أساتذة عاجيّون حاولوا احتجاز تلامذة لبنانيين
في حادث لافت، توجّه عدد من الأساتذة والطلاب من المدارس الرسمية في أبيدجان إلى إحدى المدارس الفرنسيّة الخاصة في العاصمة العاجيّة واحتجزوا تلامذة يحملون الجنسيات اللبنانية والفرنسية وطلبوا منهم والطاقم التعليمي التضامن معهم في إضرابهم، احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم، بهدف الضغط على المسؤولين في العاصمة العاجيّة للحصول على مطالبهم، ولا سيّما بعدما قامت السلطات هناك بدفع مستحقّات العسكر.
وعمد المحتجّون إلى ضرب التلامذة عند مقاومتهم لهم، واحتجزوهم في الطوابق السفلية للمدرسة وعملوا على تحطيم سيارات الأهالي الذين هرعوا إلى المدرسة لإنقاذ أولادهم، وتمكّنوا بالتنسيق مع قوة عسكرية فرنسية تابعة للسفارة هناك والتي هرعت على الفور إلى مكان الاحتجاج، من إخراج أولادهم من المدرسة.
كما هدّد المحتجّون بنقل تحرّكهم إلى مدارس أخرى في العاصمة العاجيّة، الأمر الذي جعل أهالي التلامذة يتوجّهون بسرعة إلى المدارس المهدّدة لإخراج أولادهم وسط انتشار كثيف للمحتجّين في الشوارع المؤدّية إلى المدارس.
وعلى الأثر، أعلن القائم بأعمال السفارة اللبنانية في أبيدجان وسام كلاكش، أنّه لم يتمّ احتجاز تلامذة لبنانيّين، والمضربون دخلوا حرم المدرسة فقط والوضع راهناً تحت السيطرة، مشيراً إلى أنّ «المدرسة أُخليت ولا يوجد تلاميذ لبنانيّون أو فرنسيّون محتجزون داخلها».
إلى ذلك، وزّع المكتب الإعلامي لوزير الخارجية جبران باسيل بياناً، جاء فيه أنّ القائم بالأعمال في سفارة لبنان في أبيدجان أفاد أنّ عدداً من الأساتذة والطلاب عمدوا في مدارس رسمية في العاصمة العاجية، واحتجاجاً على عدم التضامن معهم في إضراب القطاع العام، للدخول إلى حرم مدرسة فرنسية خاصة تضمّ طلاباً لبنانيين يشكّلون ثلاثين في المئة من مجمل عدد الطلاب. وحصلت أعمال شغب واعتداء بالضرب على بعض أفراد الهيئة التعليميّة والطلاب، نتج عنها إصابات طفيفة.
وعلى الأثر، تدخّلت قوات فرنسيّة خاصة بالتنسيق مع الشرطة العاجيّة لضبط الوضع. ولم تُسجّل أيّة عملية خطف أو احتجاز لأيّ لبنانيّ في المدرسة التي تمّ إخلاؤها.
في المقابل، أعلن أولياء أمور طلاب لبنانيّين أنّ الأمور هدأت بعد أوقات عصيبة عاشها الجميع، وأنّ الطلاب هم الآن في منازلهم ولم يُتّخذ قرار بعد ما إذا كانوا سيداومون في الأيام المقبلة بشكل عادي أو أنّهم سينتظرون حلّ مشكلة الرواتب وانتهاء الاحتجاجات.
بدوره، أعلن أحد أولياء الطلاب وليد يزبك، أن المحتجين دخلوا ملعب المدرسة، وسرعان ما لحقت بهم عناصر من الشرطة وتمكنت من إخراجهم بعد إطلاقهم التهديدات في حق كل من يوجد في المدرسة. وتمكن الأهالي بعدها من اصطحاب أولادهم وهم بخير. ونفى أن يكون قد تم التعرض بالضرب أو الاعتداء على الطلاب اللبنانيين، مشيراً إلى انهم في انتظار ما سيجري ليقرروا متى بامكانهم العودة لإرسال أولادهم بشكل طبيعي إلى المدرسة.