أميركا تخطّط لزيادة قواتها في أوروبا
كشف مسؤول عسكري في حلف شمال الأطلسي ناتو أن الحلف سيكثّف دورياته الجوية فوق منطقة البلطيق لتصبح ثلاثة أمثال الدوريات الحالية، بدءاً من الشهر المقبل، لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية نظراً إلى التوتر مع روسيا بسبب أوكرانيا بحسب تعبيره.
وأشار المتحدث إلى أنه من المقرّر الآن زيادة عدد المقاتلات المكلفة بحراسة البلطيق إلى 12 طائرة، أي ما يعادل ثلاثة أمثال العدد العادي، وذلك عندما تبدأ فترة الأربعة أشهر التالية في أيار.
وتتمركز عادة أربع مقاتلات تابعة للناتو في البلطيق، لكن الولايات المتحدة التي تتولى في الوقت الحالي مسؤولية حراسة الأجواء هناك زادت تلك الطائرات إلى عشر مقاتلات من طراز أف 15 لطمأنة تلك الدول في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
ويأتي تعزيز الدوريات الجوية فوق جمهوريات البلطيق في إطار خطة لتقوية الدفاعات الجوية والبرية والبحرية لدول حلف الناتو وسط أوروبا وشرقها، والتي سيضعها الجنرال بالقوات الجوية الأميركية فيليب بريدلاف القائد العسكري للناتو بحلول 15 نيسان الجاري.
ومنذ انضمام جمهوريات البلطيق الثلاث السوفياتية السابقة إستونيا ولاتفيا وليتوانيا للناتو عام 2004، سارع أعضاء آخرون بالحلف إلى إرسال مقاتلات لحماية أجواء تلك الجمهوريات التي لا تملك قوات جوية خاصة بها.
ترتيب أميركي
وأعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون أن التحركات العسكرية لروسيا بالقرم يمكن أن تؤدي إلى إعادة نظر في الوجود العسكري لبلاده بأوروبا بعد تراجع مستمر منذ انتهاء الحرب الباردة.
وقال المسؤول الأميركي المكلف بشؤون الأمن الدولي في البنتاغون إن التحركات الروسية بأوروبا وأوراسيا يمكن أن تدفع بلاده لإعادة النظر بانتشارها العسكري وحاجاتها بمجال الانتشار المستقبلي والتدريبات والتمارين بالمنطقة.
وأوضح ديريك شوليه أمام نواب لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن واشنطن لا تسعى إلى المواجهة مع موسكو.
ولكنه لم يوضح ما يمكن أن تعنيه إعادة النظر في الانتشار العسكري، بينما يواجه البنتاغون القيود في الموازنة ويسعى إلى إعادة نشر قسم من إمكاناته في منطقة آسيا – المحيط الهادئ في إطار استراتيجيته الجديدة.
وفي معرض حديثه عن «التدخل العسكري غير المشروع لروسيا في أوكرانيا» اعتبر شوليه أن هذا التحرك «يغيّر الخريطة الأمنية في أوروبا» ويتسبب بزعزعة الاستقرار على حدود حلف شمال الأطلسي.
وينتشر حالياً نحو 67 ألف عسكري أميركي بالقارة الأوروبية، وخصوصاً في ألمانيا 40 ألف رجل وإيطاليا 11 ألفاً وبريطانيا 9500 وكان عددهم 285 ألفاً نهاية 1991 حين انهار الاتحاد السوفياتي.