بوتين يبحث مع «الأمن الروسي» التحضير لأستانة.. ومؤتمر للمانحين بالتزامن معها
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، مسائل التحضير لإجراء مفاوضات أستانة بين أطراف الأزمة السورية.
وقال المتحدّث بِاسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في بيان: «تمّ بحث سير الاستعداد للمفاوضات السورية السورية في أستانة بأخذ المكالمتين الهاتفيّتين الأخيرتين لفلاديمير بوتين مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والتركي رجب طيب أردوغان»، اللتين تمّ إجراؤهما في وقت سابق.
يُذكر أنّ وزارة الخارجية الروسية أكّدت، الخميس، على لسان المتحدّثة بِاسمها ماريا زاخاروفا، أنّ مفاوضات أستانة من المتوقّع أن تجري في 23 كانون الثاني، وذلك بعد الإعلان عن الأمر من قِبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
ومع اقتراب الموعد المحدّد للمفاوضات في أستانة، تزداد التساؤلات حول حقيقة الموقف الأميركي من هذه الفرصة الواعدة لوقف الحرب في سورية.
وقال دميتري بيكسوف، الناطق الصحافي بِاسم الرئيس الروسي، أمس، إنّه لا يستطيع القول حتى الآن أيّ شيء بشأن المشاركة الأميركية المحتملة في عملية التفاوض في أستانة. واستطرد قائلاً: «لا شكّ، كلّنا مهتمّون بتحقيق أوسع تمثيل ممكن للأطراف ذات العلاقة بآفاق التسوية السياسية في سورية، لكن لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال بالتفصيل في الوقت الراهن».
من جهته، قال أمين سرّ ما يُسمّى «المبادرة الدبلوماسية الشعبية السورية» محمود الأفندي، إنّ «الفصائل المسلّحة للمعارضة طالبت بنشر مراقبين دوليّين عند خطوط التماس مع القواتِ السورية كشرط قبل التوجّه إلى لقاء أستانة».
وقال الأفندي: «إنّ ممثّلي الفصائل المسلّحة الـ32، الذين اجتمعوا في أنقرة، اشترطوا وقفاً شاملاً لإطلاق النار في مناطق الاشتباك كافة خلال 48 ساعة، ومن ثمّ نشر مراقبين دوليّين لمدة 10 أيام»، من أجل المشاركة في لقاء أستانة، مشيراً إلى أنّه لم يطرأ حتى الآن أيّ تغيير في الموعد المقرّر في 23 كانون الثاني الحالي.
هذا، وأعلنت مديرية الأمم المتحدة لتنسيق المسائل الإنسانية عن عقد مؤتمر للمانحين الدوليّين حول الوضع الإنساني بسورية في هلسنكي يومي 23 و24 كانون الثاني.
من جانبٍ آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي أنّ وزراء خارجية الدول الأوروبية سيبحثون خلال لقائهما المرتقب في بروكسل التحضير لمؤتمر بروكسل للمانحين في نيسان المقبل.
ميدانيّاً، أكّدت وزارة الخارجية والمغتربين السوريّة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول العدون الصهيوني، أنّ هذا العدوان يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات منذ بداية الحرب الإرهابيّة على سيادة واستقلال سورية وحرمة أراضيها، والتي تمّ التخطيط لها في أروقة الاستخبارات «الإسرائيليّة» والفرنسية والبريطانية والأميركيّة وعملاء هؤلاء في السعودية وتركيا وقطر، وغيرها من الدول التي أرادت بسط سيطرتها وهيمنتها على سورية وعلى المنطقة.
وأضافت أنّ الاعتداءات الصهيونية تزامنت مع الهزيمة التي منيت بها المجموعات الإرهابية المسلّحة في شمال سورية ووسطها وجنوبها، وأنّ العدوان الجديد يأتي بعد الاندحار الكبير الذي حلّ بـ«جبهة النصرة» الإرهابيّة وحلفائها في شرق حلب، وبعد المصالحات التي أدّت إلى رحيل الإرهابيّين عن مناطق حول دمشق، وخصوصاً المصالحات في خان الشيح والقنيطرة ودرعا وغيرها من المناطق التي حطّمت أحلام الكيان الصهيوني وحلفائها الغربيّين وعملائها من الإرهابيّين السعوديّين والقطريّين.
على صعيدٍ آخر، دخلت ورش الصيانة إلى منشأة نبع عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق لإصلاح شبكات المياه المتضرّرة، والتي تغذّي العاصمة دمشق بالمياه.
يأتي ذلك بعد سيطرة الجيش السوري على بلدتَيْ عين الفيجة وبسيمة في محيط وادي بردى عقب فرار المجموعات المسلّحة باتجاه بلدة عين الخضرة القريبة، وهو ما أكّده المرصد السوري المعارض.
وأكّد محافظ ريف دمشق للتلفزيون الرسمي السوري أمس، دخول مهندسين محطة الضخّ المتضرّرة في منطقة وادي بردى بالاتفاق مع مسلّحي المعارضة، وأوضح أنّ إمدادات المياه ستعود قريباً إلى العاصمة.
كما نقلت وسائل إعلام سورية عن محافظ ريف دمشق، تأكيده أنّ إصلاح خط المياه من النبع وحتى دمشق سيتمّ خلال ثلاثة أيام، كما سيتمّ اتّخاذ تدابير لإيصال مياه الفيجة إلى دمشق السبت.
من جهته، أكّد وزير الموارد المائية السوري نبيل الحسن، أنّ ورشات الصيانة دخلت إلى عين الفيجة لتقييم الأضرار التي لحقت بالنبع، مضيفاً أنّ الوزارة بانتظار التقارير الأوليّة للقيام بجميع الإجراءات اللازمة لإصلاح ما خرّبته التنظيمات المسلّحة.
بدوره، أوضح وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي، أنّ ورشات الوزارة موجودة إلى جانب ورشات الموارد المائيّة للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في منطقة عين الفيجة لإعادة التيار إلى المضخّات، مشيراً إلى أنّ الجهود مستمرّة لإعادة المياه إلى دمشق.
وفي السياق، سيطر الجيش السوري على كامل بلدة بسيمة بعد فرار المجموعات المسلّحة باتجاه بلدتي عين الخضرة وعين الفيجة في منطقة وادي بردى بريف دمشق.
وأشار الإعلام الحربي إلى وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلّحة عند مدخل بلدة عين الخضرة، وسط أنباء عن تمكّن الجيش من السيطرة عليها أيضاً.
وأجرت روسيا في وقت سابق، اتصالات مكثّفة مع إيران وتركيا والأمم المتحدة لحلّ قضية توريد المياه لدمشق في أقرب وقت.
وقال مصدر دبلوماسي روسي قريب من فرق العمل التابعة لمجموعة دعم سورية، إنّ الوفد الروسي بجنيف، الذي شارك أول أمس في اجتماع أمميّ حول الوضع الإنساني بسورية، طرح أمام المشاركين في الاجتماع موضوع معاناة الـ5.5 مليون سوري، المحرومين من الوصول إلى مياه الشرب بسبب عمل تخريبيّ من جانب المتمرّدين في وادي بردى.
وسبق للمبعوث الأمميّ إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن حذّر من أنّ قضية قطع المياه عن دمشق قد تؤثّر على عملية التحضير لمفاوضات السلام في أستانة.
بدورها، حمّلت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، إرهابيّين يسعون لإفشال الهدنة في سورية، المسؤولية عن منع مياه الشرب عن 5.5 مليون شخص في دمشق وضواحيها، عن طريق تلويث مياه النبع في عين الفيجة بالمازوت. وذكّرت بأنّ هذه الجريمة، التي وصفتها بأنّها إرهابية، وقعت عشيّة احتفال مسيحيّي سورية بعيد الميلاد.
وتساءلت قائلة: «هل سيواصل شركاؤنا وصف هؤلاء الإرهابيّين بأنّهم معتدلون؟ عندما نتحدّث عن الإرهاب، يدور الحديث ليس عن التفجيرات والانتحاريين فحسب، بل وعن الإضرار المتعمّد بمنشآت البُنية التحتيّة المدنيّة».