الجعفري: هدف أستانة تعزيز وقف إطلاق النار.. وعبد اللهيان يحذّر من تحويل الإرهابيّين إلى ساسة اليوم
أكّد رئيس وفد الحكومة السورية إلى أستانا بشار الجعفري، أنّ هدف الاجتماع هناك هو تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، وفصل تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة» عن الجماعات التي قبلت الاتفاق.
وقال الجعفري أمس، على متن الطائرة التي أقلّته والوفد السوري المرافق إلى كازاخستان، إنّ «كلّ اجتماع يخدم المصلحة الوطنية مهمّ للحكومة السورية»، مضيفاً أنّ لكلّ محطة خصوصيّتها وأجندتها الخاصة، وأنّ «البناء على كلّ اجتماع هو الذي يوصلنا في نهاية المطاف إلى برّ الأمان».
وأشار إلى أنّه: «من السابق لأوانه تحديد سقف التوقّعات، ولدينا توجّهات بأن نشارك في الاجتماع مشاركة إيجابية، وأن نستمع وننقل وجهة نظرنا الشعبية والرسمية إلى المشاركين الآخرين».
وحول مشاركة الولايات المتحدة في الاجتماع ممثّلة بسفيرها في كازاخستان، قال الجعفري: «بالنسبة لنا في سورية، هذا الحوار سوري سوري بامتياز، سواء كان في أستانة أو في جنيف أو في موسكو أو في أيّ مكان آخر، ونحن لا نشارك أساساً في توجيه الدّعوات لأحد من الأطراف، بل تشارك في ذلك الأطراف الضامنة التي برمجت الاجتماع، ونحن نأمل أن يكون التحرّك الأميركي أكثر إيجابية وأكثر انخراطاً في دفع الأمور باتجاه الحلّ السياسي».
وفي ما يتعلّق بالدور التركي في الاجتماع، قال الجعفري إنّ تركيا لا تشارك هناك، مؤكّدا أنّ «تركيا دولة تنتهك السيادة السورية وتساعد المجموعات الإرهابية وتعرقل الحلّ السلمي، وبالنسبة لنا لا حوار سوري – تركي على المستوى الحكومي».
وختم الجعفري قائلاً، «إنّ الاجتماع حوار سوري سوري، ولا نسمح أن يكون هناك أيّ تدخّل خارجي أو شروط مسبقة، لكن واقع الحال يقول إنّ الكثير من المجموعات الإرهابية المسلّحة خلفها دول مشغّلة من ضمنها تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ورغم واقعيّتنا الشديدة وحرصنا على أن يكون الحوار سوريّاً، لا يغيب عن ذهننا أنّ الكثير من مشغّلي هذه الأدوات أو المجموعات الإرهابيّة هم دول أجنبية».
هذا، وضمّ وفد الجمهورية السورية إضافة إلى رئيسه بشار الجعفري كلّاً من أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية، ورياض حداد السفير السوري في موسكو، وآخرين.
وكانت وفود روسيا وتركيا وإيران أنهت أمس مباحثات استمرّت لـ6 ساعات على وضع وثيقة نهائيّة تكون أساساً للتفاوض بين وفدَي الحكومة السوريّة و«المعارضة المسلّحة»، من دون التوصّل إلى نتائج.
وأعرب رئيس الوفد الروسي ألكساندر لافرينتيف، أمس، عن أمله أن يتمّ التوصّل إلى اتفاق بهذا الشأن بحلول اليوم الاثنين، قبل الموعد الرسمي المحدّد لبدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين السوريّين.
وقال رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري، إنّ مسألة عقد مباحثات سوريّة سوريّة مباشرة لم تُحسم بعد.
وكان مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أكّد أنّ أيّ حلّ سياسي في سورية يجب ألّا يحوّل إرهابيّي الأمس إلى ساسة اليوم.
وأوضح عبد اللهيان خلال استقباله السفير السوري بطهران عدنان محمود، أنّ «مفاوضات أستانة تُعدّ فرصة مناسبة لجني الثمار السياسيّة المطلوبة من مقاومة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ الانتصارات الأخيرة التي تحقّقت بتضحيات الجيش والقوات الشعبيّة السوريّة، كانت ثمرة لدماء الشهداء السوريّين والإيرانيّين المدافعين عن المراقد المقدّسة وصمودهم في الدفاع عن القِيَم.
وقال عبد اللهيان، إنّ إيران تدافع عن وحدة أراضي واستقلال سورية، وتعتبر أنّ الآليّة الأفضل لإيجاد حلّ سياسي في سورية بأنّها تكمن في الحوار الوطني والاهتمام بصوت الشعب.
من جهته، أعرب السفير السوري بطهران في هذا اللقاء، عن تقديره للمساعدات والدَّعم الذي تقدّمه إيران للشعب والحكومة السورية، لافتاً إلى أنّ الدعم اللامحدود من جانب الشعب والمسؤولين في إيران يرفد ديمومة صمود ومقاومة سورية في مواجهة الإرهاب على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر محمود أنّ مفاوضات أستانة «تشكّل فرصة مناسبة لنعلن للعالم على الصعيد السياسي تأكيدنا على الحوار السوري السوري بدون أيّ تدخّل خارجي، ومواصلة مكافحة الإرهاب».
ميدانيّاً، حرّر الجيش السوري بلدات سرجة صغيرة وسرجة كبيرة ومران بعد تحرير بلدة صوران بريف حلب الشمالي الشرقي، عقب اشتباكات مع تنظيم «داعش».
وبعد سيطرة الجيش السوري على بلدة شامر في ريف حلب الشرقي، نشر الإعلام الحربي المركزي خريطة تُظهر سيطرة الجيش السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي دير الزور، قام الطيران السوري باستهداف تجمّعات «داعش» في جبل الثردة ومزارع البانوراما والمقابر وحيّي العرضي والعمال في دير الزور، بحسب الإعلام الحربي.
وذكرت وكالة سانا، أنّ وحدات من الجيش والقوات المسلّحة دمّرت بتغطية من الطيران الحربي آليّات لمسلّحي تنظيم «داعش»، وأوقعت عشرات القتلى بين صفوفهم في دير الزور وريفها.
ودمّرت وحدة من الجيش بصاروخ موجّه دبابة لتنظيم «داعش» في منطقة المهندسين في محيط جبال الثردة جنوب المدينة وأوقعت قتلى ومصابين في صفوف التنظيم، كما قضت بإسناد من نيران المدفعيّة على مجموعة من «داعش» ودمّرت لها طائرة استطلاع في منطقة المقابر على الأطراف الجنوبيّة لمدينة دير الزور.
واستهدف الطيران الحربي مواقع مسلّحي «جبهة النصرة» في مدينة الرستن وتلبيسة والمزارع المحيطة وتلدو بالحولة بريف حمص الشمالي بعدّة ضربات جوّية، أسفرت عن إيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلّحين.
وأفاد المرصد السوري المعارض بأنّ الجيش السوري قام مساء السبت بإلقاء منشورات وجّه من خلالها رسالة واضحة للجماعات المسلّحة ألقتها طائرات مروحيّة على الراشدين وجمعية الزهراء غرب حلب، وبلدتي خان العسل والمنصورة بريف حلب الغربي.
وجاء في إحدى المناشير تحت عنوان «الرسالة الأخيرة»، أنّ «قرار القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن لا رجعة فيه ولا تهاون.. الضربات القادمة أشدّ وأقسى وأكثر قوة. لدينا من القوّة ما يكفي لسحق الإرهاب ومحوه عن وجه الأرض»، وموقّعة بِاسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة».
وفي سياق متّصل، تحدّثت مواقع إعلاميّة عن قيام «وحدات حماية الشعب» في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، بضبط سيارة تحمل ذخائر لمسلّحي ما يُسمّى بـ «الجيش الحر» قادمة من محافظة إدلب باتجاه مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي.