الأسد: نأمل بأن تكون الإدارة الأميركيّة الجديدة صادقة بتشكيل تحالف حقيقي وواقعي لمحاربة الإرهاب
قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنّه ليس لدى دمشق توقّعات من مؤتمر أستانة، «بل آمال بأن يشكّل منبراً لمحادثات بين الأطراف السوريّين».
الأسد، وفي حديث لقناة «تي بي أس» اليابانية بُثّ أمس، أكّد أنّ الأولويّة من لقاء أستانة هو «التوصّل لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات»، معتبراً أنّ اللقاء يشمل محادثات مع المجموعات المسلّحة، التي يعني انضمامها للمصالحات تخلّيها عن السلاح والحصول على العفو.
وقال الرئيس السوري، إنّه ليس من الواضح ما إذا كان مؤتمر أستانة سيتناول أيّ حوار سياسي، لأنّه ليس واضحاً من سيشارك فيه.
الأسد: نأمل أن تكون الإدارة الأميركيّة الجديدة صادقة
كما أعرب الرئيس السوري عن أمله بأن تكون الإدارة الأميركية الجديدة «صادقة بتشكيل تحالف حقيقي وواقعي لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، بما فيها الإرهاب في سورية».
وحول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أشار الأسد إلى أنّه «إذا أردنا اختيار الجانب الذي يمكننا القول إنّه جيد في خطابات ترامب خلال حملته الانتخابية، فهو أولويّتنا اليوم والمتمثّلة بمحاربة الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ «مختلف وسائل الإعلام، بما فيها الأميركية، تعتبر أنّ من غير الممكن التنبّؤ بسياسات ترامب، لأنّهم لا يعرفون سوى القليل عن رؤيته».
إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي سير التحضيرات لمفاوضات أستانة بين أطراف الأزمة السورية والتسوية الأوكرانية ومسائل الأجندة الروسية الداخلية.
وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي بهذا الشأن أمس: «في سياق التسوية السورية، جرى تبادل الآراء حول التحضيرات للمفاوضات السورية السورية المقرّر عقدها في أستانة يوم الاثنين المقبل».
وأضاف بيسكوف: «وعلى ضوء الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم أمس بين الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تمّ كذلك بحث سير تنفيذ اتفاقات مينسك مع التركيز على عدم الرضا من وتائر تنفيذ كييف لبنود الوثيقة المعنيّة».
يُذكر أنّ المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية بمشاركة ممثّلي دمشق والمعارضة، بما في ذلك المعارضة المسلّحة، ستبدأ في 23 كانون الثاني. وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأنّ اللقاء سيستمر عدة أيام.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن أمس أنّ روسيا وجّهت للولايات المتحدة دعوة للمشاركة في مفاوضات أستانة المقرّرة في 23 من الشهر الحالي.
وردّاً على سؤال حول ما هي شروط توجيه هذه الدعوة للولايات المتحدة، قال لافروف في تصريح صحافي: «لقد دعوناها».
من جانبه، أوضح نائب لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أنّه سلّم الدعوة للسفير الأميركي لدى روسيا، جون تيفت، خلال لقاء معه. وأشار بوغدانوف إلى أنّ الرسالة التي تضمّنت الدعوة، وقّعها الجانب الكازاخستاني.
وأكّد المكتب الصحافي للسفارة الأميركية في موسكو أنّها تلقّت هذه الدعوة، مشيراً إلى أنّ الوثيقة تمّت إحالتها إلى واشنطن.
بدورها، قالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنّ الجانب الأميركي لم يردّ بعد على هذه الدعوة.
كما شدّدت زاخاروفا في هذا السياق إلى غياب أيّ خلافات ملموسة بين الأطراف الضامنة لمفاوضات أستانة، أي روسيا وإيران وتركيا، بشأن المشاركة الأميركية في الاجتماع، موضحة أنّ ممثّلين عن هذه الدول يتواصلون دائماً لحلّ جميع القضايا الخاصة بتنظيمه بصورة سريعة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ إيران أعلنت، الثلاثاء الماضي، على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، عن معارضتها لمشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات أستانة بشأن تسوية الأزمة السورية.
وردّاً على سؤال حول موقف إيران من مشاركة واشنطن في الاجتماع، قال ظريف في حديث لوكالة «تسنيم» الإيرانيّة للأنباء: «نعارض مشاركة أميركا في الاجتماع، ولم نوجّه دعوة للولايات المتحدة، ونحن ضدّ مشاركتها».
وجاء هذا التصريح بعد أن قال وزير الخارجية الروسي، إنّ من الصائب توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى ممثّلي الأمم المتحدة والإدارة الأميركيّة الجديدة.
وكانت الخارجية الروسية كشفت أنّ وفد المعارضة السورية المسلّحة إلى مباحثات أستانة يضمّ أربعة عشر فصيلاً، داعيةً إلى توسيع قائمة المشاركين.
وفي السِّياق، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أنّ مبعوثها الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، سيترأّس وفدها إلى مفاوضات أستانة حول تسوية الأزمة السورية.
يأتي ذلك بعد أن أصدر المكتب الصحافي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بياناً قال فيه إنّه كلّف ستيفان دي ميستورا بترؤّس وفد المنظمة إلى اجتماع أستانة المقرّر عقده في 23 من الشهر الحالي.
وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحافي لغوتيريش: «طلب الأمين العام من السيد دي ميستورا أن يترأّس فريق الأمم المتحدة في هذه المفاوضات، أخذاً بعين الاعتبار مدى عقدة وأهمية المسائل التي من المتوقّع طرحها في أستانة، وكذلك المستوى العالي لتمثيل منظّمي الاجتماع».
وأشار البيان إلى أنّ «الأمين العام يأمل في أن يشكّل اجتماع أستانة خطوة إيجابيّة في سياق استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف».
وأكّد البيان، أنّ دعوة المبعوث الأممي للمشاركة في مفاوضات أستانة تمّ توجيهها من قِبل روسيا وتركيا وإيران.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الثلاثاء الماضي، على لسان فرحان حق نائب المتحدّث الرسمي بِاسم أمينها العام، أنّها تلقّت دعوة للمشاركة في مفاوضات أستانة بين أطراف الأزمة السورية، مشيرةً إلى أنّ المنظمة سيمثّلها في الاجتماع رمزي عزّ الدين رمزي، نائب ستيفان دي ميستورا.
ميدانيّاً، أحرز الجيش السوري والقوات المتحالفة معه تقدّماً جنوب مطار التيفور وشرق القريتين باتجاه قرية الباردة وتلالها في بادية تدمر بريف حمص.
وفي ريف حلب، تقدّم الجيش السوري وحلفاؤه على أكثر من محور، واستعادوا السيطرة على قرية عفرين وعدّة نقاط في محيط بلدة أبو الكروز الحمامات جنوب شرقي خناصر في ريف حلب الشرقيّ إثر اشتباكات مع مسلّحي تنظيم «داعش».
وكان مسلّحو حركة نور الدين الزنكي قد خرقوا مجدّداً اتفاق وقف الأعمال القتالية، وقصفوا الأحياء الغربية لحلب بعشرات قذائف الهاون وأسطوانات الغاز المتفجّرة.
وفي ريف دمشق، استعاد الجيش السوريّ السيطرة على مرتفع عريض السمن، الذي يشرف على بلدة إفرة وأجزاء من الجرود في منطقة وادي بردى.
هذه السيطرة جاءت بعد دخول الجيش السوريّ بلدة إفرة التي تُعدّ أحد أهمّ معاقل «جبهة النصرة» في المنطقة، لامتلاكها موقعاً جغرافيّاً قرب جرود قرى بردى، وقد عرض الإعلام الحربيّ مشاهد للمعارك هناك.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه حرّروا بلدة بسّيمة في منطقة وادي بردى شمال غربي دمشق في 12 كانون الثاني، وهي أقرب البلدات إلى بلدة عين الفيجة مصدر المياه الرئيسي لسكّان العاصمة السورية.