ترامب ينتقد التدخّل الروسي في سورية!.. وإيران تقدّم مشروعاً لإنهاء الأزمة
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وردّاً على سؤال حول تقييمه للتدخّل الروسي في الأزمة السورية: «هذا سيّئ جداً»، وذلك في ما يُناقض تصريحاته التي رافقت جولاته الانتخابية. مضيفاً أنّه كانت هناك إمكانيّة لدى الولايات المتحدة لتعمل شيئاً في الأزمة السورية ، ولكن الآن أصبح «الوقت متأخّراً جداً».
ووصف ترامب الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية بـ«الفظيع»، بحسب تعبيره.
يُذكر أنّ روسيا أعلنت مراراً أنّ طائراتها الحربية لم تستهدف منشآت مدنيّة في سورية، وأنّ كافة الاتهامات في هذا الصدد تفتقر إلى الأدلّة.
تصريح ترامب هذا جاء في أثناء مقابلته أول أمس، مع صحيفتي «Times» البريطانية و«Bild» الألمانية، حيث قال: «يجب على الناس أن يتّفقوا بعضهم مع البعض الآخر، وأن يفعلوا ما يجب عليهم فعله، لكي يتصرّفوا بشكل عادل».
من جهةٍ أخرى، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس، أنّ إيران قدّمت مشروعاً يتألّف من 4 مواد لإنهاء الأزمة السورية الحالية، والذي ينصّ على وقف إطلاق النار فوراً وتنفيذ الإصلاحات وتبلور الحوار الداخلي وإجراء الانتخابات الشاملة.
وأشار شمخاني في مقابلة مع فصليّة دراسات السياسة الخارجية في طهران، إلى أنّ المساعي التي تبذلها أميركا أو دول أخرى وتتّخذ القرارات نيابة عن الشعب السوري، وتحدّد من له أهلية الترشّح أو عدم أهليّته، فإنّ ذلك يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ورأى شمخاني أنّ أميركا اليوم، ودول أخرى كالسعودية، تسعى إلى إلغاء سورية من محور المقاومة عبر ذريعة حقوق الشعب السوري، بينما الديمقراطية في سورية أفضل بكثير مقارنةً مع معايير الشرق الأوسط والدول التي تدعمها أميركا، بحسب قوله.
وتطرّق شمخاني إلى الانتصارات الاستراتيجية للجيش السوري في شرق حلب، معتبراً أنّ تحرير حلب وتطهير المناطق المحيطة بدمشق عبر العمليات العسكرية والمصالحة السياسية دليل على نجاح استراتيجية سورية إيران روسيا وجبهة المقاومة المشتركة، مقابل التحالفات الإعلامية للمحور الأميركي.
ونوّه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بالموقع الاستراتيجي لمدينة حلب، مضيفاً أنّ انتصار حلب كشف الكثير من خفايا الدعم المباشر لبعض الدول لجبهة الإرهاب، بينما كانت تلك الدول تتنصّل من وجود العلاقة بينها وبين هذه الجماعات.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، مع نظيريه الإيراني جواد ظريف، والتركي مولود جاويش أوغلو، في اتصال هاتفي سير عملية التحضير لمفاوضات أستانة بشأن سورية. مشدّداً على ضرورة الالتزام الصارم بنظام وقف الأعمال القتالية الذي تمّ إعلانه في الجمهورية العربية السورية.
كما شملت المباحثات بين الوزيرين «عدداً من القضايا الملحّة في مجال التعاون الروسي التركي».
وشدّد الوزراء الثلاثة، على «ضرورة مواصلة التنسيق في سياق إجراء مفاوضات أستانة بين الأطراف السوريّة»، والمقرّر عقدها في 23 كانون الثاني الحالي.
وكان لافروف بحث أيضاً مع نظيره الكازاخي خيرت عبد الرحمانوف التحضيرات للقاء أستانة الدولي حول الحلّ في سورية.
وفي السّياق، أعلنت فصائل أنقرة المسلّحة موافقتها على المشاركة في مباحثات أستانة بعد اجتماع لها في العاصمة التركية، مشيرةً إلى أنّها تعمل الآن على تشكيل وفد مفاوض عنها.
يأتي ذلك في وقت أكّدت فيه مصادر تخلّي أغلب الفصائل عن شرط وقف إطلاق النار الشامل قبل الذهاب إلى المباحثات.
على صعيدٍ آخر، دعا النائب الأردني عبد الكريم الدغمي، أمس، إلى تفعيل العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية للمساهمة في إيجاد حلّ نهائي لما يجري في سورية.
وقال الدغمي، خلال كلمة له أمام مجلس النوّاب: «سورية ستتحرّر من الإرهاب في القريب العاجل، ونحن نعلم بجميع الأطراف الخفيّة التي تلعب دوراً في تدمير الشعب السوري».
وحول اللاجئين السوريين، قال الدغمي: «إنّهم ليسوا قدراً، فمرحباً بهم، وكلّ نقطة دم تسيل كأنّها من دمنا وأقاربنا، ولكن لا يجوز أن نكون شمّاعة لكلّ أزمة في المنطقة». وتابع متسائلاً: «لماذا لا يحصل تفاهم مع الدولة السورية لكي يرجعوا.. بعض مناطق اللاجئين التي قدموا منها لا يوجد فيها حرب».
وثمّن الدغمي إعلان رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، الفريق محمود فريحات، بوجود تعاون مع الحكومة والجيش السوريَّين، داعياً إلى حوار مع «الدولة السورية والجيش السوري النظامي».
وقال الدغمي: «ستتحرّر سورية من الإرهاب.. شاء من شاء وأبى من أبى.. وستعود واقفة على قدميها سورية عربية».
ميدانياً، تتواصل العمليات العسكرية في عدد من مناطق وادي بردى بين وحدات من الجيش السوري من جهة، والفصائل المسلّحة بقيادة «جبهة فتح الشام» النصرة سابقاً من جهةٍ أخرى.
وتتركّز الاشتباكات في محورَي عين الفيجة والحسينية، بينما ينفّذ الجيش السوري عمليّة عسكرية على محاور كفير الزيت ودير قانون ودير مقرن، التي تطلّ على بلدة عين الفيجة ونبعها.
وفي السياق نفسه، واصلَ الجيش السوري تصدّيه لهجوم مسلّحي تنظيم «داعش» الإرهابي على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، حيث استهدف سلاح الجو تجمّعات وتحرّكات المسلحين جنوب شرقي البانوراما ومحيط المهندسين وجبال الثردة جنوب المدينة بالتزامن مع قصف بالقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، موقعاً العشرات من القتلى والجرحى في صفوف مسلّحي التنظيم جنوب شرقي البانوراما، كما أوقعت 18 إرهابيّا منهم، جميعهم من جنسيّات أجنبية، في محيط البانوراما وعند جسر الرقة ومحيط حقل التيم وقرى كباجب والحسينية والجنينة وقرية البغيلية ومحيط جبل الثردة وجنوب المطار، ودمّرت رتل آليات مزوّداً برشاشات ثقيلة.
وفي محيط تدمر، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرّة بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم «داعش» في محيط مطار التيفور العسكري ومحيط قرية شريفة بريف حمص الشرقي، وسط أنباء عن خسائر بشريّة في صفوف الطرفين، وترافقت الاشتباكات مع قصف الجيش السوري لمواقع عناصر «داعش» في أطراف مدينة تدمر ومحيط حقلَي شاعر وآرك بريف حمص الشرقي. كما دارت اشتباكات عنيفة بين المسلّحين ووحدات الجيش السوري في جبهتي كرم الرصاص وأوتستراد دمشق – حمص، ترافق مع قصف صاروخي على مناطق الاشتباك.