«آسوشيتد برس»: أعضاء من الإخوان سيرحلون من الدوحة

قالت وكالة «آسوشيتد برس» الأميركية، إنه لم يتأكد بعد حقيقة تصريحات وزير الداخلية محمد إبراهيم بشأن مطالبة قطر صحافيي قناة «الجزيرة مباشر» مغادرة البلاد، ومنحهم مهلة شهرين لتلبية الطلب. وتشير الوكالة إلى أن عدداً من قيادات الجماعة والدعاة الموالين لها، أكدوا أنهم سيتركون قطر لتجنب إحراج البلاد، التي تعاني علاقات مضطربة مع مصر وجيرانها في الخليج بسبب استضافة قيادات التنظيم الفارين. وبحسب قيادي في الجماعة يعيش في قطر، تحدث للوكالة الأميركية شريطة عدم ذكر اسمه، أن القطريين أبلغوهم بأنهم يواجهون ضغوطاً مستمرة تقودها مصر لتلبية أوامر الاعتقال المصرية بحق عدد من الإسلاميين، وكشف عن أنه يتجه للسفر إلى ماليزيا، فيما سينتقل أعضاء آخرون إلى تركيا أو بريطانيا.

وبحسب مسؤولين، لم تحدد الوكالة أسماءهم، فإن قناة الجزيرة القطرية، الداعمة للإخوان، ربما تخفض من نغمة انتقاداتها لمصر كجزء من صفقة تنطوي أيضاً على طرد قيادات الجماعة من قطر. وأشاروا إلى أن ما يزيد عن 120 شخصاً ربما يغادرون البلاد بناء على الاتفاق بما في ذلك بعض من أولئك الذين يواجهون اتهامات بإثارة العنف في مصر. ويقول أنور أشكي، خبير الشؤون السياسية السعودي، إن قطر فكرت في أنه من الأفضل إنهاء عزلتها بين دول الخليج وألا تبقى في زاوية واحدة مع الإخوان المسلمين. ويضيف أن الأمر أصبح محرجاً بشكل تدريجيّ للدوحة التي استضافت المزيد من قيادات التنظيم الذي تعتبره مصر والسعودية إرهابياً.

وقالت الوكالة أيضاً، إن الضغوط المصرية باتجاه تشكيل جهود دولية واسعة لمكافحة الميليشيات المسلحة في ليبيا، يضيف مزيداً من التعقيدات أمام الولايات المتحدة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الحصول على دعم الحلفاء في الشرق الأوسط لمواجهة تنظيم «داعش»، ويهدد بقلب المنطقة رأساً على عقب.

وتوضح الوكالة أن دعوة القاهرة تخاطر بمزيد من التنافسات الإقليمية، التي من شأنها أن تقوّض الجهود الأميركية لبناء تحالف دائم ضدّ الإرهاب، وأن قطر وتركيا تدعمان الميليشيات الإسلامية في ليبيا، بينما مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية تدعم خصوم هذه الجماعات.

وبحسب مسؤولين عسكريين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، ففي مقابل دعم مصر للتحالف ضدّ «داعش»، فإن القاهرة تسعى إلى ضمانات بوضع ليبيا على رأس الأجندة الأميركية، وتشير الوكالة إلى أن في لقاءاته مع كيري، استخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي لهجة بالنسبة إلى المصريين كانت واضحة جداً أنها تشير إلى ليبيا. وشدّد الرئيس السيسي على أن أيّ تحالف دولي ضدّ الإرهاب يجب أن يشمل تحالفاً شاملاً لا يقتصر على مواجهة تنظيم معين أو تقويض معقل إرهابيّ وحيد، لكن يجب أن يتوسع ليشمل كل الملاجئ الإرهابية عبر الشرق الأوسط وأفريقيا.

وترى «آسوشيتد برس» أن العمليات العسكرية في ليبيا من شأنها أن تشكل تحوّلاً كبيراً في موقف واشنطن، إذ حذّر مسؤولون أميركيون مراراً من التدخل وقالوا: «ليس سوى الحل السياسي الذي يمكن أن ينهي الاضطرابات في البلاد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى