تكرار أمنيتي

بنظرة إلى عام 2016، مرّت في بالي إحدى القصص التي أحضرَ فيها أحد الفلاسفة مجموعة من الأدوات وبدأ على طلابه الدرس بصمت.

بين يديه كانت كأسٌ فارغةٌ أخذ يملؤها بالحجارة. وبعدما أنهى ذلك، وضع الكأس على الطاولة وسأل طلابه: هل امتلأت الكأس؟

أكد الطلاب أنها امتلأت.

فأخذ الأستاذ كيساً من الحصى وبدأ يفرغ في الكأس، ويهزّ الكأس لتتخلخل الحصوات ما بين الحجارة. عاد وسأل طلابه: هل امتلأت الكأس؟

وبابتسامة، أجاب الطلاب: نعم!

فأخذ الأستاذ كيساً من الرمل الناعم، وبدأ ينثره في الفجوات المتبقية ما بين الحصى والحجارة حتى سدّ كلّ الفراغات، والتفت إلى طلابه وقال: هذه الكأس كحياتكم، حجارتها هي كلّ الأشياء الثمينة ذات الأهمية العالية فيها، والحصى هي الأشياء الأقل أهمية، أما التراب فهو كلّ صغير وثانويّ وقد يكون التافه فيها.

ويراودني: ماذا لو كنت قد أضعت وقتي وجهدي وطاقتي في ملأ كأسي بالتراب؟

فهل كنت سأجد مكاناً للحصى والحجارة في حياتي. وعلى بُعد ساعات من عام 2017، قرّرت تكرار أمنيتي بأن أكون الأفضل في الجديد من سنتي، وأتابع مسيرة أولوياتي باهتمامي بالحجارة التي في كأسي.

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى