رفض تركيا التوقيع على بيان جدة يؤكد عدم جديتها في مكافحة «داعش» وحذرها من تسليح الأكراد المقاربة الروسية – السورية أقرب إلى الواقع في إيجاد الحلّ الحقيقي لمكافحة الإرهاب في العالم
ركزت القنوات الفضائية في برامجها السياسية أمس على عدم جدية التحالف الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة الإرهاب في ظلّ الثغرات العديدة الموجودة ومدى انسجام الدول المشاركة فيه وتوافقها حول أهداف ومصالح موحدة.
سورية التي تعتبر أحد الأهداف الغير مباشرة لهذا الحلف لاحظت ديبلوماسيتها أنّ تصريحات بعض الدول التي حضرت اجتماع جدة غير منسجمة فبعضها يقول إنه لن ينضمّ وبعضها الآخر يقول إنه لن يسلّح أو يموّل ما يعني وجود خلاف حقيقي، مؤكدة أن لا اتصالات سرية بين أميركا وسورية.
كما ركزت التحليلات على أنّ هذا التحالف هو فقط لتوفير الغطاء السياسي للتحرك الأميركي والغربي في المنطقة، وأنّ مفهوم المايسترو في العقل الغربي وخاصة الأميركي قد انتهى، حيث فقدت أميركا زمام المبادرة، وسياسة أوباما اليوم تهدف إلى إخراج أميركا من أي مواجهة عسكرية، وهو يتحدث عن ثلاث سنوات لمقاتلة داعش في العراق، ما يعني أنه يربط ذلك بالولاية الجديدة للرئيس المقبل لأميركا.
في ظلّ استبعاد الدول الفاعلة في المنطقة عن التحالف الدولي أكدت الأجواء الديبلوماسية الإيرانية في العراق أنّ إيران لم تتسلّم لغاية الآن أي دعوة للمشاركة في مؤتمر باريس بهدف محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
هذا الموقف الإيراني يتلاقى مع الموقف العراقي الذي عبّرت عنه الرئاسة العراقية التي أكدت أنّ أيّ تحرك للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي يجب أن يضم إيران، نظراً إلى الحدود الطويلة بين العراق وإيران.
تركيا بقيت وحدها تعيش مأزقاً بين الانضمام إلى التحالف وبين الحفاظ على مصالحها في دعم «داعش»، حيث رأى مراقبون أنّ لتركيا مصلحة مباشرة في استمرار «داعش» بسبب الواردات العالية من خلال شراء النفط وبيعه، كما أنّ رفضها التوقيع على بيان جدة يؤكد عدم جديتها وخاصة أنّ لتسليح الأكراد محاذيره عندها.
أما قطر فإنها تغذي الإرهاب في كلّ دولة تطالها يدها وليس آخراً ما كشفت عنه الرئاسة الليبية من أنّ قطر أرسلت ثلاث طائرات عسكرية محمّلة بالسلاح والذخيرة إلى مطار في العاصمة طرابلس خاضع لسيطرة جماعة مسلحة معارضة، وهددت بقطع العلاقات مع قطر.
في لبنان تنصبّ الأنظار على نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس تمام سلام والوفد المرافق إلى قطر في شأن ملف العسكريين المخطوفين، حيث قالت مصادر مقربة من رئاسة الحكومة أنّ الزيارة كانت إيجابية بانتظار النتائج.
فيما ينشغل العالم العربي بأزماته يستفرد العدو الإسرائيلي بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، حيث استمرّت الجماعات الاستيطانية بتصعيد التوتر في الحرم القدسي، وحذر مراقبون من سعي العدو الصهيوني إلى تقسيم الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل تمهيداً لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.