغائه».
وإذ لفتت الأوساط الى مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين بعبدا وبنشعي، استبعدت عقد لقاء بين الرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب فرنجية، مشيرة الى أنّ الظروف لم تكن نضجت حتى مساء أمس لعقد لقاء كهذا، لكنها توقعت أن نشهد حلحلة قريبة في الأيام القليلة المقبلة على صعيد التأليف.
المردة بين التربية والصحة؟
وتضاربت المعلومات داخل تيار المستقبل، بين مَن رأى أنّ التأليف الحكومي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يُبصر النور في مهلة لا تتعدّى يوم الإثنين، وبين مَن اعتبر أنّ الأمور لا تزال تراوح مكانها. وفي سياق متصل، أكدت مصادر قيادية في «المستقبل» لـ «البناء» أن «لا أجواء إيجابية أو أجواء غير إيجابية، مشيرة الى انّ الوضع لا يزال على حاله». وتابعت المصادر «انّ مردّ الأجواء الايجابية التي يشيعها المعنيون عدم اتهامهم بالعرقلة والتعطيل، لكن عملياً لا جديد في المفاوضات». ولفتت المصادر الى انّ «الرئيس المكلف قدّم للوزير فرنجية أول أمس اقتراحاً جديداً يتعلق بالحصة الوزارية لتيار المردة، خارج الحقائب الثلاث الطاقة، الاتصالات الأشغال يتراوح بين الحصول على حقيبة الصحة أو التربية، لكن موقف النائب فرنجية لا يزال على حاله».
واستقبل الرئيس المكلف سعد الحريري مساء امس في «بيت الوسط»، وزير الصحة وائل أبو فاعور موفداً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وعرض معه آخر المستجدات المتعلقة بالتشكيلة الحكومية.
الراعي في بعبدا
سُجلت زيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لبعبدا، حيث أمل «أن يتمّ تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد»، ودعا الى «دعم رئيس الجمهورية لأننا بذلك ندعم الوطن بكامله، خصوصاً أنه اصبح المسؤول، استناداً الى قسمه، عن وحدة الشعب اللبناني وخير لبنان». في غضون ذلك، أكد السفير الفرنسي ايمانويل بون من معراب انّ «فرنسا تنتظر تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة المؤسسات في الدولة، وهي في جهوزية دائمة لمساعدة اللبنانيين»، آملاً «أن يصار الى تأليف الحكومة سريعاً».
الأحمد في بيروت
ويزورالمشرف العام على المخيمات الفلسطينية وحركة فتح في لبنان اللواء عزام الأحمد لبنان، بعد أسبوع ليناقش مع القيادات اللبنانية مشروع السياج الالكتروني كبديل عن السور، على أن يعمّم هذا السياج على باقي المخيمات بعد الانتهاء منه في عين الحلوة.