تركيا لا تجمّد عائدات «الدولة الاسلامية» النفطية على رغم الضغوط الأميركية
تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى تجميد ملايين الدولارات من العائدات النفطية التي جعلت من الدولة الاسلامية واحدة من المؤسسات الارهابية الأكثر ثراءً في التاريخ، الاّ أنها لم تستطع حتى الساعة من اقناع تركيا، العضو الحليف في «الناتو» حيث يتم تصريف أكبر حصة من النفط في السوق السوداء على محاربة شبكة واسعة من المبيعات.
وقال مسؤولون في الاستخبارات الغربية إنهم يستطيعون متابعة شحنات النفط المنقولة من العراق باتجاه المناطق الحدودية لجنوب تركيا.
على رغم المناقشات الداخلية الطويلة التي تجرى في البنتاغون لم تستطع القوات الأميركية ضبط شاحنات نقل النفط بينما أقّر مسؤول كبير في إدارة أوباما بأنّ هذا يبقى «مجرّد خيار».
وتظهر الصعوبات التي تكمن في عملية توسيع العمل ضد «الدولة الاسلامية» تحت إشراف الولايات المتحدة في شكل واضح في المناقشات التي قام بها وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي حضّ التحالف العسكري على تحديد مؤسسات أخرى بعيداً من «الدولة الاسلامية».
ويرمز عدم رغبة تركيا في المساعدة على وقف تجارة النفط الى حجم التحديات التي يواجهها البيت الأبيض لجمع تحالف لمواجهة المنظمة العسكرية السنّية وقطع الدعم عنها.
ويعتبر حصول «الدولة الاسلامية» على المال ضرورياً جداً لتجنيد أعضاء جدد وتأمين الرواتب المهمة للمقاتلين، وتوسيع دائرة أعمالها، والعمل عبر أراضي البلدين.
وبحسب ما شرح المستشار الرئيسي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون زارات «تعتبر تركيا وعلى أصعدة عدة الورقة الرابحة في معادلة هذا التحالف». كما أنّه أوضح متحدثاً عن «الدولة الاسلامية»: «انها خيبة أمل كبيرة»، وأضاف: «لدينا حليف مهم جداً في الناتو ولا نعلم ما اذا كانت لديه الرغبة والقدرة على قطع تدفقات المال والمقاتلين ودعم «الدولة الاسلامية».
كما أنّ تركيا رفضت توقيع بيان نهار الخميس الماضي مؤتمر جدة في المملكة العربية السعودية والذي يتضمن التزام دول منطقة الخليج الفارسي في مواجهة «الدولة الاسلامية» حتى ضمن الحدود التي تعتبرها كل دولة «مناسبة».
وصرّح مسؤولون أتراك من جهتهم، لنظرائهم الأميركيين «بأنه لا يمكن اتخاذ موقف رسمي ضد المؤسسات الارهابية مع وجود 49 دبلوماسياً تركياً رهائن في العراق».
الا أنّ الجهات الرسمية في الادارة الأميركية قالت إنها متأكدة من «أنّ تركيا تستطيع عرقلة دخول الأموال الى «الدولة الاسلامية» اذا سعت للقيام بذلك».
وبحسب ما صرّح مسؤول كبير في الادارة «تماماً» كباقي أعمال التهريب والسوق السوداء «إذا قمتم بوضع الوسائل وعملتم بجهد لمواجهتها لن تستطيعوا القضاء عليها لكنكم تستطيعون تسليط الضوء عليها بقوة».
في سياق النقاشات نرى أنّ آلاف حقول النفط والمصافي في الأراضي العراقية والسورية تمر تحت اشراف التنطيم. وانّ استخراج النفط يولد تدفقاً مالياً عادياً حددّه الخبراء ما بين مليون ومليونين دولار في اليوم، ويعتبر هذا المبلغ سخيفاً بالنسبة الى سوق النفط العالمية لكنه ثروة هائلة بالنسبة الى مؤسسة ارهابية.
ولإظهار مدى تعقيد مهمة وزير الخارجية الاميركي لنيل الدعم في الشرق الأوسط، قال الرئيس المصري لكيري في زيارة سابقة أنّه لا يجب أن يركّز التحالف الدولي ضد الارهاب على المحاربين في «الدولة الاسلامية» فحسب، بل على «أنصار بيت المقدس» وعلى عدو النظام المصري ألا وهم «الإخوان المسلمون».
وأكّد مسؤولون أمنيون مصريون أنّ «الدولة الاسلامية» أقامت علاقات مع «أنصار بيت المقدس» والمؤسسة العسكرية الأكثر خطورة والتي قتلت المئات من أعضاء قوى الأمن منذ أن أسقط الجيش نظام محمد مرسي السنة السابقة بعد سلسلة من التظاهرات ضده.
ترجمة فاطمة ضاهر
المصدر: Arr t sur Info