لحود: لإقرار قانون انتخاب وفقاً للنسبي واستئصال الفساد
اعتبر الرئيس العماد اميل لحود «أنّ استعادة حلب إلى حضن الدولة السورية هي إنجاز نوعي للقيادة السورية والجيش العربي السوري وحلفائه المقاومين الأبطال، إلا أنّ هذه الاستعادة غير مستغربة، ذلك أنّ الاقتناع كان راسخاً لدينا، منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الإرهابية الكونية على سورية».
وأكد الرئيس لحود «أنّ الدولة السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد سوف تنتصر بصمود الشعب السوري وعقيدة الجيش القتالية التي تجعل من سورية حصناً منيعاً على الأعداء. هذا انتصار كبير ومنتظر لسورية على أعدائها من محرّضي الإرهاب ومموّليه ومخططي معاركه وتحركاته، وهو إرهاب دخل مرحلة اليأس القاتل والانحسار الكبير في سورية والعراق».
من جهة ثانية، اعتبر لحود «أنّ الاستقرار العام في لبنان لا يزال سمة المرحلة وسيبقى بعد أن وعى الجميع أخطار التشرذم، حتى وصل بهم الأمر إلى المعالجة السياسية الداخلية لموضوع ملء سدة الرئاسة والانصراف إلى إعادة تكوين السلطة بإشراف من الرئيس الذي يعود إليه أمر تحقيق قسمه بالحفاظ على الدستور والقوانين وسلامة الأرض والشعب».
وأمل في هذا السياق أن تتوّج الجهود بحكومة جامعة ومتجانسة ومنتجة ومنصرفة الى العمل الكبير الذي ينتظرها، بدءاً من إقرار قانون انتخاب وفقاً للنظام النسبي وعلى أساس لبنان دائرة واحدة، وهو القانون الذي يراعي قواعد العيش المشترك ويؤمّن صحة التمثيل السياسي وفعاليته، والذي من دونه لا خلاص بعيد الأمد للتجربة اللبنانية. اما الفساد، الذي هو الشغل الشاغل للعهد الجديد، فيجب استئصاله من جذوره، أيّ من النهج والممارسة، إذ إنه أصبح صنواً للسلطة العامة، كأنّ المواطن هو زبون يستجدي الخدمة او السلعة، وليس صاحب حق يحصل عليه بصورة بديهية وعملاً بالقوانين المرعية».
وختم لحود: «الورشة كبيرة، والمطلوب من الأكفياء أن يلتفوا حول مشروع مناهضة الفساد وإخراج الدولة من شرانق المصالح الشخصية الآسرة ونفض الغبار الكثيف عن قوانين المحاسبة والمساءلة كي يستقيم العدل وينجو لبنان».
من جهة ثانية، استقبل الرئيس لحود، في دارته في اليرزة، رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان على رأس وفد. كما التقى لحود وفداً من جمعية «الصداقة اللبنانية – الكوبية» ضم موريس نهرا وسلام بو مجاهد.
موقف البابا تاريخي
من جهته شدّد النائب السابق إميل لحود على «أنّ حلب مدينة التعايش، الانفتاح والثقافة والتاريخ والصناعة والتجارة، تحرّرت من التكفير والجهل والاضطهاد بفضل دماء شهداء الجيش السوري والمقاومة وحلفائهما، وما هذا الانتصار الكبير الذي تحقق في حلب سوى حلقة من سلسلة الانتصارات على طريق استعادة الأرض وفرض النظام وضرب الإرهاب، والآتي أعظم وقريب».
وأشار في بيان إلى «أنّ موقف قداسة البابا الأخير طبيعي، الى جانب هذا التحرير والجهد المبذول منذ سنوات في مكافحة التكفير، وهو موقف تاريخي، لأنّ الأزمة التي تشهدها سورية ليست قضية بلد، بل هي حرب وجود لشعوب وطوائف وتاريخ».
ورأى أنّ «الكنيسة الكاثوليكية اتخذت موقفاً ينسجم مع أبسط مبادئ الإنسانية، من دون أن تلجأ الى سياسة النأي بالنفس التي يتمسك بها البعض في لبنان، ممن يناصرون الظالم والتكفيري والممول للإرهاب».
واستغرب لحود أن «يبادر سمير جعجع الى توجيه الانتقاد الى قداسة البابا على موقفه من الأحداث في سورية»، معتبراً أنّ «إرسال قداسته رسالة الى الرئيس بشار الأسد يعني أنّ الروح كان في مكان آخر، في حين أنّ الروح كان غائباً دوماً عن جعجع، وما من داعٍ للتذكير بمحطات من ماضيه توحي بأنّ الشيطان كان حاضراً معه لا الروح».
وختم: «بعد حلب ليس كما قبلها، ومقابل الحقائب التي يتقاتل البعض عليها ثمة حقيبة تأتينا من هذه المدينة التاريخية وتحتوي على الكثير من الكرامة والعنفوان، وهو ما بتنا نفتقد إليه لدى غالبية الطبقة السياسية في بلدنا».