حراك عربي لكسر جمود الملف الليبي
إعلن وزير الخارجية، في الحكومة الليبية المؤقتة، محمد الدايري حكومة طبرق ، أن حكومته ترحب بالمبادرة التونسية لحل الأزمة السياسية، التي تعيشها بلاده. فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، أن القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، زار حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف، التي وصلت إلى ميناء طبرق الليبي.
وأوضح الدايري، أن اجتماعا ثلاثيا سيعقد نهاية الشهر الحالي، في تونس، بحضور وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، تمهيدا لقمة بين قادة الدول الثلاث، حول المبادرة التونسية. ووصف الدول الراعية للمبادرة بأنها «دول عربية جارة وشقيقة، تربطنا بها علاقات تاريخية تؤهلها للعب دور إيجابي في ليبيا». وأكد أن المبادرة التونسية قد تشكل بديلا مناسبا للمبادرات الدولية، التي فشلت في حلحلة الأزمة الليبية.
وكان الرئيس التونسي باجي قايد السبسي، أعلن عن مبادرة لجمع فرقاء الأزمة الليبية حول طاولة للمصالحة والحوار الشامل.
وتسعى الدول العربية الثلاث، المجاورة لليبيا، تونس والجزائر ومصر، إلى إيجاد مخرج للمأزق الليبي، الذي تعاني هذه الدول تبعاته. وقال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، إن وزير الشؤون العربية والإفريقية عبد القادر مساهل، بحث مع وفد من مجلس النواب الليبي في الجزائر العاصمة، آليات تسريع الحوار الليبي-الليبي. وأكد البيان أن «الجانبين بحثا خلال اللقاء، السبل والوسائل الكفيلة بتسريع وتيرة حل الأزمة الليبية، عبر ديناميكية حوار شامل ليبي-ليبي والمصالحة الوطنية وذلك ضمانا للاستقرار والسلام في هذا البلد الجار».
ويرى متابعون للشأن الليبي، أن بإمكان تونس والجزائر ومصر، إقناع الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي، بالتنازل لمصلحة الحوار، خصوصا أن كلا من هذه الدول تملك علاقات قوية مع أحد أطراف النزاع.
في السياق، رحب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، بالمبادرة التي أطلقها الرئيس التونسي لعقد لقاء ثلاثي بين تونس ومصر والجزائر، للبحث عن تسوية للملف الليبي. لكنه أشار إلى تمسكه باتفاق الصخيرات، حيث أكد دعمه الجهود كافة، التي تجمع أصحاب المصلحة لإيجاد تسوية للأزمة في إطار الاتفاق السياسي وتحت مظلة الأمم المتحدة.
وتدخل مبادرة الدول الثلاث، في سياق حراك عربي لافت من أجل المصالحة بين الليبيين، بعد تراجع دور القوى الدولية خلال المرحلة الماضية. ولذلك، يعقد المندوبون الدائمون بجامعة الدول العربية، اجتماعا في القاهرة لمتابعة آخر التطورات والجهود المبذولة لتسوية الأزمة الليبية. وسيناقش المندوبون الدائمون، تقرير المبعوث العربي إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي، الذي تم تعيينه شهر تشرين الثاني الماضي. وبحسب نائب الأمين للجامعة العربية أحمد بن حلي، سيناقش اجتماع القاهرة كذلك، الجهود العربية لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية والعمل على تذليل العقبات، التي تعترض تنفيذ اتفاق الصخيرات.
من جهة إخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، زار حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف، التي تزور ميناء طبرق الليبي.
وأشارت الوزارة في بيان لها، إلى أن حفتر، تواصل مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وبحث معه محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. وأن الأميرال فيكتور سوكولوف، قائد فريق حاملة الطائرات، كان في استقبال حفتر على متنها.
وذكر البيان، أنه تم تسليم حفتر، في ختام الزيارة، شحنة من الأدوية الأساسية الضرورية للجيش الليبي والمدنيين.
يشار إلى أن الأركان العامة الروسية، كانت أعلنت الجمعة، عن سحب الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد «بطرس الأكبر» ومجموعة السفن المرافقة لهما، من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري، إلى ميناء مرابطتهما في مدينة سيفيرومورسك شمالي روسيا. وذلك، تنفيذا لأوامر صدرت عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية.
ويأتي وصول «الأميرال كوزنيتسوف» إلى المياه الإقليمية الليبية في إطار تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لتدريب وتطوير الجيش الليبي.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، زار روسيا، مؤخرا. وقال إنه وجد تفهما كبيرا من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لما يجري في ليبيا. وأضاف: جرى الاتفاق على زيارة متبادلة بين الحكومة ومجلس النواب الليبي والجانب الروسي. وسيكون التواصل مستمرا.