«الأب»… عرضاً أوّلَ في دمشق

أطلقت المؤسسة العامة السورية للسينما العرض الخاص للفيلم الروائي الطويل «الأب» للمخرج باسل الخطيب، مختتمةً بذلك موسمها السينمائي للسنة الحالية، وذلك ضمن حفل شهدته صالة «سينما سيتي» في دمشق، وسط حضور رسميّ وثقافيّ واسع.

ويروي الفيلم وهو من سيناريو وحوار وضاح وباسل الخطيب على مدى 110 دقائق، حكاية معاناة بلدة سورية يطولها الإرهاب التكفيريّ بكلّ جرائمه وممارساته، حيث تعرض لنا كاميرا الخطيب بصورة مباشرة جزءاً ممّا تعرض له مواطنون سوريون على يد تنظيم «داعش» الإرهابي من جرائم الإعدام الوحشية والعلنية، والتشنيع بالجثامين والاغتصاب، وسعيهم المحموم إلى بثّ فكرهم الموغل في الوحشية في أذهان أطفال وناشئة لاستخدامهم كأدوات في تحقيق مخططاتهم.

ويعرج الفيلم إلى الجنديّ السوري الذي يأبى الهزيمة ويدافع عن أرضه ووجوده رغم كل الظروف، والمشاعر الداخلية التي تختلج في صدره، وصولاً إلى حبكة الفيلم الأساسية وهي شخصية الأب التي يؤدّيها النجم أيمن زيدان، الذي يحاول بشتّى السبل إنقاذ عائلته من إجرام إرهابيّي «داعش»، ويحاول إقناع الشباب في البلدة ألا ينجرّوا وراء فكره المتطرّف، ويتعرّض في سبيل ذلك لمخاطرات وتضحيات عدّة.

أسلوب الخطيب المميز بدا واضحاً في اللقطات البطيئة التي لجأ إليها لتصوير الحزن والألم والخوف الذي أصاب سكان البلدة من جرّاء إرهاب «داعش»، ولكنه يتغيّر كلّياً في مشاهد المعارك والاشتباكات التي يخوضها رجال الجيش السوري ضدّ الإرهابيين التكفيريين. كما كانت للموسيقى التصويرية الحالمة التي وضعها الموسيقار سمير كويفاتي مساهمة كبيرة الأثر في نقل المُشاهد إلى أجواء الفيلم.

مدير عام مؤسسة السينما مراد شاهين قال في كلمة له قبيل افتتاح الفيلم: حاول أعداء الحضارة قتل كلّ ما هو جميل فينا نحن كسوريين، ولكننا أبناء الشمس وصنّاع الإبداع، لن يطفئوا مهما فعلوا شعلة واحدة في مسيرتنا. معتبراً أن الفيلم حكاية سورية يسوقها المخرج الخطيب بأسلوب سرديّ مؤلم عن أهالي تلك المناطق التي طاولها حقد الإرهابيين، ليكون في النهاية لوحة فنية حقيقية لكنها موجعة تأبى الخضوع لدعاة القتل والتخريب.

ثم ألقى مخرج الفيلم باسل الخطيب كلمة أهدى فيها «الأب» إلى مدينة حلب كلحظة تاريخية في مصيرنا بكلّ شهدائها من رجال الجيش السوري والمدنيين الأبرياء. مشيراً إلى أنه كما كان فيلمه «سوريون» افتتاحا للموسم السينمائي السوري في السنة الحالية، فإن «الأب» ختام هذا الموسم الذي شهد إنجاز وبدء تصوير عدد من الأفلام السينمائية.

بدوره، تطرق النجم زيدان في كلمته إلى أن إنجاز فيلم الأب كان رحلة شاقة سعى فيها فريق العمل إلى مقاربة وجع السوريين مع استشراق أمل عظيم بفضل جيشٍ باسلٍ وشعبٍ عظيم. منوّهاً بدور وزارة الثقافة وغيرها من الجهات في سورية في إتاحة المجال لأبناء الوطن ليمارسوا حبّهم وشغفهم في السينما والفنّ.

الفنان أحمد رافع الذي شارك في الفيلم رأى أنّ «الأب» يحمل رسالة إلى داعمي «داعش» وإلى الناس الذين عايشوا إرهاب هذا التنظيم، ضمن رسالة تكاتف وتعاضد تتصدّى للجهل والتخلّف الذي يشكّل بيئة حاضنة لانتشار الفكر التكفيريّ ويحاول التستّر بالدين لتنفيذ مآربه وهو منه براء.

الفنان رامز عطا الله قال إنه يؤدّي في الفيلم شخصية القاضي الشرعي لتنظيم «داعش» الإرهابي، حيث يسعى إلى شرعنة كلّ جرائم التنظيم وتسويق فكره. لافتاً إلى أن مهمة الفنّ ملامسة الواقع المعاش ومعاناة عموم الناس، لا سيما السينما التي تحقّق حضوراً مميّزاً في السنوات الأخيرة عبر إفساح المجال للشباب وضخّ الدماء الجديدة.

ويُعرض الفيلم جماهيرياً بدءاً من 29 الشهر الحالي في «سينما سيتي» في دمشق، ثم في صالات «الكندي» في دمشق ودمّر اعتبارا من 7 كانون الثاني المقبل.

فيلم «الأب» هو من بطولة أيمن زيدان إضافة إلى: روبين عيسى، يحيى بيازي، علاء قاسم، عامر علي، حلا رجب، رنا كرم، جمال شقير، جابر جوخدار، علي إبراهيم، أسيمة أحمد، خلود عيسى، جانيار حسن، سعيد عبد السلام، وفاء العبد الله، دينا خانكان، وائل أبو غزالة، نادين الشعار، سومر إبراهيم، فاتح سلمان، وائل شريفي، نور رافع، رشا رستم، غادة قاروط، يامن حيدر، سلمى سليمان، ومحمد زرزور. بالاشتراك مع أحمد رافع، ورامز عطا الله، وضيفة الشرف وفاء موصللي.

حضر حفل افتتاح الفيلم عمران الزعبي نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية والدكتور هزوان الوزّ وزير التربية، والدكتور نجم الأحمد وزير العدل، والدكتور أديب ميالة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومحمد الأحمد وزير الثقافة، والمهندس علي حمود وزير النقل، ومحمد ثروت سليم القائم بالأعمال المصري في دمشق، وشخصيات فكرية وفنّية وأبطال الفيلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى