أدوار إرهابية مشبوهة!
نظام مارديني
أسئلة كثيرة يطرحها المراقب وهو يشاهد المؤتمرات المتنقلة بين جدة وباريس، تحت عنوان محاربة «داعش»، وعن دور الثنائي، القطري ـ التركي، في هذه المعمعة الدولية الممسرحة على أرضنا.
ففي الوقت الذي ينشر تنظيم «داعش» سرطانه في المنطقة ويرعب العالم، تتراجع الحكومة التركية عن دعم استراتيجية مواجهته بالتنسيق مع قطر حتى وإنْ شاركتا في المؤتمرين المذكورين.
صحيح إن خريطة الإرهاب اتسعت اليوم لتشمل دولاً كانت بعيدة نسبياً من مرمى القوى الإرهابية، الأمر الذي يثبت بأنها موجودة في كل مكان وتتستر تحت عناوين أخرى، وما إنْ تجد الفرصة حتى تنفذ جرائمها البشعة. ومن هنا نفهم جيداً المخاوف الغربية التي تتمثل بعودة المقاتلين الأوروبيين لبلدانهم وهذا ما يحتم على البلدان أن تكون شريكة في القضاء على الإرهاب.
ولكن العالم يدرك جيداً أن مواجهة الإرهاب والتصدي له ليسا مسؤولية دولة واحدة تقوده، كما تدعي ذلك الولايات المتحدة، بل هي مسؤولية الجميع خصوصاً أن ما يجري في المنطقة الآن من تفكيك تام للدول، وانتشار الفوضى فيها وإمكانية تجنيد آلاف السذج من أجل زجهم في عمليات إرهابية هنا وهناك، تتطلب تكاتف المجتمع الدولي، من أجل تجفيف منابع الإرهاب المالية أولاً وهي نقطة محورية في مكافحته، أشار إليها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي صدر تحت البند السابع والذي بموجبه تتحرك الدول من أجل تشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب .
ولكن رفض تركيا توقيع اتفاق ضد «داعش» على رغم محاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لم يأتِ فقط نتيجة خوفها على رعاياها المختطفين، بل جاء لتحقيق هدفين أساسيين:
أولاً، حرص أنقرة على مصالحها المتمثلة بالاتجار في نفط «داعش». ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن «داعش» الذي يستولي على أغنى مصافي النفط في سورية والعراق، والتي يقدر انتاجها بحوالى 40 ألف برميل نفط يومياً يعادل سعرها المليون و 200 ألف دولار، وبهذا يحقق المسؤولون في الحكومة التركية منافع ومكاسب مادية من خلال عوائد بيع «داعش» النفط في السوق السوداء.
ثانياً، الصفقة المكشوفة والمشبوهة التي تم التوقيع عليها بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورجب طيب أردوغان خلال زيارة الأخير للدوحة، وقد نصت على أن تستضيف أنقرة قيادات «الإخوان» المطرودين من قطر في مقابل توريد الغاز القطري إلى تركيا، ما يثير علامات استفهام عدة عن جدوى المؤتمرات لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي تحتضن رموزهم في عواصم بعض تلك الدول؟
الغريب هو أنّ يسعى من لم يترك شيئاً من أعمال الإرهاب إلاَّ ومارسَه وشجّعَه وموّله وقام بتسليحه أن يعلن الآن على الملأ أنّه سيكافح الإرهاب في الوقت الذي يلتقي مع الإرهابيين في الغرف الخلفية للقاعات والمنتديات معبراً لهم عن دعمه ومساندته لحربهم القائمة ضد كل مكونات مجتمعنا السوري.
………….
خلجة
في القامشلي تركنا حليب فتوتنا…
وقلوبنا في أحيائها.
من هناك
كانت الشمس تشرق
كل صباح…
وكانت تغرب أيضاً…!