ألا تُحمى الطائرات المدنية إلا بقتل نوارس الأوزاعي؟

كان القرار الاعتباطي بقتل النوراس في محلة الأوزاعي لحماية طائرات الميدل إيست وغيرها، ارتجالاً في سلسلة الارتجالات التي أصبحت تسم آلية القرارات في لبنان.

قبله ارتجال استحداث مكب الكوستابرافا على مدخل بيروت الجنوبي، وفي محاذاة مدارج المطار الغربي والجنوبي والأوتوستراد الساحلي!

إذ كيف يسمح المعنيون باتخاذ قرار إنشاء مطمر لأنفسهم بتحديد مكانه قرب هذه المنشآت وفي محاذاتها، ولا يأخذون في الاعتبار شــروط السلامة المدنية!

ومع ارتفاع أعداد طيور النورس في محيط مطار بيروت الدولي وتشكيلها خطراً داهماً على سلامة الطيران المدني، اتخذ رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط، قراراً يقضي بقتل طيور النورس ريثما تجد السلطات اللبنانية حلاً جذرياً لهذه الأزمة.

قرار القضاء على طيور النورس كان محل اعتراض العديد من الجمعيات الناشطة لا سيما أنه يؤثر على سلامة البيئة في لبنان. وهذا الاعتراض تبلور أمس في حركات احتجاج واعتصام في محلة المطمر وفي مستديرة الكولا وغيرهما.

على الأثر، قال رئيس مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام أدونيس الخطيب: «مجزرة طيور النورس معيبة، لأنها تشوّه صورة لبنان وتظهر أننا لسنا حضاريين، لأن طائر النورس ليس للصيد، وحل قتل الطيور بهذا الشكل غير علمي أبداً. نحن نستنكر هذا الأمر ونقول إنه يجب على الدولة التوجه للحلول العلمية ومعالجة ملف النفايات». وأضاف: «لا شك أن الدولة تمر بمأزق في موضوع النفايات وللأسف لم تحل هذه المشكلة الأساسية واتجهت إلى الانتقام من طير النورس الذي هو بالأساس يعتبر «زبّال البحر» ويساعد على تنظيف شواطئنا وهو مؤشر على صحة البحر».

من جهته، أكد وزير البيئة طارق الخطيب أنه بين حياة الناس وحياة الطيور لا أحد سيختار الطيور، مشيراً إلى أنه «تم اللجوء إلى هذا الأمر بعد نفاد الحلول، ولكن لا علاقة لوزارة البيئة لدعوة الصيادين إلى اصطياد الطيور بل الإدارة المعنية في المطار هي من اعتمدت طريقة قتل الطيور كحلّ مؤقت من أجل سلامة الطيران».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى