تحرير حلب في عيون الصحافة الغربية… عَوْدٌ على بدء!
لا شكّ في أنّ تحرير حلب من الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وممالك الخليج ومشيخاته، شكّل صدمةَ قوية لدى هؤلاء، وصفعةً أقوى لإعلامهم الذي ما انفكّ يفبرك ويكذب ويدجّل حتى يصدّقه «الرأي العام العالمي».
إن تحرير حلب من الإرهابيين ليس نصراً فقط لسورية وجيشها وشعبها، ولا لحلفاء سورية الذين يبذلون الدماء والسلاح، إلى جانب الجهود الدبلوماسية الجبارة، من أجل إنهاء هذه الحرب في سورية، وطرد الإرهابيّ الأخير منها.
إنّ تحرير حلب المدوّي، دفع الإعلام الغربي إلى «الفورة» مجدّداً، من أجل لملمة الأنفاس، وذلك عبر مسارين: الأول يتمثل بتقزيم هذا الانتصار، والقول إنّه ليس انتصاراً كاملاً، والتهويل بانتقام الإرهابيين. والمسار الثاني يتمثل بالفبركات القديمة الجديدة، التي تصوّر الجيش السوري يبيد شعبه في حلب، فتكثر التقارير عن «مجازر»، وعن «تدمير مستشفيات»، و«عمليات انتقام»، و«إعدامات جماعية ميدانية»، وكل ما من شأنه أن يحرّك المشاعر الإنسانية.
هكذا تعامل الإعلام الغربي مع مسألة تحرير حلب، وفي هذا التقرير جولة على أهم التقارير التي نشرت الأسبوع الماضي في كبريات الصحف البريطانية.
وفي المقابل، ننشر تقارير موضوعية، من صحف روسية، تبيّن بكل مصداقية ما جرى ويجري في حلب، وتسلّط الأضواء على فبركات الإعلام الغربي وأكاذيبه ودجله. كما تسلّط الأضواء على الازدواجية التي تعتمدها الولايات المتحدة الأميركية في التعامل مع الإرهابيين.
نبدأ أولاً بمرور على عددٍ من التقارير التي نشرتها صحف روسية، ثمّ ننتقل في متن هذا التقرير إلى مقالات الصحف البريطانية تباعاً.
كمسمولسكايا برافدا
تطرّق المراسل الخاص لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى عملية تحرير شرق حلب مشيراً إلى أن العسكريين السوريين يضطرون هناك إلى القتال من أجل كلّ بيت.
وجاء في المقال: في يوم الاثنين 28/11/2016، أعلن مركز المصالحة الروسي عن تحرير 40 في المئة من الجزء الشرقي من حلب، وتحرير 12 حياً من العصابات المسلّحة، وأنه لم يبقَ سوى تحرير عدة أحياء في الشمال الشرقي من المدينة.
وجاء في التقارير التي وصلت إلى موسكو أنه تم تحرير 10 أحياء وأكثر من 3000 بناية ما يقارب 260 ألف بيت من إرهابيي «جبهة النصرة» والعصابات المتحالفة معها. كما طرد الإرهابيون من حيّ القادسية، الذي يعدُّ أهم أحياء حلب الشرقية.
وتخلّى أكثر من مئة مسلح عن القتال، وغادروا الأحياء الشرقية عبر الممرات التي هيأتها السلطات السورية ومركز المصالحة.
هذا، وبالنسبة إليّ كأحد كوادر ضباط القوات المسلحة الروسية، أفهم جيداً ماذا يحدث في مدينة حلب.
فقد هُيئت لي زيارة حلب قبل عدة سنوات. وهي أقدم وأكبر مدينة تجارية ضخمة على مدى ألفي سنة. وقد انتقلت من يد إلى يد حكام مختلفين، بل وطوائف دينية مختلفة.
والمدينة كلها مقسمة إلى أجزاء بجدران قلاع قديمة، وتحصينات تشبه أحياناً الأسواق التجارية، ولكنها لا تفقد ميزاتها الهندسية ـ العسكرية: هذه الميزات التي تسمح لكل حي من أحياء المدينة بالعيش مستقلاً في ظروف الحرب لسنوات عدّة. لقد دُمّرت حلب غير مرّة، وأعيد بناؤها من جديد، ولكن لم تحظ سراديب الموتى والآبار في المدينة في يوم من الأيام بدراسة جدية، إذ يمكن فيها إخفاء جيوش بكاملها وإرواؤها، وحيث يوجد مخرج إلى السطح تقريباً في كل ناء بيت.
لقد بدأ الإرهابيون التحضير للدفاع عن احتلالهم هذه المدينة منذ عام 2012. آنذاك كان يقطن في حلب أكثر من مليونين ونصف مليون شخص. والآن، كم يبلغ عدد الإرهابيين؟ لا أحد يعرف ذلك. ولكن من المعلوم أنهم يحتجزون أكثر من 250 ألفاً من السكان المدنيين كرهائن.
ولهذا السبب بالذات، كان بشار الأسد أول من شبَّه عملية تحرير حلب بمعركة ستالينغراد. ولعل ذلك يجعل من السهل علينا أن نتصور ماذا يحدث الآن في هذه المدينة. الجنود السوريون يقاتلون من أجل كل بيت، تماماً كما كانت عليه حال مجموعة الاقتحام التي كان يقودها الرقيب ياكوف بافلوف في عام 1942.
وقد قلنا لرئيس تحرير مجلة «ناتسيونالنايا أوبورونا» الدفاع الوطني ، الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو: «ولكن هذه السنة ليست عام 1943، لماذا إذن أصبحت المعارك من أجل تحرير حلب أطول مما كان في ستالينغراد؟
ـ لماذا لا يجري سحق الإرهابيين كافة في ضربة واحدة؟
ـ في حلب تدور اشتباكات صعبة للغاية، حيث جعل الإرهابيون من المدنيين دروعاً بشرية يحتمون بهم. ولا يفترض تكتيك حرب المدن من دون مساندة جوية القيام بعمليات اقتحام حاسمة. ونظراً إلى الظروف الإنسانية المعروفة، فإن هناك امتناعاً عن توجيه ضربات جوية.
ـ لماذا لا يريد الغرب أن ينتصر جيش الأسد؟
ـ لأن هدف الولايات المتحدة وحلفائها الاستراتيجي، هو إطاحة الرئيس بشار الأسد، ومن أجل تحقيق ذلك يبيحون لأنفسهم السبل كافة. الغرب يزود الإرهابيين بالسلاح والمعلومات.
ـ هل من المبكر الحديث عن النجاح في حلب؟
ـ حتى الآن نستطيع القول إن جيش الأسد وحزب الله يسيطران على الموقف. وسوف يتحقق النصر عندما يتم تحرير المدينة بالكامل وعودتها إلى الحياة السلمية.
ـ ماذا سيحدث بعد الانتصار في هذه المدينة؟
ـ الحرب ضد الإرهاب ستستمر، ولكنها يمكن أن تنتهي بسرعة إذا ما استطاع قادتنا السياسيون إيجاد أرضية مشتركة مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وهناك أمل بأن يرغب الرئيس الأميركي بأن تكون له يد في إحراز نصر سريع. لقد صحا من غفوته حتى أردوغان الذي كان يسمح بعبور الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى سورية، تلبية لطلب من السعوديين. وقد فهم أردوغان الآن أنه عندما تصبح المواجهة مفروضة عليه ضد الكرد المدججين بالسلاح الأميركي، آنذاك لن بساعده أحد.
لماذا قارن بشار الأسد حلب بستالينغراد؟
ـ لأن الإرهابيين يعدّون حلب مدينة رئيسة في استراتيجيتهم الدفاعية، وأن السيطرة عليها تعني إحداث تغيير جذري في الحرب السورية. وتحرير حلب سوف يكون له تأثير حاسم في ضرب معنويات العدو، فضلاً عن أن الجيش السوري وحلفاءه سوف يثبتون أنهم قادرون على خوض عمليات عسكرية ناجحة في شوارع المدن.
هذا، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجنود الروس يخاطرون بحياتهم من أجل الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المحررة من الإرهابيين في شرق حلب. وقد تم مؤخراً إخراج 3179 مواطناً، منهم 1519 طفلاً، منهم 139 طفلاً رضيعاً .
العسكريون الروس والسوريون فتحوا معسكرات إنسانية، ووفروا للمحتاجين كافة المساعدة الطبية، الماء الساخن، طعام للأطفال والملابس. والسلام يعود تدريجياً إلى الأرض السورية.
موسكوفسكي كومسوموليتس
استطلعت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية آراء خبراء عسكريين حول عملية تحرير حلب، وأسباب السماح للمسلحين بمغادرة المدينة.
وجاء في المقال: أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استعادة قوات الحكومة السورية سيطرتها على كامل أحياء حلب، التي كان الإرهابيون يسيطرون عليها.
في هذه الأثناء، أعلن المركز الروسي للتنسيق بين أطراف النزاع في سورية عن بدء عمليات التحضير لإخراج المسلحين من شرق المدينة.
لماذا يسمح للمسلحين بمغادرة المدينة؟
حول هذا الموضوع توجهت «موسكوفسكي كومسوموليتس» بالسؤال إلى الخبراء لاستيضاح الأسباب.
يقول الخبير العسكري آلِكسي ليونكوف إنها ليست المرة الأولى التي تفتح فيها ممرات إنسانية في حلب لخروج المسلحين. فلقد سبق أن هيئت لهم ممرات مماثلة سابقاً، حيث تم نقلهم بواسطة الحافلات إلى محافظة إدلب. والحديث يدور هنا عن مسلحي ما يسمى بـ«المعارضة المعتدلة»، الذين يُقلق مصيرهم جداً بلدان الناتو وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا.
أما المجموعة الصغيرة التي بقيت في حلب، فقد حاولت قبل أيام اختراق الحصار في الاتجاه الشمال الشرقي، ولكنها فشلت في تحقيق هدفها. لذلك بدأت تطالب بالسلام. ومن الواضح أن بلدان الناتو تضغط كثيراً على روسيا، وأعتقد أن قلقها نابع من وجود مستشارين أجانب في صفوف «المعارضة المعتدلة». لهذا السبب جاء قرار الرئيس بوتين السماح لهم بمغادرة المدينة. واعتقد أن هذا أفضل.
أما إلى أين توجهوا بعد خروجهم من المدينة؟
يقول الخبير، عادة ما يتوجه المسلحون إلى إدلب، وقد تم نقلهم هذه المرة إليها أيضاً. لأنه لن يكون بالإمكان ضمان أمنهم إذا تم نقلهم إلى الشرق مثلاً، حيث بدأت عمليات عسكرية نشطة.
وطبعاً، ليس هناك ما يضمن عدم عودة هؤلاء إلى حمل السلاح. ولقد حاولنا دائماً توضيح خطورة اللعب مع «المعارضة المعتدلة» للجانب الأميركي، بيد أن الولايات المتحدة لا تولي أي اهتمام لرأينا.
ويعتقد الخبير العسكري أن لعوامل كثيرة لها دوراً في السماح للمسلحين الخروج من حلب، ولكننا لا نعلم بتفاصيل اللقاءات التي جرت وتجري مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لذلك علينا انتظار النتائج، ثم على ضوئها إبداء الرأي.
من جانبه، يقول مدير معهد التحليل العسكري والسياسي آلكسندر شارافين إن هدف ما يجري هو تقليص عدد الضحايا والخسائر. والوضع حالياً هو كما يلي: يندس المسلحون بين السكان المدنيين. ولتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين، نضطر إلى السماح للمسلحين بالخروج من المدينة، وعملياً، فالجانب الأميركي يستخدم أيضاً هذا الأسلوب.
ولكن، من الأهم في الوضع الحالي ألا يعود هؤلاء إلى حمل السلاح في مناطق أخرى. وفي هذا الصدد، أعتقد أن جهوداً ستبذل بعد خروج المسلحين من حلب، من أجل تنظيم حوار معهم. لأن الظروف الحالية ملائمة جدا لتسوية الأزمة السورية سلمياً. لقد أدرك المسلحون أنهم لن يتمكنوا من إسقاط النظام بسرعة، لذلك شاءوا أم أبوا، بدعم منّا أو بطرق أخرى، عليهم الجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطات السورية. ونحن اخترنا هذا الطريق لأنه منطقي ويصب في مصلحة جميع الأطراف.
ويضيف الخبير: من الواضح أن المسلحين لن يُنقلوا إلى الرقة أو الموصل، حيث سيبقون على بعد عشرات الكيلومترات عن حلب في مناطق يسيطر عليها المسلحون. وأرجح وجود اتفاق بعدم مهاجمتهم في هذه المناطق، لأنه بعكس ذلك ما الفائدة من خروجهم. وأظن أن التشاور في هذا المجال قد بدأ عبر مختلف القنوات، والهدف الأساس هو الحؤول دون وقوع خسائر.
«روسيسكايا غازيتا»
لفتت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» إلى المعايير المزدوجة لدى تقييم الأوضاع في الموصل وحلب مشيرة إلى أن الإعلام الغربي يتغاضى عن الانتهاكات في المدينة العراقية.
وجاء في المقال: في مطلع الشهر الجاري، أدلى قائد القوات الأميركية في العراق الفريق ستيفن تاونسند بتصريح لم يصدق أحد مضمونه. فقد أكد تاونسند آنذاك أن عملية تطهير الموصل من مسلحي «داعش» سوف تنتهي خلال شهرين. ولقد فاجأ هذا الإطار الزمني الخبراء والمراقبين.
وفي الخميس 01/12/2016، اتضح كيف تنوي القيادة الأميركية تحرير الموصل من الإرهابيين خلال فترة شهرين حيث ظهر خبر على موقع قيادة عملية «العزم الراسخ» يتحدث عن استهداف دقيق لأحد مواقع «داعش» من قبل الطيران الحربي الأميركي. وأكد الخبر أن ذلك تم بطلب من قوات الأمن العراقية. ولكن، تبين في حقيقة الأمر أن النسور الأميركيين لم يقصفوا أحد مقار «داعش»، بل مجمّعاً للمستشفيات يقع في شرق المدينة.
وفي ما بعد، قالت القوات العراقية التي اقتحمت هذا المجمع الطبي أن قيادة إحدى وحدات «داعش» كانت تتخذه ملجأ لها، فهل كان الأمر صحيحاً أم لا؟ يستحيل الحصول على إجابة صادقة عما حدث، كما يستحيل معرفة العدد الدقيق للضحايا المدنيين الذين قتلوا نتيجة لهذه المساعدة العسكرية التي تكرم بها الصديق الأميركي.
وخلافاً للوضع في حلب، حيث تُراقَب كل طلقة يطلقها الجيش السوري ويتتبع مسارها من لندن، مقر ما يسمّى بـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لم تظهر في عواصم أوروبا الغربية مراكز مماثلة ترفع تقارير فورية حول الجرائم التي يرتكبها الجنود الأميركيون والعراقيون في مدينة الموصل. وحتى لو ظهرت هناك هذه المراكز، فليس من شك في أنها ستتهم بأنها هدامة.
هذه المعايير المزدوجة في تقييم الحدث ما بين سورية والعراق، لفتت انتباه الصحيفة الفرنسية «لوفيغارو»، التي كتبت أن «الصحافة الغربية في حصار حلب هبت للدفاع عن المقاومين، في حين أنها تقف في حصار الموصل مع المهاجمين». وتكمن مفارقة الوضع في حقيقة أن ما يسمى بالمتمردين في حلب يخضعون لقادة تنظيم «جبهة النصرة»، الذي يعدُّ رسمياً فرعاً لتنظيم «القاعدة». في حين أن مسلحي تنظيم «داعش» يدافعون عن الموصل وكلا التنظيمين على حد سواء أدرجا في قائمة التنظيمات الإرهابية، بموجب التصنيف الأساس للأمم المتحدة.
ولم يعد غريباً أن يكون الأميركيون قد تحدثوا عن المستشفى الذي دمّر في الموصل وكأنه خبر عادي جداً، حتى أنهم لم يحاولوا تغطية فعلتهم بـ«ورقة توت». أما في ما يتعلق بالتحقيق المزعوم، فالقيادة الأميركية أعلنت منذ بداية العملية العسكرية: أنه لا يمكن تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
هذا، وإن معركة الموصل لم تبدأ بعد بالمعنى الحقيقي، فلقد أعرب عدد من المختصين عن ثقتهم بهذا الرأي. ووفقاً لرأي الخبراء، فإن كل الأحاديث عن أن قيادة «داعش» هربت من المدينة المحاصرة، ليست إلا دعاية غربية. وكما ذكر مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك شتيلهارت، فإن سكان المدينة خلال المواجهة الطويلة المقبلة في الموصل سوف يحشرون بين جبهتين.
ومهما سيكون حجم الخسائر في صفوف المدنيين خلال الهجوم على الموصل، فإن معظم وسائل الإعلام الغربية سوف تواصل التمسك بالخط العام: خط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتحرير الموصل من إرهابيي «داعش». ولن يكتب أحد عن غارة سلاح الجو الأميركي على مدرسة للبنات في جنوب الموصل، أو عن القذائف الصاروخية التي سقطت دفعة واحدة في عدة أحياء من جنوب الموصل، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 60 شخصاً، وأصابت بجروح مختلفة ما يفوق 200 مواطن من المدنيين.
بيد أن القيادة الأميركية، وبطلب من العسكريين العراقيين ستواصل قصف المستشفيات وتدمير المنشآت تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
«صاندي تلغراف»
نشرت صحيفة «صاندي تلغراف» البريطانية مقالاً تحليلياً عن تبعات سيطرة القوات السورية الحكومية على مدينة حلب، وخروج فصائل «المعارضة المسلحة» منها، وتأثير ذلك على النزاع المسلح في البلاد.
ويقول الكاتب كون كوغلين إن النصر الذي حققته القوات السورية الحكومية في حلب لا يتوقع أن ينهي النزاع في البلاد، لأن فصائل «المعارضة المسلحة» تعهدت بمواصلة القتال.
ويذكر كوغلين أن حلب كانت، منذ اندلاع النزاع ضد نظام الرئيس بشار الأسد، محط أنظار «المعارضة المسلحة»، لأن المدينة بعدد سكانها البالغ أكثر من مليونين، مركز ماليّ واقتصادي في سورية.
ويضيف أن المدينة لم تكن في البداية مسرحاً للاحتجاجات التي بدأت في عام 2011، «لكن الانتفاضة وصلت إليها سريعاً بحكم قربها من تركيا، التي تدعم السنّة في سورية في سعيهم إلى إسقاط الحكم المتحالف مع إيران الشيعية».
ولم تتمكن فصائل «المعارضة المسلحة» في هجومها عام 2012 من السيطرة على كامل حلب، التي بقيت مقسمة بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران غرباً و«المعارضة» المدعومة من دول غربية وعربية شرقاً.
ويقول الكاتب إن التدخل الروسي في النزاع عام 2014 هو الذي رجّح الكفة ميدانياً لصالح القوات الموالية للنظام السوري، وإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين تدخل في سورية بعدما تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن تعهدهما بقصف النظام السوري إذا واصل استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري.
وسمح التعاون بين الغارات الجوية الروسية وقوات الحرس الثوري الإيراني والمليشيا الشيعية مثل حزب الله لقوات النظام بشن حملة لاستعادة السيطرة على كامل حلب. وتكون بذلك أحكمت سيطرتها على كبريات المدن في البلاد، بحسب ما ورد في المقال.
لكن الكاتب يستبعد أن تنهي معركة حلب النزاع في سورية، لأن فصائل كثيرة من «المعارضة المسلحة» تعهدت بمواصلة القتال، حتى إن اضطرت إلى الانسحاب من المدينة، ويتوقع أن تنتهج هذه الفصائل حرب العصابات، التي يعرفها الجيش الروسي منذ حرب أفغانستان في الثمانينات.
ويتوقع الكاتب أيضاً من تركيا والسعودية ردّ فعل على سقوط حلب، بمواصلة دعم الجماعات المقاتلة ضدّ الأسد والإيرانيين.
«أوبزرفر»
علّقت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد الماضي على الحرب في سورية.
وقالت الصحيفة: على العكس من مزاعم بشار الأسد لم تنته الحرب بعد الاستيلاء على حلب، ولكنها دخلت على الأرجح في مرحلة جديدة خطيرة للغاية.
وأضافت الصحيفة أن بؤرة التوتر المحتملة القادمة هي محافظة إدلب، حيث ينظم مقاتلون من حلب أنفسهم مجدداً. وتعدّ إدلب قاعدة السلفيين السنّيين المتعنتين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» الإرهابيّ.
وتابعت الصحيفة: في ظلّ إضعاف المتمرّدين المعتدلين المدعومين من الغرب يوجد الخطر الحقيقي في أن يتحوّل النزاع إلى حرب دينية جامحة بين متمرّدين سنّيين متطرّفين وميليشيات شيعية متعصبة تابعة لإيران، لا تهمهم المصالحة، ولكن تهمهم الإبادة. على ما يبدو فإن هدف إيران الهيمنة على سورية بعد الحرب سياسياً ونفسياً، مثلما تهيمن حالياً على العراق.
«تلغراف»
نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً لكولين فريمان بعنوان «باراك أوباما أراد ان يحلّ الشرق الأوسط مشاكله لكن حلب أثبتت أن ذلك غير ممكن».
يقول فريمان إنه عندما شاهد كلمة المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة تتحدث عن «مجزرة حلب» وجد نفسه يفعل شيئاً لم يقم به منذ فترة طويلة ألا وهو الانصات باهتمام.
ويؤكد فريمان أنه مثل كل كبار السن في مختلف بقاع العالم طالما سمع وعوداً وكلاماً من دون جدوى أو مضمون من السياسيين. لكن هذه المرة لا ينكر احد أن خطاب سامانثا باور في الامم المتحدة كان مؤثراً وذا قيمة كبيرة لعدّة أسباب.
ويعتبر فريمان ان أهم هذه الأسباب قيمة وحجم الحدث نفسه حيث تمكنت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وإيران من السيطرة على آخر معاقل «المعارضة» في حلب وهو ما يشكّل حجر زاوية في الصراع الذي امتد أكثر من خمس سنوات.
ويشير فريمان أيضاً إلى أن قيمة الخطاب تأتي ربما من أن باور كانت مراسلة حربية في يوم من الأيام وناشطة في مجال حقوق الإنسان. مضيفاً أن الخطاب أوضح أثر الاحداث في سورية على النظام العالمي.
ويقول فريمان إن العالم العربي الآن أصبح ساحة مفتوحة للحرب الباردة والحروب بالوكالة تماماً كما كانت القارة الأفريقية في حقبة الستينات والسبعينات.
ويعتبر فريمان أنه من السخرية أن يغادر أوباما منصبه بينما الشرق الأوسط والعالم العربي في أسوأ حال على الإطلاق. متذكراً كلمات توماس لورانس الشهير بلورانس العرب التي قال فيها: لا تحاول أن تفعل الكثير بيديك فالأفضل أن يقوم العرب بأنفسهم بالأمر.
ويؤكد فريمان أنه لو عاد الزمن بلورانس ورأى ما يجري في حلب لغيّر رأيه في أمور كثيرة بالتأكيد.
«إندبندنت»
كتب روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية: حان الوقت لقول الحقيقة الأخرى إن كثيرين من المتمرّدين الذين دعمناهم في الغرب هم من أكثر المقاتلين قسوة في الشرق الأوسط. ففي وقت كنّا نعبّر عن رفضنا وانزعاجنا من شناعة «داعش» خلال حصار الموصل، وهو الحدث المشابه جداً لحلب، علماً أنك لن تتلمس ذلك في قراءة روايتنا للقصة، تجاهلنا عمداً سلوك «المتمرّدين» في حلب.
سيكون على السياسيين والخبراء والصحافيين الغربيين أن يعيدوا كتابة قصصهم في الأيام المقبلة من جديد وقد استعاد جيش بشار الأسد السيطرة على حلب الشرقية. سنكتشف ما إذا كان المدنيون المئتان وخمسون ألفاً المحاصَرون في المدينة كانوا فعلاً بهذا الكمّ. وسنسمع المزيد عن عدم قدرتهم على المغادرة حين قصفت الحكومة السورية وسلاح الطيران الروسي الجزء الشرقي من المدينة. وسنعرف المزيد عن «المتمرّدين» الذين نحن في الغرب، الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب حلفائنا قاطعي الرؤوس في الخليج، قمنا بدعمهم.
نعم لقد دمّر بشار الأسد مساحات شاسعة من مدنه في معركته ضد الذين أرادوا الإطاحة به. نعم يجدر بنا أن نقلق على حياة الأطباء الشجعان في شرق حلب والأشخاص الذين يعتنون بهم هناك. لكن حان الوقت لقول الحقيقة الأخرى إن كثيرين من «المتمردين» الذين دعمناهم في الغرب هم من أكثر المقاتلين قسوة في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي كنا نعبر عن رفضنا وانزعاجنا من شناعة داعش خلال حصار الموصل، وهو الحدث المشابه جداً لحلب علماً بأنك لن تتلمس ذلك في قراءة روايتنا للقصة، تجاهلنا عمداً سلوك «المتمردين» في حلب.
قبل أسابيع قليلة فقط قابلت إحدى العائلات المسلمة التي هربت من شرق حلب خلال الهدنة. أخبرني الوالد أنهم أبلغوه بأن «المتمرّدين» سيقومون بإعدام شقيقه لأنه اجتاز الخطوط الأمامية مع زوجته وابنه. لقد اتهم المقاتلين بإقفال المدارس وتخزين الأسلحة قرب المستشفيات علماً أنه لم يكن موالياً للنظام بل إنه كان من المعجبين بسلوك «داعش» في الأيام الأولى للحصار.
في الوقت نفسه كان الجنود السوريون يعبّرون لي سرّاً عن اعتقادهم بأن الأميركيين سيسمحون لـ«داعش» بمغادرة الموصل لمهاجمة النظام مجدداً. وقد عبّر ضابط أميركي بالفعل عن مخاوفه من منع الميليشيات العراقية الشيعية «داعش» من الهروب عبر الحدود العراقية إلى سورية.
من المفيد جداً أن ننظر في تقاريرنا حول هذين الحدثين المتوازيين. تقريباً تتحدث كل العناوين اليوم عن سقوط حلب بيد الجيش السوري لا استعادة المدينة من المسلحين كما كنا سنقول في ظروف أخرى، فيما يتم الحديث عن سقوط تدمر بيد الحكم البشع لـ«داعش» بوصفه استعادة للسيطرة على المدينة.
هنا الكلمات لها أهمية. هؤلاء الرجال، أو «رجالنا» في حال واصلنا السرد الجهادي الحالي، هم الذين قاموا بعد احتلالهم تدمر بذبح عالم الآثار البالغ من العمر 82 سنة والذي حمى كنوزها، ثم وضعوا له نظاراته على رأسه المقطوعة.
باعتراف الروس فإنهم نفذوا 64 طلعة جوية ضد مهاجمي «داعش» خارج تدمر. ولكن نظراً إلى أعمدة الغبار المتصاعدة من مواكبهم لماذا لم ينضم الطيران الأميركي إلى قصف العدو الأكبر له؟ لسبب ما لم تكشفهم الأقمار الصناعية الأميركية ولا الطائرات من دون طيار ولا الاستخبارات، خلافاً لما قاموا به حين قاد «داعش» المواكب الانتحارية نفسها حين سيطرة للمرة الأولى على المدينة في أيار 2015.
إن الخطاب الإعلامي والسياسي المألوف والمتعب بحاجة إلى إنعاش. الدليل أنه بعد أشهر من إدانة ظلم النظام السوري والتعتيم في المقابل على هوية ووحشية معارضيه في حلب، بدأت منذ أيام قليلة منظمات حقوق الإنسان، التي اشتمّت هزيمة المسلحين، توسيع دائرة انتقاداتها لتشمل المدافعين عن حلب الشرقية.
أتوقع أن نسمع المزيد من هذا الكلام في الأيام المقبلة. الشهر المقبل سنقرأ أيضاً كتاباً مخيفاً جديداً للصحافية الإيطالية لوريتا ناوبليوني حول تمويل الحرب في سورية حيث تروي عمليات الخطف من أجل المال من قبل القوات الحكومية و«المعارضة» في سورية لكنها أيضاً تستخدم لهجة قاسية إزاء أدائنا الصحافي.
هل الأمر قاس جداً على مهنة الصحافة؟ هل نحن فعلاً إلى جانب «المتمرّدين»؟ لا شك في أن الزعماء السياسيين لدينا كذلك، وللسبب نفسه الذي يدفع بـ«المتمرّدين» إلى اختطاف ضحاياهم: أي المال.
بالتالي عار على تيريزا ماي ووزرائها الذين تذللوا الأسبوع الماضي للمستبدين السنّة الذين دعموا الجهاديين في سورية، على أمل الحصول على مليارات الجنيهات في صفقات أسلحة مع الخليج في مرحلة ما بعد البريكسيت.
خلال الساعات القليلة المقبلة سيناقش البرلمان البريطاني محنة الأطباء والممرضين والأطفال الجرحى والمدنيين في حلب ومناطق أخرى في سورية. إن السلوك الغريب للحكومة البريطانية كفيل بألا يهتم السوريون ولا الروس بعويلنا الذي يرثى له. هذا أيضاً يجب أن يكون جزءاً من القصة.
«فايننشال تايمز»
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، مقالاً لإيريكا سولومون من بيروت بعوان «القوات السورية تسيطر بصورة شبه كاملة على شرق حلب».
وتقول الصحيفة إن القوات الحكومية السورية صرّحت بأنها تسيطر على 98 في المئة من مناطق المعارضة المسلحة شرقي حلب، ما يعني دفع آلاف المدنيين ومسلحي «المعارضة» إلى منطقة صغيرة للغاية ما زالت «المعارضة المسلحة» تسيطر عليها.
وتقول الصحيفة: يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يوشك على الانتصار في معركة السيطرة على ثاني أكبر المدني السورية، في معركة تعتبر من أعنف وأهم المعارك في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات، بينما تقدم نشطاء «المعارضة» المحاصرون في المدينة بمناشدات يائسة للعالم الخارجي لطلب المساعدة.
وبينما يقول الجيش الحكومي السوري إنه يسيطر بصورة شبه كاملة على المدينة، تقول «المعارضة المسلحة» إن النظام يسيطر على نحو 80 في المئة من المدينة.
وتضيف إنه وفقاً لتقديرات بعض النشطاء فإنه بحلول ليل أمس كانت هناك أربعة أحياء فقط في المدينة يمكن لمسلّحي «المعارضة» التحصن فيها والدفاع عن أنفسهم.
وتضيف الصحيفة إن فقد «المعارضة المسلحة» الأراضي يتوازى مع نفاد امداداتها من الغذاء والدواء والوقود. ويقول سكان محليون إنه كان من الممكن إنقاذ الكثيرين لولا اعتماد عدد كبير من المصابين على أعداد متضائلة من الدواء وكميات محدودة من الدواء.
وقال نشطاء للصحيفة إن بعد المصابين تركوا لمواجهة مصيرهم لأنهم على الصفوف الأمامية للجبهة التي لا يمكن الوصول إليها.
وتضيف الصحيفة إنه لا يمكن معرفة عدد المحاصرين في حلب على وجه دقيق. وقبل العملية الموسعة الأخيرة على حلب كانت الأمم المتحدة تقدر أن عدد المحاصرين في شرقي حلب كان 250 ألف شخص
في الوقت ذاته، يقول دبلوماسيون مقربون من النظام إن عدد المحاصرين في حلب يبلغ نصف تقديرات الأمم المتحدة، كما يقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض»، ومقره بريطانيا، إن عدد المحاصرين يبلغ نحو 120 ألفاً.
«غارديان»
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً بعنوان «سقوط حلب لن ينهي المعاناة فيها».
وقالت الصحيفة إن القوات الحكومية السورية سيطرت على غالبية المناطق التي كانت تسيطر عليها «المعارضة» خلال الأيام الماضية.
وأردفت الصحيفة أن هذا الأمر سيكون بمثابة بداية النهاية لـ«المعارضة السورية» التي سيطرت على المدينة في بداية 2012 محملة بشعارات تدعو إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد ، وبعد أن شاهدت بأم أعينها هزيمتها بعد دعم الغارات الجوية الروسية للقوات السورية الحكومية، وقرار الغرب عدم المشاركة عسكرياً في سورية وضعفها الدبلوماسي وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية عوضاً عن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أفضى إلى هذه النتيجة.
وأشارت الصحيفة إلى انه ما زال عشرات آلاف من السوريين محاصرين في شرق حلب وسط شح في المياه والطعام والملجأ الآمن لهم، فضلاً عن عدم وجود أي مستشفيات.
وتابعت الصحيفة أن المدينة وصفت بأنها «مقبرة ضخمة» و«مكان يشبه نهاية العالم».
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة عبّرت عن قلقها مؤخراً في شأن تقارير عن اختفاء مئات الرجال بعد هروبهم إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية الحكومية وسط مزاعم بأن المجموعات الجهادية منعت المدنيين من المغادرة كما خطفت وقتلت الأشخاص الذين أرادوا المغادرة.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأممي الخاص بسورية ستافان دي ميستورا قوله إن سقوط حلب لن ينهي الصراع في سورية المستمر منذ ستّ سنوات، ولا معاناة النازحين الذي يبلغ عددهم نصف تعداد السكان البالغ 22 مليون نسمة.
وأردفت الصحيفة أن النصر بالنسبة إلى الأسد سيكون السيطرة على واحدة من كبريات مدن البلاد، إلا أنها تعني أيضاً أنه يسيطر على ثلث الأراضي السورية، فتنظيم «داعش» يسيطر على المناطق الشرقية في البلاد، كما أنه أعاد سيطرته على مدينة تدمر خلال عطلة نهاية الأسبوع في معركة عكست الضغوط على الحكومة السورية واعتمادها الكبير على الطيران الروسي.
إلى ذلك، نشرت «غارديان» موضوعاً في قسم الرأي بعنوان «سكان حلب يُذبحون فهل تعلّمنا شيئاً من سربرينيتشا؟».
الموضوع الذي أعده نيدزاد أفيديتش وهو أحد الناجين من مذبحة سربرينيتشا في البوسنة حيث توضح الجريدة أنه تعرض لتعذيب شديد قبل ان يتمكن من الهرب لكنه عاد إلى مدينته عام 2007 حيث يعيش مع زوجته وابنتيه.
يقول أفيديتش إنه كان صبياً مراهقاً عندما واجه أسوأ ما يمكن أن يواجهه انسان حيث يتذكر كيف أحرق منزل أسرته وكيف هربت الأسرة من سربرينيتشا سعياً إلى النجاة والبقاء على قيد الحياة.
ووصف رائحة الدم في أنفه، وبحسب وصفه، مرحلة الاعتقال والتعذيب الذي تعرض لها حيث كان يعيش بالفعل في تلك الفترة أسوأ مذبحة في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية رغم أنه لم يكن يعرف ذلك وقتذاك.
ويضيف أنه يتذكر بعد المذبحة كيف كان الساسة يردّدون الوعود بأن المذابح لن تتكرر مرة أخرى لكنه حالياً يرى الوعد يتم إخلافه مرة تلو مرة في شرق حلب.
ويوضح أنه في كل مرّة تتصاعد الأحداث بشكل مخيف في حلب ثم تهدأ الأمور يقول الجميع إن الوضع لن يصبح أسوأ لكن ذلك لم يحدث واستمرت الأمور تزيد سوءاً مرّة بعد مرّة لتصل إلى حضيض تلو حضيض. فالأسَر تتضور جوعاً في المناطق المحاصرة من دون طعام أو ماء أو دواء.
ويضيف أنه لم يعد هناك أي مستشفى يعمل في المدينة منذ أسابيع ولا حتى سيارة إسعاف واحدة لإنقاذ أي جريح، بحيث أصبحت حلب المدينة التي يموت فيها الجميع حتى المهرجين.
ورغم أن أفيديتش يؤكد انه ما زال يؤمن بوجود الخير في أغلب الناس من مختلف بقاع الأرض وشعوبها لكنهم لا يستطيعون مساعدة سكان حلب بمفردهم. ملقياً عبء ذلك على كاهل القادة والزعماء الذين يملكون ناصية القرار.