جفرا

بلال رفعت شرارة

واقفٌ في مرج مارون

قُرب خطّ الحدود

متعبٌ قلقٌ

أمامي..

العدو

وخلفي..؟

بحارٌ من اللاجئين!

توكأتُ عودَ ثقابٍ

أشعلتُ روحي حتى تراني فتاة

تملأ جرتها

من بئر صلحة

جفرا

صباح الصباح

عيون المها

يداها اخضرار السهول

أشبع منها بالنظر

تسقي صدى العين منّي!

أراها

أجمل من وردة طالعة

من كتاب الأغاني

من بين سربوخ صخر

تدلّ عليها

نحلة غادرت سربها

كي تشمّ الهواء

رأتني

اقتربت أنا خطوةً

قف.. انتبه

خطر الموت

حقل ألغام

يزنّر هذي المسافة

ما بين قلبي وبيني

فكيف إليها السبيل؟

كيف السبيل اليّ

قف..

اقتربتُ

في لحظةٍ..

لهفتي أسرع منّي

لحظة الاقتراب الأخير

نحو موتي

كان قلبي على أهبّة.. ال..

الانفجار

في لحظة عاصفة

غطّ قلبي وطار

شعرت بطعم التراب النهار!

بنار تهبّ على الضفة الثانية

بروحي تغادرني

بنبضي

أصابع كفي

عيوني

لساني الفصيح

أحطاب صدري

أنفاسي اللاهثة

كتبي

العصا

تغادر نحو فلسطين

لم يبقَ مني سوى الأغنيات

نساء تنوح:

سلامته من نومة الجبانة..

سلامته أبو عيون الذبلانة

آهٍ.. لو.. أنني..

نثار قلبي

فضة أقماره

البنفسج في حديقة الصدر منّي

عسل التين الذي ازدهرت به

ميادين كرمي

لو…

ليس تفصلنا كوابيس عمر مضى

الدماء التي تُخضب روحي

بذار من الموت

يملأ بطن التراب

الآن الشظايا انا

سأصعد كالقمح في مرج مارون

كأني قرى حانت قيامتها

كأني صحوت على أهبّة التين

كأنني لغة من قصيدةِ شعرٍ قديمٍ جديدٍ

ها إنّ الحياة كما المماتُ

تَراوَحَتْ في القلبِ..

تأخرت في الموت..

أجّلتُ موتي مراراً

أحببتُ فيك الحياة

لكن يأس البراعم

عمّ العواصم

وهبّ الجراد الكثير

يأكل الزرعَ والضرعَ

وكنت أرى

لا زلت أعشق قرب خط الحدود

جفرا .. فلسطينية

تهتُ فيها إليها

جفرا سآتي إليك

على أفراس هذي الحقول

أفراس بحر العرب

أفراس نهر الجنوب العليل

على نسمة

من زهر ليمون الجليل

أفاتحُ بالحبّ أنتِ

أنتِ انتبهت إليّ؟

مارون الرأس – جنوب لبنان 19/12/2016

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى