حافظ لـ «المنار»: المايسترو الأميركي انتهى ولا جديد في مؤتمر باريس
رأى الأمين العام للمنتدى القومي العربي الدكتور زياد حافظ «أن مؤتمر باريس لن يقدم شيئاً جديداً في إطار مكافحة الإرهاب وهو لا يذكرنا إلا بمؤتمر أصدقاء الشعب السوري»، لافتاً إلى «أن هذا التحالف هو فقط لتوفير الغطاء السياسي للتحرك الأميركي والغربي في المنطقة».
وأضاف: «كلّ ما سبق يدلّ إلى أن خطاب أوباما هو كلام موجه للداخل الأميركي أولاً قبل المنطقة، لأنّ الأزمة الداخلية في أميركا تهدد وربما أطاحت بالمصداقية الأميركية، كما أنه يوجد داخل الحكومة الأميركية من يدفع إلى المجابهة مع روسيا والمنطقة، ولا يريد أي مهادنة مثل المجمع العسكري – الصناعي و المالي – الأمني، وأن ما يحدث داخل أبنية الرأسمالية الأميركية ينعكس في القرار السياسي لتصدير الأزمة الأميركية إلى العالم».
وأكد حافظ «أن مفهوم المايسترو في العقل الغربي وخاصة الأميركي قد انتهى، حيث فقدت أميركا زمام المبادرة وهي منذ سنين لا تتعامل إلا بسياسة ردّ الفعل، وسياسة أوباما اليوم تهدف إلى إخراج أميركا من أي مواجهة عسكرية، وهو بقراره مثلاً أنه يحتاج لثلاث سنوات لمقاتلة داعش في العراق يريد ربط ذلك بالولاية الجديدة للرئيس المقبل لأميركا».
ورأى حافظ «أنّ المقاربة الروسية – السورية هي أقرب إلى الواقع في إيجاد الحلّ الحقيقي للإرهاب في العالم»، وتساءل: «كيف يمكن مكافحة الإرهاب من دون سورية وإيران وروسيا والصين؟» بالإضافة إلى «أن دولة مثل تركيا لم تقدم على إجراءات فعلية مثل إقفال الحدود وإيقاف تدفق المسلحين والتمويل للمحموعات الإرهابية».
وأكد حافظ «أنّ لتركيا مصلحة مباشرة في استمرار داعش بسبب الواردات العالية من خلال شراء النفط وبيعه، كما أنّ رفض تركيا التوقيع على بيان جدة يؤكد عدم جديتها في مكافحة داعش، وخاصة أنّ لتسليح الأكراد محاذيره عندها، وأن البيشمركة إذا أصبحت قوية سينعكس ذلك عليها، ولكنها تحاول قدر الإمكان أن توازن ذلك مع القرار الأميركي والأطلسي»، مشيراً إلى «أن الانتخابات التشريعية القادمة ستفرز توجهات أخرى للسياسة التركية».
وقال حافظ: «إنّ مصر تعود لتأخذ دورها الإقليمي لتصبح عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه، وأكبر دليل على ذلك هو تنويع التحالفات ومصادر التسليح، كما أنّ تمويل مشروع توسيع القناة بـ5 مليار دولار برهن أنّ الحكومة ليس لديها مشكلة اقتصادية».
وأكد حافظ أنه توجد في المنطقة عدة بؤر قد تنفجر وقال: «أخشى من انزلاقات شيعية سنية إنْ كان في العراق أو لبنان أو باقي الدول العربية»، مشيراً إلى «أنه يجب تدارك ذلك بأسرع وقت. وعزا ذلك إلى الاحتقان الطائفي وترجيح الخطاب الديني على الوطني والقومي».