أفقهي لـ «المنار»: عدم التنسيق مع سورية سيكلف واشنطن ثمناً غالياً
رأى الخبير في الشؤون الإيرانية هادي أفقهي «أنّ الحديث عن أنّ إيران والمقاومة في المنطقة محاصرتان، غير دقيق أبداً». وقال: «نرى ذلك من خلال جولة سريعة على المنطقة، ففي العراق داعش يتراجع، وفي سورية الجيش السوري يتقدم على مختلف الجبهات، وفي فلسطين انتصرت المقاومة في عدوان الـ 50 يوماً، وفي اليمن الشارع يحاصر الحكومة ويدعو إلى تشكيل حكومة جديدة، وحتى في أوكرانيا استطاعت روسيا ضمّ القرم بالرغم من كلّ الضغوطات، فبهذه النظرة السريعة نرى فشل مغامرات ومخططات أميركا وحلفائها العرب».
وأكد أفقهي «أنّ داعش ليس جديد الولادة إنما تغير فقط دوره في المنطقة لاستخدامه في السيطرة على النفط، وهو باختصار «شركة تعاونية» تشترك فيها قوى إقليمية ودولية ومحلية، وهو واجهة خلفها الكثير من التنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة والتي تهدّد أمنها».
وفيما يخصّ التحالف الدولي ضدّ «داعش»، قال أفقهي: «إنّ هذا التحالف ولد ميتاً، وكلّ الدول المشاركة فيه مرتهنة و متورطة في دماء شعوب المنطقة، والأفشل هو مقررات مؤتمري جدة و باريس»، مضيفاً: «عندما فشل الإرهاب في تحقيق مخططاته قررت أمريكا أن تدخل بنفسها على الخط لتحجيم داعش وليس للقضاء عليه كما حصل مع طالبان والقاعدة الذين تستخدمهم أميركا في الوقت المناسب ولم تقض عليهم».
وأشار أفقهي إلى أنّ «إيران تعتبر كل هذا الصراع في المنطقة والتجييش الإعلامي مهزلة، لكنها تغطي مؤامرة كبيرة، و إيران رفضت التعاون مع أميركا في سياق مكافحة داعش، لأنه أساساً باطل ومجرد استعراضات»، مشيراً إلى «أنّ موقف السيد خامنئي حسم الموضوع بأننا لن نشارك في هكذا تحالفـ«. وسأل: «كيف لأميركا التي أسست داعش ودعمتها أن تقتله، وهي التي أوجدته لتمرير مشاريعها في المنطقة»؟
وإذا استبعد أفقهي ذهاب أميركا إلى التنسيق أمنياً مع الحكومة السورية، اعتبر «أنّ سورية لم تمانع ذلك ولكنّ السيادة خط أحمر، وفي حال عدم التنسيق فإنّ ذلك سيكلف واشنطن ثمناً غالياً»، مؤكداً «أنّ الإعلان عن تدريب المعارضة المسلحة هو ضحك على الذقون، ولا يمر على شعوب المنطقة».
وعن ردّ فعل محور المقاومة حيال التحالف، قال أفقهي :»إننا في سورية لن نستبق الأحداث وسننتظر كيف ستتصرف أميركا ونذكر أنه عندما أعلنت أميركا الضربة على سورية العام الماضي صرح السيد خامنئي أنّ المنطقة بكاملها ستحترق في حال حصول ذلك». وأضاف: «إيران تدعم العراق وتدرب وتسلح الجيش العراقي وذلك عبر معاهدات أمنية ثنائية، وهذا قانوني مئة في المئة وضمن الشرعية الدولية».
أما عن الدور السعودي في دعم الإرهاب، أكد أفقهي «أنّ زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى السعودية كانت زيارة إخطار، أكثر منها زيارة تفاهم، والسعودية إلى الآن مستمرة في دعم الإرهاب وفي مغامراتها في حلّ مشاكلها عن طريق إزكاء النزاعات في المنطقة وتمويلها».