«السفير»… حق العودة
معن حمية
حسم رئيس مجلس إدارة جريدة «السفير» ورئيس تحريرها الأستاذ طلال سلمان الأمر. «السفير» لن ترافق صباحات العام 2017، بعدما ضاقت بها سبل الاستمرار، ولم يعد باليد حيلة.
إنّ تغييب «السفير»، ليس قراراً اتخذه عميد الصحافة الأستاذ طلال سلمان، ونحن نعرف معنى الدموع التي ذرفها ، بل نتيجة ظروف قاسية وصعبة تواجه الصحافة بشكل عام، والصحف التي لها هوية على وجه الخصوص.
في زمن الاجتياحات الكبيرة والحروب التي عصفت بلبنان، صمدت «السفير» واستمرت وفعلت… كانت الصوت الذي يخبرنا بالصورة والكلمة عن فظاعات العدوان الصهيوني وجرائمه التدميرية، عن مجزرتي صبرا وشاتيلا، عن أطفال بعمر الورود قضوا تحت الركام أو برصاص عملاء… عن طائفية مقيتة وصلت حدّ القتل على الهوية، عن خائنين باعوا البلد بثلاثين من الفضة… وعن قضايا الناس ومطالبها المحقة، عن حركات التحرّر ونضال الشعوب.
في زمن إفرازات ما يسمّى «الربيع العربي»، والانهيارات التي أصابت مقتلاً في منظومة القيم، حلّ النفاق الإعلامي محلّ الاتزان والموضوعية، فآثرت «السفير» الصمود، وحين كادت أن تهوي وتسير في الطريق الذي يناقض موضوعيتها ورسالتها وهويتها، حسم مؤسّسها وصاحبها القرار… «السفير» بلا هوية هي مجرد أوراق وحبر أسود، ولا معنى لها.
هوية «السفير» أشمل من كونها «صوت الذين لا صوت لهم». هي صوت المقاومة والمقاومين في فترة الاجتياح الصهيوني للبنان، هي صوت فلسطين وأهلها، وصدى رسومات ناجي العلي عن التحرير والعودة، هي صوت الالتزام في زمن التفلت.
قد لا نستطيع توصيف ما يشعر به صاحب «السفير» وهو يودّع «سفيره»، لكن كلّ دمعة منه، تؤثر فينا وتحمل ألف حكاية وحكاية، لأنّ جريدة «السفير» حلم قضية.
لن نقول وداعاً «السفير» بل الى اللقاء… لكِ «حق العودة»… حق يتحقق بإرادة الأحرار.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي