المطران كبوجي بطل القضية الفلسطينية
يكتبها الياس عشي
ليس مستغرباً أن يقف المطران هيلاريون كبوجي إلى جانب الفلسطينيين في حربهم ضدّ الاحتلال الصهيوني، فيسوع المسيح كان فلسطينياً، وولد في بيت لحم، وصلب في القدس على إيقاع اليهود المطالبين بموته «دمه علينا وعلى أولادنا».
وليس جديداً أن نرى المطران كبوجي يتباهى بقوميته ووطنيته، ويجاهر بهما، فقبله كان البطريرك غريغوريوس الرابع حداد الذي شارك في جنازته خمسون ألف مسلم دمشقي، وذلك تقديراً منهم على تسامحه الديني، ومواقفه الشجاعة الرافضة للانتداب الفرنسي على سورية.
ولا يدهشني أن ينقل مطران القدس هيلاريون كبوجي الحلبي المنشأ في سيارته أسلحة للمقاومة الفلسطينية، فالسيد المسيح ضرب تجار الهيكل بالسوط عندما حوّلوا بيت الله مغارة للصوص، والإمام عليّ يقول: «ردّ الحجر من حيث جاء، فالشرّ لا يدفعه سوى الشرّ».
والمطران كبوجي آمن كما يؤمن أصحاب القضايا الكبيرة بأنّ المسيحية في هذا الشرق تفقد هويتها وإنسانيتها ودورها في إحقاق العدالة إنْ وقفت على الحياد في الصراع ضدّ «إسرائيل». ألم يقل السيد المسيح: «كنت عرياناً فكسيتموني، وسجيناً فزرتموني، وجوعاناً فأطعمتموني…»؟ أليس الفلسطينيون، وهم تحت حراب الاحتلال، يعانون من هذه الآفات الثلاث؟ بلى… وأكثر. ومن هذا الشعور بالذات كانت المشاركة التي قام بها «بطل القضية الفلسطينية» هيلاريون كبوجي، لفك حصار الموت عن غزة.
الفقيد سيادة المطران كبوجي رحل عنّا مرفوع الجبين، ولكنه استقرّ في قلوبنا زهرةَ ياسمين، وسكن في ذاكرتنا كغيره ممن «آمنوا بقضية تساوي وجودهم»، وحفظ على ظهر قلبه ما قاله سعاده: «إن لم تكونوا أحرارا من أمة حرة، فحريات الأمم عار عليكم».
ويوم يعود إلى وطنه سيعود إليه وعلى رأسه إكليل من الغار.