حوارالذاكرة 6
ـ عِمْ أمومة شامية يا أخي.
ـ عِمها أيضا يا أخي، ولكن ما بال هذه الأمومة؟
ـ أخي أخي، قالوا إن الأمّ السورية في وقارها الوطنيّ ورؤيتها الآتي استطاعت أن تنجب ذلك المقاتل ـ الزمن الذي قهر ذلك الوحش الكونيّ ما زرعه الشيطان المتربّص في ربوع الشام!
ـ بلى يا أخي، ألا ترى أن حماة الديار هنا وهنالك استطاعوا أن يستنهضوا الحياة من الموت؟ أليس ذلك أنّ المقاتل المقاوم كالسنديانة التي قد تغيّر أوراقها ولكنّها أبدا لا تغيّر جذورها في الصاد والضادّ؟
لقد نبضت هذه الجذور روحاً قتالية لا تعرف اليأس، ما جعل وحش الشيطان العالي عاجزاً عن كسرها. ثمّ اُنظر إلى عظماء التاريخ، ألا تجد أن كلّاً منهم أنجبته أمّ تنبض بالحكمة وروح الأمة؟
ـ أخي أخي، فهمت. ولكن، ألم تسمع عن هؤلاء الإرهابيين؟ فكلّما حوصروا فتك كلّ منهم بالآخر، كيف؟
ـ بلى يا أخي، إنهم عندما يعجزون عن الوصول إلى الدم يصبحون كالنار تأكل بعضها، إن لم تجد ما تأكله. ألم تسمع بانتحار العقرب؟ فعندما يُحاصَر بالنار يلدغ نفسه وينفق!
ـ آه، أهذه هي الثقافة التي تحدّثوا عنها فقالوا: الثقافة أفتك من سلاح نستطيع أن تقهر به التخلّف؟ ليتني يا أخي حاولت مثلك فهم الحدث!
ـ أخي، لا شيء أقتل للإنسان من كلمة «ليتني»، فقط حاول وستجد كل شيء كما أردت! بلى، حاول كأخوتنا الجزائريين وبلاد الرافدين وبلاد النيل وفي اليمن وأخيرا وليس آخراً فلسطين القضية الأمّ. فعرفوا أنّ قطع الرؤوس وتقطيع أوصال الإنسان يفرطونه إلى أعضاء تباع في سوق النخاسة!
ذلك من طبيعة دول محاكم التفتيش غرباً إلى دول محاكم الفتاوي شرقاً، وذلك برعاية قاتل الشعب الأحمر!
ـ أخي أخي، لا تتركني، لقد بقي سؤال يلحّ عليّ، أرجو أن تجيبني عن ذلك «الإنترنت» فقد قالوا إنه على رغم أنهم أوجدوه لاستكمال هيمنة امبراطوريتهم الإعلامية، فقد بدأ ينعكس عليهم حتى أنه استطاع أن يخرق إعلامهم ويكذّب الكذبة!
ـ بلى بلى يا أخي، إنه بدأ يلتهم تلك الامبراطورية الإعلامية التي سلّطها علينا ذلك الشيطان العالمي، إضافة إلى أن حالة التواصل الاجتماعي هي حالة تفاعل، والتفاعل دائماً يلفظ الشوائب، وقد بدأ اليوم يُظهر لنا بعض المواهب الحقيقية الشابة، ما أفزع ديناصورات الإعلام المخبّأة في جحور وكواليس تهيمن على الإعلام هنا وهناك، حتى رحنا نقول: وكان الله أيضاً بعون السمع والبصر وذلك الفؤاد!
د. سحر أحمد علي الحارة