ورد وشوك
بشوقٍ، راح ينتظر إطلالتها، يخيّل إليه أنه حتماً سيفضي لها بكل ما يجول في البال.
قال وفي صوته الصدق لاح: في مثل هذا اليوم من كل أسبوع أنتظر فرصة اللقاء، أهيّئ نفسي أمنّيها وكأنني أستعدّ لموعد طال له الانتظار بفرح وترقب ولهفة، بعدم خوف من الفراق يشغلني التفكير حول ماهية الكلام، فكل ما أعلمه أني تواق لقراءة كل ما في رأسها الجميل من أفكار تفاجئني وتجعلني أصر على إبقاء شراعي مشرعاً لتبقى سفينتي في بحرها تتهادى فوق صفحة من ماء أحسبه زلالاً لا مثيل لعذوبته في كل البحار والمحيطات.
أودّ لو تغرقني في بحرها الأمنيات علّها تلقي لي بطوق النجاة فالغرق فيها وبها الحياة.
بلمحة، قطعت عليه كل ما نسجه في الخيال من صور.
قالت: كأنك تقرأ ما في ضميري من تمنّيات، زِد عليها أنني جعلت كل الأيام في تقويمي تحمل اسم يوم اللقاء، فكلما قلبت فيه أوراق الأيام لتستمر الحياة لمحتك من وراء التاريخ يفعل فعله فيك الانتظار. يفرحني إحساس أني وجدتك رغم كل الصعوبات ليعود الخوف يؤرقني، يقول ما أنتما فيه، ما هو إلا أضغاث أحلام. فالواقع مؤلم سلب الحلم والتلذّذ بالانتظار وحلاوة اللقاء.
من جديد تأتي الشمس في إشراقتها تبعث الحياة وتعيدنا كلّ صباح إلى واقع غالباً ما تنسينا زحمة المتطلبات فيه والأعمال تفاصيل حلم كنا قد أمضينا برفقته بضع ساعات. نشكر الله أحياناً أنه كان مجرد منام، وأحياناً أخرى نودّ لو أنه أصبح حقيقة معها نكمل مشوار كنا قد بدأناه.
رشا المارديني