هذه السوريةُ ليست للبيع
يكتبها الياس عشي
عادت حلبُ،
فتحتِ القلعة ذراعيها مرحّبة بألوان علمها الوطني ونجمتيه، فيما بقي العالم العربي، ومعه نصف العالم، مشغولاً ومحاصراً بسماسرة السوق..
والسمسار واحد وإنْ تغيّر لون الكوفيّة، أو شكل العباءة، أو لون الأسنان، أو شكل اللحية
لا فرق إنْ كانت لحيته بيضاء، أو شهباء، أو سوداء، حتى لا فرق إنْ كان الدلّال ـ السمسار بدون لحية.. وكان خنثى.. وكان لا ذكراً ولا أنثى
الدلّال واحد..
من كنيسة القيامة إلى حقول المرجان واحد
من اسطنبول إلى باريس إلى لندن إلى واشنطن واحد
من نهر الأردن إلى آبار النفط، والغرف المكيّفة، وعلب الليل، وبيوت الحريم واحد
الدلّال، يا للعار، مبحوح الصوت، مخصيّ الفكر، ساديّ، مجدور، ينادي:
وطن للبيع.. فمن يشتري؟
آنَ ليهوذا أن يعرف أنّ هذا الوطن… هذه السوريةَ.. ليست للبيع.