موسكو: نتوقّع حضوراً قويّاً للمعارضة المسلّحة في مفاوضات «أستانا»..
توقّعت وزارة الخارجية الروسية بأن يكون حضور المعارضة السورية المسلّحة في مفاوضات أستانا قويّاً، موضحةً أنّ ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات التي لم يتم تحديد موعد انطلاقها بعد.
وأوضحت ماريا زاخاروفا، الناطقة الصحافيّة باسم وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنّ جهود التحضير للمفاوضات في أستانا تركّز على اتجاهات معيّنة، بما في ذلك ضمان الحضور القوي لفصائل المعارضة المسلّحة.
واستطردت قائلة: «أعتقد أنّ هذه هي الصفة الرئيسية التي ستميّز مفاوضات أستانا عن عملية جنيف، لكنّ المعارضة السياسية ستشارك أيضاً. أمّا تشكيلة الوفود وصيغة المشاركة، فتجري دراسة هذه المسألة حاليّاً».
وجاءت تصريحات زاخاروفا ردّاً على سؤال حول احتمال مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن الرياض ، التي سبق لها أن خاضت مفاوضات جنيف كمفاوض رئيسي لقوى ما يُسمّى بـ«المعارضة». ولفتَ الصحافي الذي طرح السؤال، إلى أنّ الهيئة العليا تمثّل بقدر كبير مصالح تنظيم «أحرار الشام» الذي يُعدّ من أكبر فصائل المعارضة السورية المسلّحة. أمّا روسيا، فسبق لها أن أصرّت على إدراج هذا التنظيم على قائمة المنظّمات الإرهابية.
وأوضحت زاخاروفا بهذا الصدد، أنّ الحديث لا يدور حاليّاً عن توجيه الدعوات لحضور المفاوضات في أستانا، بل عن صياغة الرؤى والأطُر الأساسية للمفاوضات في أستانا. وشدّدت على أنّه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في حوار أستانا.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، قد اقترحا على الأطراف المتنازعة في سورية، استئناف الحوار السياسي فيما بينها في منصّة جديدة، معتبرَين أنّ العاصمة الكازاخستانية أستانا قد تكون منصّة محايدة جيدة. بدوره أعلن الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف عن موافقة أستانا استضافة مثل هذه المفاوضات.
وكانت وزارة الخارجية نوّهت بأنّ العمل مستمرّ في إطار العملية السياسية الدبلوماسية لإطلاق الحوار السوري – السوري الشامل، بدون شروط مسبقة، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مع الأخذ بالاعتبار نشاط المجموعة الدوليّة لدعم سورية برئاسة روسيا والولايات المتحدة.
وتُجري روسيا حواراً مع بعض الدول في «الشرق الأوسط» حول تسوية الأزمة في سورية، بما في ذلك مع السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات.
جاء ذلك في بيان صدر عن الخارجية الروسية، أمس، حول النتائج السياسية الخارجية الرئيسية في العام 2016.
وقالت الوثيقة: «لم تتمكّن إدارة أوباما من تنفيذ الاتفاق حول فصل المعارضة السورية «المعتدلة» عن الإرهابيّين، ولذلك باتَ يحظى بدور هام التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، وكذلك الحوار الدولي مع الدول الأخرى في المنطقة، ومن بينها السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، بهدف وقف القتال في سورية وإنعاش العملية السياسية للتوصّل إلى حلّ للنزاع السوري».
وفي السِّياق، بحث وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، خلال مكالمة هاتفية، أمس، التحضير للمفاوضات المرتقبة حول سورية في أستانا.
وسبق لجاويش أوغلو أن بحث الموضوع نفسه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، صباح الثلاثاء. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أوضحت أنّ لافروف وجاويش أوغلو أكّدا على أهمية استكمال التنسيق في أقرب وقت ممكن بشأن الجوانب العملية لوقف إطلاق النار، وعزل التنظيمات الإرهابية عن المعارضة السورية المعتدلة، بالإضافة إلى إعداد الاجتماع في العاصمة الكازاخستانية أستانا لإطلاق عملية تسوية سياسية سورية وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254 الخاص بإطلاق المفاوضات السورية وعملية الانتقال السياسي .
من جهةٍ أخرى، جدّد أردوغان أوهامه بالتمسّك بإنشاء منطقة آمنة بشمال سورية قرب حدود بلاده الجنوبية.
واتّهم أردوغان، في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أمس، التحالف الدولي بقيادة واشنطن بأنّه «لم يلتزم بوعوده» بخصوص الحرب ضدّ الإرهاب في سورية.
وتطرّق إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، مشيراً إلى أنّ مفاوضات جنيف، التي جرت العام الحالي برعاية الأمم المتحدة «فشلت»، مشدّداً على أنّه لن يرحّب «بمباحثات العاصمة الكازاخستانية أستانا إذا تمّت دعوة المنظمات الإرهابية إليها»، في إشارة إلى القوات الكرديّة في شمال سورية. وأضاف أنّ «مباحثات أستانا حول سورية ستنعقد على مستوى وزراء الخارجية»، مُعرباً عن أمله بمشاركة السعودية وقطر فيها.
وفي سياقٍ متّصل، قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسن دهقان، إنّ الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصّل إلى حلّ سوري سوري، مؤكّداً أنّ السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهّلها للمشاركة في المفاوضات.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة «روسيا اليوم» مع وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، تحدّث فيها عن الأزمة السورية وتطوّرات الأوضاع في هذا البلد.
وفي معرض ردّه على سؤال، «بناءً على المباحثات الإيرانية الروسية التركية الأسبوع الماضي في موسكو، هل حلّ الأزمة السورية باتَ بيد هذه الدول الثلاثة أم يمكن ضمّ دول أخرى كالسعودية؟» قال الوزير الإيراني: إنّ «البقيّة كانوا في جنيف واجتمعوا هناك لمرات عدّة، نحن نعتقد أنّ الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصّل إلى حلّ سوري سوري، السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهّلها للمشاركة في المفاوضات». وأضاف: «هم يسعون إلى قلب نظام الحكم في سورية ، والذين يسعون إلى ذلك لا يمكن التفاوض معهم، بل ينبغي الردّ عليهم وبشكلٍ حازم، والآخرون كذلك».
ميدانيّاً، تواصلت العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في منطقة وادي بردى ومحيطها بالتزامن مع استمرار الاشتباكات وعمليات القصف الجوي والمدفعي في مختلف المناطق السورية.
وأفادت مصادر إعلامية بأنّ الجيش السوري استقدم تعزيزات عسكرية من السلاح والعتاد والجنود إلى تلك الجبهة، بهدف توسيع وتكثيف عمليّته العسكرية ضدّ الإرهابيّين الذين ينضوون في غالبيّتهم تحت راية جبهة فتح الشام النصرة سابقاً ، إضافةً إلى مسلّحين من فصائل أخرى، وأضافت المصادر أنّ الطيران الحربي السوري شنّ صباح أمس عدداً من الغارات على مواقع المسلّحين في تلك المنطقة، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري من جهة والمسلّحين من جهة أخرى، حيث تتركّز في قرى وبلدات بسيمة وعين الفيجة ودير قانون ودير مقرن وكفير الزيت، وتُعدّ منطقة وادي بردى الواقعة شمال غربي دمشق امتداداً جغرافياً طبيعيّاً لسهل الزبداني الذي تحاصره القوات السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات ويبعد عن العاصمة دمشق حوالى 18 كيلومتراً، كما تُعدّ منطقة وادي بردى خزّاناً رئيسيّاً لمياه الشرب من نبع الفيجة الذي يغذّي العاصمة السورية التي بدأت تعاني منذ أربعة أيام من شحّ كبير في مياه الشرب بسبب العمليات العسكرية الجارية هناك، وكان المسلّحون يستخدمون ورقة تغذية العاصمة بالمياه خلال السنوات الماضية للمساومة والضغط على الحكومة السورية لتحقيق بعض مطالبهم.
وعلى جبهة حمص، تدور اشتباكات في محيط منطقة حاجز الملوك القريب من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بين وحدات من الجيش السوري والإرهابيّين، وسط قصف صاروخي ينفّذه الجيش السوري على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في مدينة الرستن بالريف الشمالي، في حين تجدّدت المعارك في محيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي بين وحدات من الجيش السوري وعناصر تنظيم «داعش» تترافق مع قصف صاروخي متبادل، بينما استهدفت وحدات الجيش السوري مواقع وآليّات لتنظيم «داعش» في محيط منطقة الكلية الجوية بريف حلب الشرقي، ممذا أسفر، وفقاً لمصادر إعلاميّة، عن إعطاب وتدمير عدّة آليات وخسائر بشريّة مؤكّدة في صفوف تنظيم «داعش».
على صعيد متّصل، تجدّدت الاشتباكات بين «قوّات سورية الديمقراطية» المدعومة بالطائرات التابعة للتحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهةٍ أخرى في محيط منطقة جعبر الواقعة في شمال ضفاف نهر الفرات بريف مدينة الطبقة في غرب الرقة وسط قصف متبادل بين الطرفين.
كما اندلعت اشتباكات في ريف السويداء الشمالي الشرقي بين عناصر «داعش» ووحدات من الجيش السوري، مترافقة مع قصف من قِبل القوات السورية استهدف مواقع التنظيم في قرية القصر بالريف الشمالي الشرقي للسويداء.