منفذ هجوم إسطنبول اعترف بجريمته
ذكر تقرير، نشره مركز الاستخابرات في الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان ينوي القيام بعملية تطهير لقوى معارضة داخل الجيش، قبل محاولة الانقلاب في تموز 2015. وهنأ نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، أمس، الشرطة التركية على اعتقالها المسلح الذي يشتبه في قتله 39 شخصا في ملهى بإسطنبول، ليلة عيد رأس السنة.
وقال قورتولموش، وهو أيضا المتحدث باسم الحكومة، في تغريدة على «تويتر»: «أهنئ شرطتنا التي أمسكت بمرتكب مذبحة أورتاكوي». وأضاف: «حربنا ضد الإرهاب والقوى التي تقف وراءه، ستستمر حتى النهاية».
وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت، مساء الاثنين، بأن قوات الأمن ألقت القبض على منفذ هجوم ملهى «رينا» الليلي، بعد مرور أكثر من اسبوعين على هربه من مكان الجريمة. موضحة أن الشرطة تمكنت من اعتقال الأوزبكستاني عبد القادر مشاريبوف، الملقب بـ «أبو محمد الخرساني» في إطار عملية أمنية نفذت بمنطقة إيسينيورت في مدينة إسطنبول.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن الشرطة تجري استجوابا للإرهابي بعد إلقاء القبض عليه.
وفي السياق، أعلن محافظ اسطنبول واصب شاهين، أمس، أن مشاريبوف تلقى تدريبا في أفغانستان. وإنه اعترف بارتكابه الجريمة. وعلى حد قوله، فإن بصمات مشاريبوف تدل على أنه منفذ العملية بالفعل، مشيرا إلى أن الإرهابي البالغ 33 عاما يتحدث بأربع لغات.
وأشار شاهين إلى أن الأمن التركي القى القبض على المتهم، بعد عملية استمرت أكثر من أسبوعين، بمشاركة ألفي ضابط شرطة، تم خلالها مداهمة 152 منزلا وتوقيف 50 شخصا. وفي نهاية المطاف، اعتقل مشاريبوف في شقة فاخرة بمنطقة باشاك شهير، حيث كان يختبئ تحت سرير أثناء عملية المداهمة. وبالإضافة إلى مشاريبوف، تم إلقاء القبض على رجل عراقي و3 نساء من مصر ودول إفريقية أخرى. وواصلت الشرطة تفتيش الشقة لمدة ست ساعات، وعثرت خلال هذه الفترة على مبلغ قدره 197 ألف دولار وسلاحيْن نارييْن وطائرتين مسيرتين صغيرتين. وتابع قائلا: من الواضح أن مشاريبوف نفذ الهجوم بطلب من «داعش».
وأشارت قناة «خبر ترك» إلى أن مشاريبوف كان يختفي في خمس شقق سرية، بعد أن تمكن من الهرب قبل إلقاء القبض عليه.
يذكر أن الهجوم على ملهى «رينا»، أسفر عن مقتل 39 شخصا، بينهم 16 أجنبيا وإصابة 65 أخرين. وكان تنظيم «داعش» الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
على صعيد آخر، ذكر تقرير، نشره مركز الاستخابرات في الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان ينوي القيام بعملية تطهير لقوى معارضة داخل الجيش، قبل محاولة الانقلاب في تموز 2015. بما يتعارض مع الرواية الرسمية للسلطات التركية، التي تتهم رجل الدين المعارض المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بتدبير المحاولة من منفاه بالولايات المتحدة.
وطالبت أنقرة السلطات الأميركية مرارا، بتسليمها غولن، لكن واشنطن طالبت بأدلة واضحة على ضلوعه في محاولة الانقلاب، قبل اتخاذ قرار قضائي بشأن ترحيله.
وبحسب ما نقلته صحيفة «ذا تايمز» البريطانية عن التقرير، فإن محاولة الانقلاب دبرها معارضون لأردوغان ولحزبه العدالة والتنمية ، داخل مؤسسة الجيش، استباقا لحملة وشيكة توقعوا أن تستهدفهم.
وأفادت الصحيفة، أن القرار تم اتخاذه من ضباط يضمون أنصارا لغولن وآخرين متشبعين بالنظام العلماني الأتاتوركي وعناصر معارضة لحزب العدالة، فضلا عن عناصر وصفها التقرير بالانتهازية، مما يعني أن أمر تنفيذ الانقلاب لم يصدر عن فتح الله غولن نفسه، حسب ما أفاد به التقرير الصادر في 24 آب 2016.
ويوضح التقرير أن أردوغان كان قد بدأ حملته ضد أنصار غولن والعلمانيين في الجيش، منذ 2014، بعدما ظلت المؤسسة العسكرية إحدى آخر معاقل العلمانية في تركيا. وبعدما عين أنصار غولن أتباعهم في المناصب العليا في الشرطة والقضاء وغيرها من المؤسسات. وبنوا شبكة مكنتهم من التأثير على الوضع في البلاد والسيطرة على أنشطة الرئيس أردوغان. إلا أن الوضع تغير، بعد أن بدأ أردوغان عملية تطهير في إدارة الشرطة والدولة العام 2014 وإضعاف منظومة غولن، فضلا عن استهداف المعارضة الأخرى مثل الكماليين ونشطاء المجتمع المدني.
ووفقا لوكالات الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي، فقد تم تنفيذ محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة، إثر ورود تقارير عن عملية تطهير بدأت تنتشر في الأيام التي سبقت محاولة الاستيلاء على السلطة في 15 تموز 2016.
وأشار التقرير إلى أن أردوغان استغل محاولة الانقلاب الفاشلة وحالة الطوارئ، لإطلاق حملة واسعة ضد المعارضين لحزبه.