هولاند ومعصوم يشددان على التصدي لإرهاب «داعش»
تعهّد المشاركون في المؤتمر الدولي حول أمن واستقرار العراق في باريس، أمس، بدعم العراق في حربها ضد تنظيم «داعش» التكفيري بـ «كل الوسائل الضرورية» وضمنها العسكرية، بحسب البيان الختامي.
وأوضح المصدر أن المشاركين في «مؤتمر باريس يؤكدون أن داعش تشكل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية… وتعهدوا دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية في محاربتها داعش، وضمنها تقديم مساعدات عسكرية مناسبة»، بحسب «فرانس برس».
وانطلقت، صباح أمس في باريس، أعمال المؤتمر الدولي «السلام والأمن في العراق» حيث يبحث المشاركون تفاصيل مساعدة هذا البلد في التخلص من تنظيم «داعش».
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لا يوجد وقت لإهداره أمام تهديدات تنظيم «داعش» وأن «على الأسرة الدولية التوصل إلى حل دائم من أجل استئصال جذور هذا التنظيم».
وأشار هولاند في كلمته الافتتاحية إلى أن «هذه الحركة الإرهابية التي لا تعرف حدوداً وتدعي أيضاً بإقامة دولة انتشرت على أراض واسعة في العراق وسورية وبالتالي تهديدها عالمي ولا بد من أن تكون الاستجابة عالمية»، موضحاً أن هدف المؤتمر هو «تقديم الدعم السياسي للسلطات العراقية الجديدة من أجل الوقوف في وجه «داعش». وقال: «إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً»، داعياً إلى الالتزام «بوضوح وصدق وقوة» إلى جانب الحكومة العراقية.
ورأى هولاند في كلمته التي طغى عليها الحديث عن وحشية جرائم «داعش» والتحذير من خطورته أن الوحدة على الصعيد الدولي ضرورية لمواجهة هذا التهديد، مذكراً بقرار مجلس الأمن رقم 2170. ودعا إلى دعم من تسميهم الإدارة الأميركية «المعارضة السورية المعتدلة بكل السبل».
ولم ينس هولاند الإقرار بأن هذا التنظيم «يبعث بنداءات لمقاتلين من مختلف أنحاء العالم»، لافتاً إلى أن البرلمان الفرنسي يناقش قانوناً يرمي إلى منع هذه الحركات والتنظيمات ومكافحتها ومعاقبة المسؤولين عنها.
بدوره أكد الرئيس العراقي فؤاد المعصوم في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يجمع نحو ثلاثين دولة عربية وغربية أن هناك خطراً حقيقياً من تنظيم «داعش» الإرهابي، معتبراً أن «الأمل وقوته هو في سرعة اتخاذ المواقف الحاسمة ضد هذا النوع الإرهابي الجديد وكذلك ضد كل فكر إرهابي يلتقي مع «داعش».
وأشار المعصوم إلى أن «وجود متطوعين إرهابيين من أصول أوروبية وغير أوروبية ومن غير حملة الجنسية الثانية هو واحد من الفكر الاستراتيجي التقليدي الذي كان معروفاً عن عمل القاعدة ومستوى إجرامها»، لافتاً إلى أن خطورة هؤلاء المجرمين تكمن من كونهم محترفي غسل عقلية الشباب في الأماكن التي يسيطرون عليها ويعدونهم كانتحاريين ويستخدمون أحدث التقنيات التكنولوجية لبث الرعب والدعاية خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المعصوم: «إننا اليوم في هذه المواجهة الخطرة التي يخوضها العراق نقف أمام تحول نوعي في فكر التشدد الإرهابي وهو التحول المتمثل بانتقال عمل قوى الإرهاب من عمليات إجرامية متفرقة إلى مستوى العمل من أجل تأسيس دولة إرهابية وهذا ما جرى فعلاً»، مضيفاً إن «هذه الدولة يراد منها أن تكون منطلقاً إلى أماكن أخرى من الشرق الأوسط ومنها إلى العالم وهذه أهداف باتت معلنة في بيانات وخطابات داعش».
وطالب الرئيس العراقي «بالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة في العراق ضد مواقع الإرهابيين وعدم السماح لهم باللجوء إلى أي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم ومحاصرتهم بالقوانين التي تحرم التعامل معهم والعمل على منع تدفق المقاتلين والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية ومواصلة تقديم المساعدات للاجئين والنازحين التي تعصف بهم المآسي ووضع خطط كفيلة بعودتهم إلى ديارهم وإعادة الإعمار».
وكان الرئيس العراقي دعا في وقت سابق اليوم في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» إلى «تدخل جوي سريع ضد تنظيم داعش الإرهابي»، مشيراً إلى أن العراق يريد تدخلاً لوجستياً قبل كل شيء وخصوصاً بالسبل العسكرية»، معتبراً أن «التأخر في التدخل وتقديم الدعم للعراق ربما سيسمح لتنظيم داعش بالسيطرة على أراض أخرى».
وقال الرئيس العراقي، إن أي تحرك للقضاء على تنظيم «داعش» يجب أن يضم إيران، مضيفاً: «بين العراق وإيران حدود بطول حوالى ألف كلم. وإيران قدمت لنا مساعدات إنسانية وعسكرية منذ بداية هجوم داعش».
وكان معصوم، أكد في مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس، حول عدم مشاركة إيران في التحالف الدولي، أن محاربة «داعش» يجب أن تكون أولوية، مضيفاً: «إذا أردنا محاصرة داعش وضربه فمن الأولى تجميع الدول الإقليمية حول موقف واحد».