ترامب: أميركا أولاً وسنزيل «التطرف الإسلامي» عن وجه الأرض
تعهد الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، في أول خطاب له بمنصبه، بعد تأديته اليمين الدستورية في واشنطن، بأن أميركا ستأتي أولاً وقبل كل شيء. وأن إدارته ستكون في خدمة جميع الشعب الأميركي بصرف النظر عن اختلافاتهم. وشدد على أنه سيقضي على ما وصفه بـ«التطرف الإسلامي» وسيزيله من على وجه الأرض. كما قال إنه ملتزم بالتخلص من خطة أوباما بشأن المناخ.
وقال دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه، أمس، على مدارج مبنى الكابيتول: «سنوحد العالم ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف. وسنمحيه من على وجه الأرض». وشدد على أن أميركا لن تسعى لفرض أسلوبها في الحياة على الدول الأخرى وإنما ستحاول أن تكون مثالاً يُحتذى به. مضيفاً: «سنحافظ على التحالفات القديمة وسنبني أخرى جديدة».
وخاطب الشعب الأميركي بقوله: معا سنحدد طريق ومسار الولايات المتحدة والعالم، في قادم السنوات، سنواجه الصعاب والعوائق ولكن سنعمل على تجاوزها. وتابع: «نحن اليوم لا ننقل السلطة من إدارة إلى أخرى، أو من حزب إلى آخر، بل نحن نتداول السلطة من واشنطن إليكم أنتم أيها الشعب الأميركي. واشنطن ازدهرت ولكن الشعب لم يشاطرها الثروة، لكن كل هذا سوف يتغير، لأن هذه اللحظة هي لحظتكم. أنه يومكم. انه احتفالكم. والولايات المتحدة هي بلدكم».
وأضاف: «اجتمعنا هنا اليوم لإصدار مرسوم جديد سيُسمع في كل مدينة وفي كل عاصمة أجنبية وفي كل قاعة سلطة، من هذا اليوم فصاعداً، ستحكم أرضنا رؤية جديدة، من هذا اليوم فصاعداً، سيتمحور كل شيء حول أميركا أولاً! أميركا أولاً!».
وتابع: «سيُذكر يوم 20 يناير كانون الثاني عام 2017، بأنه اليوم الذي أصبح الشعب الأميركي حاكم هذه الأمة من جديد». وأعرب عن قناعته بأنه سيواجه المصاعب والتحديات خلال فترة رئاسته ولكنه سينجز المهمة. وانتقد السياسات السابقة قائلا: «مصانعنا تتحول إلى قبور ولا تعليم في مدارسنا والجريمة تمزق البلاد». واختتم كلمته ملقيا الشعار الذي رافق حملته الانتخابية وهو «سنجعل أميركا عظيمة من جديد». وتعهد ترامب بأنه سيُنهي «مجازر» الجرائم. وإنه سـ«يُحارب من أجل أميركا، وأنه لن يخيب آمال الشعب أبداً أبداً أبداًّ!».
ومن أهم الشخصيات التي حضرت حفل التنصيب: الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، الرئيس الأسبق جورج بوش الأبن، الرئيس الأسبق بيل كلينتنون وزوجته هيلاري التي خسرت الانتخابات أمام ترامب. وكذلك، الرئيس الأسبق جيمي كارتر.
وبدأ ترامب، مراسيم التنصيب عبر توجهه برفقة زوجته إلى كنيسة القديس يوحنا، قرب البيت الأبيض في واشنطن، قبل أن يتناولا الشاي مع أوباما وزوجته في البيت الأبيض.
وردد ترامب اليمين الذي ردده كل من سبقه وهو يمسك الكتاب المقدس نفسه، الذي استخدمه ابراهام لينكولن، ليؤدي يمين تولي المنصب. وقال أمام رئيس المحكمة العليا: «أنا دونالد ترامب أقسم بكل جدية اننى سأتولى منصب رئيس الولايات المتحدة بإخلاص. وسوف ابذل كل ما في وسعي وأحافظ عن دستور الولايات المتحدة وأحميه وأدافع عنه. فليساعدني الرب».
وقبل ترامب أدى مايك بنس، بدوره القسم، نائبا للرئيس الأميركي. وأشرف كلارنس توماس، القاضي بالمحكمة العليا، على مراسم أداء القسم.
وارتدى ترامب معطفا وبزة داكنة اللون وربطة عنق حمراء. فيما ارتدت زوجته ثوبا باللون الأزرق. وعندما وصلا إلى مدخل البيت الأبيض، كان في استقبالهما الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع زوجته ميشال أوباما. وبعد التقاط صورة تذكارية عقد الرئيسان لقاء داخل البيت الأبيض.
وكان ترامب وزوجته وأفراد عائلته وصلوا إلى العاصمة واشنطن قادمين من مقر إقامتهم في نيويورك، استعدادا لتنصيبه رئيسا للبلاد. في وقت انتشر فيه عشرات الآلاف من أفراد الوكالات الأمنية ونصبت حواجز لعدة كيلومترات، فيما استعد مئات الآلاف من الأشخاص الذين يخططون للاحتفال، أو الاحتجاج، على تنصيبه. وسط توقعات بأن يتدفق نحو 900 ألف شخص على وسط العاصمة، بما في ذلك على متنزه ناشونال مول، المقابل للكونغرس الأميركي.
وحطت طائرة الرئيس في مطار قاعدة آندروز الجوية العسكرية بولاية ميريلاند، حيث وضع إكليلا من الزهور على ضريح مقبرة أرلنغتون العسكرية، التي تضم رفات قرابة 400 ألف مقاتل أميركي منذ ستينيات القرن التاسع عشر.
والطائرة الرئاسية الأميركية من طراز «بوينغ 747»، تعد أشهر طائرة رئاسية في سلاح الجو الأميركي، حيث يوجد منها نسختان فقط في العالم وهما تحت تصرف سلاح الجو، تستخدم واحدة منهما لتنقلات الرئيس وتعتبر الثانية نسخة احتياطية لها. وتتكون الطائرة الرئاسية الأميركية من ثلاثة طوابق ويبلغ وزنها حوالى 400 طن. والطائرة الخاصة التي يمتلكها الرئيس الجديد للولايات المتحدة، تُصنف ضمن قائمة الطائرات الأكثر رفاهية في العالم، يبلغ ثمنها 100 مليون دولار واستخدمها خلال زيارته البيض الأبيض للقاء باراك أوباما في وقت سابق، إثر فوزه بالسباق الرئاسي.