أعياد وأمنيات رائعة … ولكن!
نصّار إبراهيم
في الأعياد والمناسبات العامة والخاصة، تتزاحم الأمنيات عن الحبّ والرحمة والمودّة والتراحم والعطف والتواصل والسلام والخير. لكنّ الغريب أنّ ذلك كلّه لا يوقف حالة الانحدار، فيزداد البؤس، وتزداد المشاحنات، وينتشر القتل. فيبدو كأنّ الكلّ يشتبك مع الكلّ.
في الأعياد والمناسبات والاحتفالات، تتزاحم المشاعر الإنسانية تجاه الفقراء والمساكين وذوي الحاجة. ومع ذلك، يزداد الفقراء فقراً، ويفترش ملايين العاطلين عن العمل الشوارع وأسواق العمل الأسود كالعبيد.
في المناسبات والخطابات، يعلو الحديث عن الوطن والحرّية والكرامة. لكنّ الغريب أنّنا نزداد تبعيّةً وخضوعاً. وتزداد الطبقات المهيمنة توحّشاً وأنانيةً.
في مناسبات كثيرةٍ، نتحدّث عن احترام الناس ومصالحهم واحترام الوقت. لكنّنا في العمل نبذل جهدنا كي نتأخّر ساعة، ونصرخ في وجه أيٍّ كان.
في المناسبات، نتبادل أجمل الحديث عن المصلحة والملكية العامة. ومع ذلك نراوغ بكلّ ذكاء كي نسرق ما تصل إليه أيدينا.
في المناسبات، يقبّل الناس بعضهم ويبتسمون، ومع ذلك يزداد الغضب ويزداد العنف والنفاق الاجتماعي والأسري. ونتبادل الشتائم عبر نوافذ السيارات وعلى أبواب المحالّ وعند الأفران.
في الأعياد والمناسبات، يقبّل الأبناء أيدي الآباء والأمهات. ومع ذلك، يزداد عدد الآباء والأمهات في بيوت المسنّين.
في المناسبات الشخصية والوطنية كلّها، نعيد التأكيد على الأخوّة والسلام والصدق والوفاء والأمانة. ومع ذلك، يزداد الصراع بين الأديان والطوائف والقبائل والحارات والزواريب.
في الأعياد والمناسبات، يتمنّى الكثيرون أموراً نبيلة وجميلة ورائعة. إنما المشكلة تكمن في أنّهم يفعلون عكس ذلك تماماً.