الأسد: توقيت هجوم «داعش» على تدمر مرتبط بانتصارات حلب
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ هجوم تنظيم «داعش» الإرهابي على مدينة تدمر بريف حمص، جاء بمثابة ردّ على تقدّم الجيش السوري في حلب.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، اعتبر الأسد أنّ الهدف من الهجوم هو «تقويض انتصار الجيش» في حلب، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ «هذا الهدف لم يتمّ تحقيقه».
وخلال اللقاء، لفتَ الأسد إلى أنّ الغرب لا يهتم بوضع تدمر لأنّها وقعت في أيدي الإرهابيّين، واعتبر أنّه لو دخلها الجيش الحكومي، لكان الساسة في الغرب قلقون بشأن التراث والمدنيّين.
واستطرد قائلاً: «لو تمّت السيطرة عليها من قِبل الحكومة، لكانوا سيقلقون بشأن التراث، إذا حررّنا حلب من الإرهابيّين، فإنّهم أعني المسؤولين الغربيّين ووسائل الإعلام الغربيّة الرئيسية سيقلقون على المدنيّين، إنّهم لا يقلقون عندما يحدث العكس، عندما يقوم الإرهابيّون بقتل المدنيّين أو يهاجمون تدمر ويبدأون بتدمير التراث الإنساني، وليس التراث السوري وحسب».
كما لفتَ الرئيس السوري إلى توقيت هجوم «داعش» على تدمر، معتبراً أنّه مرتبط بما يحدث في حلب، وتابع: «هذا هو ردّهم على تقدّم الجيش العربي السوري في حلب، أرادوا أن يقوّضوا انتصار الجيش هناك، وفي الوقت نفسه تشتيت تركيز الجيش السوري على حلب لدفعه للانتقال إلى تدمر ووقف تقدّمه، لكنّ ذلك لم ينجح».
وردّاً على بيان صدر أخيراً عن زعماء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا، حول ضرورة وقف إطلاق النار في حلب فوراً، اعتبر الأسد أنّ الهدف منه إنقاذ الإرهابيّين.
وأردف قائلاً: «دائماً في السياسة يجب أن نقرأ ما بين السطور، وألّا نتقيّد بالنصّ الحرفي للرسالة، ليس المهم ما يطالبون به، هم ضمنيّاً يقولون لروسيا: نرجوكم أن توقفوا تقدّم الجيش السوري ضدّ الإرهابيّين. لقد ذهبتم أبعد ممّا ينبغي لإلحاق الهزيمة بالإرهابيّين، وهذا ما ينبغي ألّا يحدث، ينبغي أن تخبروا السوريّين بأن يوقفوا هذا، لأنّ علينا أن نحافظ على الإرهابيّين وننقذهم.. هذا هو معنى رسالتهم باختصار».
وبشأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أكّد الأسد أنّ ترامب يمكن أن يصبح حليفاً طبيعياً لدمشق إذا كان صادقاً في محاربة الإرهاب، وقال: «إنّنا نعلم بأنّ هناك لوبيات كبيرة وقوية جداً في الولايات المتحدة وقفت ضدّ ترامب، وستضغط بكلّ قوّتها عندما يستلم مهامّه من أجل أن تدفعه باتجاه التراجع عمّا قاله في هذا المجال وفي مجالات أخرى»، موضحاً أنّه «إذا تمكّن ترامب من مواجهة كلّ هذه العقبات والعمل فعلاً ضدّ الإرهاب، فأعتقد أنّه سيكون حليفنا الطبيعي».
واعتبر الرئيس السوري أنّ إعلان ترامب خلال حملته الانتخابية بشأن قتال الجماعات المسلحة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كان مشجّعاً، لافتاً إلى أنّه «من غير الواضح ما إذا كان ترامب سينفّذ تلك التعهّدات بعد تولّيه السلطة».
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في تسوية الوضع في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنّ «المنظمات الإنسانية المستقلّة لا تؤكّد المعلومات عن الفظائع في شرق حلب».
وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام المشاركين في منتدى «الحوار من أجل المستقبل» في موسكو، أمس: «أعوّل على أن يُنهي المسلّحون المقاومة خلال يومين أو ثلاثة أيام، وهؤلاء الذين سيرفضون ذلك.. فإنّه خيار خاص بهم».
وقال لافروف، إنّ الجانب الروسي يُجري محادثات مع كافّة الجماعات المسلّحة الموجودة «على الأرض» باستثناء تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيَّين، مضيفاً أنّ روسيا تُجري كذلك حواراً مع كافة دول المنطقة، وأشار إلى أنّ التعاون مع تركيا حول سورية يمكن أن يكون أكثر فعاليّة.
ونفى وزير الخارجية الروسي في الوقت ذاته إجبارَ المدنيّين على الخروج من حلب، مؤكّداً أنّ «المطالبة بالهدنة في سورية تهدف إلى تأمين استراحة للمسلّحين وحصولهم على الذخائر».
ولفتَ لافروف إلى أنّ «إعطاء الإرهابيّين فترة راحة في الموصل العراقية مهّد لهم احتلال تدمر السوريّة». وقال إنّ موقف واشنطن في المفاوضات مع روسيا بشأن سورية يعتمد على رغبتها في تجنيب «جبهة النصرة» الضربة، واصفاً هذه المفاوضات بأنّها «جلسات عديمة الجدوى».
ووصف المحادثات مع الولايات المتحدة حول سورية بـ«العقيمة»، وهي تتهرّب بشتّى الطرق من ضرب «جبهة النصرة».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الجيش السوري صدّ هجوماً لمسلّحين خرقوا وقفَ النار في شرق حلب، وأنّه يواصل عمليّته لتحرير المدينة بالكامل.
وأشارت إلى أنّ المسلّحينَ استغلّوا وقف النار لإعادة تنظيم صفوفهم واستئناف القتال في محاولة منهم لخرق مواقع الجيش.
من جهته، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية في حميميم، أنّ الجيش السوري حرّر حيّ السكري في شرق حلب.
وتحدّث الناطق بلسان الرئاسة الروسية عن الوضع في المدينة، واصفاً إيّاه بـ«المتوتّر».
مصدر مطّلع في حلب كان قد أفاد بإرجاء عملية إخراج المسلّحين من المدينة إلى وقتٍ لاحق لم يُحدَّد بعد.
وكان الإعلام الحربي قد تحدّث عن مفاوضات لإخراج المسلّحين من حلب إلى ريفها الغربي عبر معبر الراموسة. وفي معلومات للميادين، فإنّ نحو 5000 مسلّح خرجوا مع عائلاتهم وسيُنقلون إلى مدينة الأتارب بين ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي.
وفي السِّياق، تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من إقصاء مسلّحي «داعش» من المرتفعات في محيط المطار العسكري بالقرب من تدمر. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «نوفوستي»: «استعاد الجيش السوري السيطرة على الثكنة المهجورة تي – 4 في محيط تدمر».
وترافقت الاشباكات مع قصف مكثّف من قِبل الجيش السوري على مناطق الاشتباك، بينما قصف الطيران الحربي السوري مواقع وتجمّعات لعناصر «داعش» في مدينة تدمر ومحيطها، وفي بلدة السخنة بريف حمص الشرقي.
من جهةٍ أخرى، استهدف عناصر التنظيم بعدّة صواريخ مطار التيفور العسكري ومحيطه.
وتجدّدت الاشتباكات العنيفة بين وحدات من الجيش السوري وعناصر تنظيم «داعش» في محيط المحطة الرابعة ببادية حمص الشرقية.
وكانت مدينة تدمر قد سقطت منذ أيام تحت سيطرة تنظيم «داعش»، بعدما قام الجيش السوري بالانسحاب منها وإجلاء أكثرية المدنيّين.
وفي غوطة دمشق الشرقية، تدور اشتباكات متقطّعة بين وحدات من الجيش السوري ومسلّحي ما يُعرف بـ«جيش الإسلام» في كلّ من محوري حوش الضواهرة والميدعاني، وسقطت قذائف عدّة على محيط منطقة حرستا الخاضعة لسيطرة الدولة السورية بغوطة دمشق الشرقية ولا معلومات عن خسائر بشرية.
أمّا في محافظة درعا جنوب سورية، فقد استهدفت وحدات من الجيش السوري بسلاح المدفعية مواقع للمسلّحين في درعا البلد بمدينة درعا، وسط تجدّد الاشتباكات في محيط بلدة زمرين بين الجيش السوري والفصائل المسلّحة.