توقيف مناصرين للأسير في صيدا على خلفيّة العملية الإرهابية الفاشلة في الحمراء ومطالبة بدعم القوى الأمنيّة والتنسيق مع الجيش السوري لمواجهة التكفيريّين
فيما تواصلت التحقيقات مع الإرهابي عمر العاصي والموقوفين محاولة تفجير مقهى «كوستا» في الحمراء، دهمت قوّة من مخابرات الجيش في الجنوب، على خلفيّة التحقيقات، عدداً من الأماكن في مدينة صيدا وجوارها، وأوقفت كلّاً من: محمد م. وهو صاحب ميزان سيارات في محلّة الحسبة، ومروان ح. ويعمل مزيّناً في منطقة تعمير عين الحلوة، محمد د. وهو صاحب محلّ عصائر في محلة زاروب النجاصة، وهلال ع، وجميعهم من مناصري الموقوف الشيخ أحمد الأسير.
إشادات
ولليوم الثاني على التوالي، توالت الإشادات بالإنجاز الأمني، إذ أكّد مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام زواره، أنّ «الدين الإسلامي براء من الأعمال الإجراميّة والإرهابيّة، وأنّ لبنان أمنه ممسوك بدليل نجاته من كارثة انتحاريّة كادت أن تقع في شارع الحمراء لولا الإنجاز المشترك الذي قام به الجيش اللبناني وفرع المعلومات في كشف المجرم قبل قيامه بعمليّته الإجراميّة لزعزعة الأمن». وهنّأ القوى الأمنيّة الساهرة على «أمن وسلامة الوطن بهذا العمل المميّز في حفظ الأمن والاستقرار وأرواح الآمنين الأبرياء». ودعا إلى «دعم الجيش والقوى الأمنيّة لمواجهة الإرهاب، بتعزيز قدراتهم العسكريّة واللوجستيّة لصدّ الاعتداءات وإفشال المخطّطات والمؤامرات على لبنان».
نوّاب حاليّون وسابقون
من جهته، اعتبر النائب الوليد سكريّة، «أنّ الوحدة الوطنيّة والاهتمام في الشأن المعيشي من شأنهما قطع الطريق على أيّة ذريعة يسعى الإرهابيّون لاستخدامها من أجل تنفيذ مخطّطاتهم»، مشيداً بالأجهزة الأمنيّة والعمليات التي تقوم بها لتجنيب الساحة الداخلية كوارث أمنيّة محتّمة.
وحيّا النائب أيوب حميد «الجهد الاستثنائي والاستباقي للأجهزة الأمنيّة التي أنقذت لبنان من كارثة حقيقيّة أعدّها الإرهابي التكفيري، وألقت القبض على الانتحاري الذي جاء يقتل الناس من دون تمييز بين شخص وآخر أو بين طائفة وأخرى، مشبعاً بالعداء والكراهية لكلّ من لا يماشيه موقفاً أو معتقداً أو ممارسة في حياة».
بدوره، أشاد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، في بيان، بـ«الإنجازات المتتابعة التي تحقّقها القوى العسكرية والأمنيّة، ولا سيّما منها مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وآخرها إحباط عملية لأحد الإرهابيين في شارع الحمراء، وقد نجا لبنان من مجزرة، وهو ما يُعرف بالأمن الاستعلامي والاستباقي، والذي كان من نتائجه وقوع عشرات الشبكات والعناصر في قبضة الأجهزة الأمنيّة التي عزّزت ثقة المواطنين بها، وفرضت الأمن الذي يتمتّع به لبنان، وتقدّمه على دول أخرى».
وإذ دعا الداوود المواطنين إلى أن «يكونوا إلى جانب المؤسسات الأمنيّة، العين الساهرة، ويمارس كلّ منهم دور «كلّ مواطن خفير»، بالإبلاغ عن أيّ مشبوه، يمكن أن يشكّل خطراً»، طالب الحكومة، بأن تستثمر في الأمن، كما اقترح الرئيس نبيه برّي، وتقديم الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، لأنّه بالأمن ينعم المواطنون بالسلام، وبه تأتي الاستثمارات وينتعش الاقتصاد، فتقوى السياحة، ومعه تتحرّك الدورة الاقتصادية في قطاعات أخرى».
لقاء الأحزاب
ونوّهت هيئة التنسيق لـ«لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» بـ«الإنجاز الأمني الهام للأجهزة الأمنيّة بمنع التفجير الانتحاري في مقهى كوستا في الحمراء»، مؤكّدةً أنّ «يقظة القوى الأمنيّة أنقذت اللبنانيّين من مأساة كادت تصيب الكثير من العائلات».
ولفتت إلى أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة أكّدت من جديد أنّها هي الضمانة لحفظ الأمن والاستقرار ودرء الخطر الإرهابي التكفيري، وأنّ الهجمات الاستباقيّة التي نفّذتها المقاومة وقوات الجيش اللبناني كان لها الدور الأساس في تقويض قوة القوى الإرهابيّة، فضلاً عن دور القوى الأمنيّة في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها في كلّ المناطق».
وأكّدت الهيئة، أنّ «هذه المحاولة الإجرامية تدلّ بشكل قاطع على أنّ المجموعات الإرهابيّة لا تزال تستهدف لبنان بكلّ أبنائه وشرائحه، كما تهدّد اقتصاده وسياحته ونسيجه الاجتماعي، ما يدعو إلى مزيد من الحذر، وأن يكون الشعب عاملاً أساسيّاً في المواجهة مع الإرهاب إلى جانب الجيش والأجهزة الأمنيّة والمقاومة».
«الشغّيلة» و«تيّار العروبة»
وثمّنت قيادتا «رابطة الشغّيلة» و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية»، في بيان خلال اجتماع برئاسة الأمين العام الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب، «نجاح الأجهزة الأمنيّة في إلقاء القبض على الانتحاري الإرهابي العاصي.
وأكّدتا أنّ «هذا الإنجاز الأمني الجديد الذي يُسجّل للأجهزة الأمنيّة، إنّما يأتي تتويجاً لجهودها الكبيرة في العمل على تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية واعتقال قياداتها وعناصرها».
ووجّهتا «التحية للأجهزة الأمنيّة التي يتكامل دورها مع الدور الذي يقوم به الجيش ورجال المقاومة في محاربة القوى الإرهابية المسلّحة، في الجرود اللبنانية المحاذية للحدود مع سورية، والضربات الاستباقيّة التي ينفّذونها ضدّها».
كذلك، أشاد النائب السابق إميل لحود «بالعملية النوعيّة التي قامت بها مخابرات الجيش اللبناني، والتي تثبت، مرة جديدة، أنّ الجيش قادر على أن يحقّق ما تعجز عنه جيوش كثيرة، حتى في الغرب الذي يعاني رعب الإرهاب».
وشدّد على أنّ «هذه العملية التي وفّرت على لبنان كارثة كانت ستحصد أرواح أبرياء، تشكّل دليلاً إضافياً على أنّ البلد ما يزال في دائرة الخطر، والإرهابيّون قادرون على التنقّل فيه، مستفيدين من بيئة حاضنة في بعض المناطق نتيجة سياسة النأي بالنفس المعتمدة والمستمرّة من قِبل الحكومات المتعاقبة والتي كلّفت لبنان، حتى الآن، أثماناً باهظة في أمنه واستقراره وأرواح أبنائه»، مؤكّداً أنّ «التجارب مع الإرهاب، حيث وجد، أثبتت أنّ دواءه الوحيد هو الكي لا التساهل ولا، خصوصاً، التآمر، ومن هنا ضرورة التنسيق مع الجيش السوري الذي خاض، وإلى جانبه المقاومة، مواجهة مستمرّة مع الإرهاب، ما أدّى إلى الحدّ من انعكاساته السلبيّة على لبنان، خصوصاً أنّ الإرهابي تلقّى أوامره من تنظيم «داعش» في الرقة».
ولفتَ إلى أنّ «الإرهاب سيتسرّب بالتأكيد إلى المناطق الأكثر أماناً بالنسبة إليه، ما يجعل لبنان في دائرة الخطر أكثر في المرحلة المقبلة».
وقال: «واجب على الطبقة السياسية بكاملها أن تعترف بالوباء الناتج عن الإرهاب، كما يجب أن تتمّ المحاسبة على المرحلة الماضية، ليس على الفساد والهدر فقط، بل على تهريب الأسلحة عبر سفينة لطف الله 2 التي جرى تهريب من يقف وراءها، وعلى تحويل مناطق لبنانيّة، مثل عرسال وغيرها، إلى دويلة يعشّش فيها الإرهاب».
وتابع: «ما دمنا «نفلفش» في صفحات الماضي الذي لن ننساه ما دامت آثاره مستمرة حتى اليوم، فإنّنا نعيد التذكير بأنّ شهادة كاذب اسمه محمد زهير الصديق، أدّت إلى سجن ضبّاط وإلى التحقيق مع كثيرين ومحاكمتهم إعلامياً وسرقة عشر سنوات من الحكم تحت شعار تحقيق العدالة، ونحن نطالب اليوم بتحقيق العدالة ومحاكمة جميع من دعم الإرهاب، مهما كان موقعهم السياسي».
على صعيدٍ آخر، رأى لحّود أنّ «الطبقة السياسية تمارس إرهاباً من نوع آخر على اللبنانيّين عبر الإحجام عن إقرار قانون الانتخاب»، مشيراً إلى أنّ «آخر فصول هذه المسرحية هو البحث عن قانون يرضي الجميع، فهل المقصود قانون يُرضي الطبقة السياسية أم الشعب؟».
وهنأت القيادة السياسية الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، في بيان بعد اجتماعها في سفارة دولة فلسطين في بيروت، الأجهزة الأمنية اللبنانية على إحباط العملية الإرهابية وتوجهت إلى «وسائل الإعلام في لبنان، لتوخي الدقة والموضوعية قبل نشر المعلومات حول أي حادث أمني للرأي العام والتأكد من المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الزج بالعنصر الفلسطيني جزافاً، مع التشديد على موقفنا القاطع بإدانة كل العمليات الارهابية التي تستهدف لبنان الشقيق وسلمه الأهلي أيا كان مرتكبها».
جمعيات
وحيّا رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطّان «القوى الأمنيّة والعسكرية، ولا سيّما استخبارات الجيش اللبناني وجهاز الأمن العام وفرع المعلومات على جهودهم المثمرة في كشفهم الاستباقي النوعي للأعمال الإرهابيّة الإجراميّة التي تريد زعزعة استقرار وأمن وأمان لبنان واللبنانيّين، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على سهر ووعي وحكمة وكفاءة الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة ومناقبيّة قياداتها».
وحمّل القطّان في تصريح له أمام زوّاره في مقرّ الجمعية برالياس «المرجعيّات السياسيّة والدينيّة المعروفة بتغطيتها، وللأسف لبعض هؤلاء التكفيريّين، إمّا بسبب نكايات سياسيّة أو لأهداف مذهبيّة انتخابيّة ضيقة»، وسأل: «مَن يغطّي بعض الأبواق الفتنويّة المحرّضة مذهبياً وسياسياً على منابر الجمعة وفي المجالس والمحافل المختلفة في معظم المناطق اللبنانية ذات الغالبيّة الإسلامية السُنّية غير مرجعيّاتهم الدينيّة والسياسية؟».
وختم بالقول: «آن الآوان للّبنانيين جميعاً، وخصوصاً لنا نحن المسلمين السنّة في لبنان، أن نعي خطورة بقاء هذا الفكر التكفيري المجرم يتغلغل بين أبنائنا وشبابنا ويفتك بمجتمعاتنا ويخرّبها لمآرب سياسية ضيقة أثبت الزمان أنّها لا تخدم الطائفة ولا المذهب، ولا لبنان الذي نريده مقرّاً لنا جميعاً لأيّ مذهب أو طائفة أو تيّار سياسي انتمينا».
كذلك، نوّه «المؤتمر الشعبي» بـ«الإنجاز النوعي والكبير الذي حقّقته مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في القبض على أعضاء خلايا انتحاريّة».
وشجبت جمعية تجّار شارع الحمراء ومتفرّعاته في بيان بعد اجتماع استثنائي لها برئاسة زهير عيتاني، بشدّة، ما حصل في مقهى «كوستا»، معتبرةً أنّ «ما حصل في الشارع كان مصدر قلق كبير لدى المؤسسات التجارية والسياحية، والأهالي في شارع الحمراء، ولكن وعي الجيش وقوى الأمن الداخلي أحبط محاولة دنيئة للنَّيل من هذا الشارع العريق ومن مؤسّساته وأهله، والجمعية». ونوّهت بما قامت به مخابرات الجيش وقوى الأمن، بحيث قضت على هذه المحاولة بفاعلية تامّة، ممّا عطل هذا العمل الاجرامي.
وشكرت رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق على الاهتمام بهذا الحدث ومعالجة ذيوله، كما شكرت فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ميشال على اهتمامه وإعطاء التعليمات لكشف ملابسات هذا الحادث. ودعت «كلّ المحال والمؤسسات التجارية والسياحية في الشارع المذكور إلى التكاتف والتضامن واليقظة، تفويتاً لأيّ تخريب جديد قد يحصل. وهي، من جانبها، ستتّخذ كلّ التدابير التي تعود إلى تحصين الشارع والحفاظ على ما فيه، بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات الرسمية والقوى الأمنيّة».
وهنّأ «مرصد الحراك المدني» القوى الأمنيّة اللبنانيّة لإحباطها العديد من العمليات الإرهابيّة التي تحاول ضرب الاستقرار الأمني في لبنان منذ فترة، وطالب بإنزال أقسى العقوبات بحقّ المجرم الإرهابي المغرّر به وكلّ من يقف خلفه، وبحقّ كلّ من يثبته التحقيق شريكاً أو مسهّلاً أو مساعداً في هذا الفعل الشنيع المخزي، الذي لا يمتّ بصِلة إلى العقل اللبناني.
من جهتها، حيّت لجنة أصدقاء عميد الأسرى يحيى سكاف، في بيان الجيش والقوى الأمنيّة قيادة وعناصر، منوّهةً بـ«الإنجاز الأمني الكبير الذي حقّقته مديرية المخابرات في الجيش وفرع المعلومات من خلال إلقاء القبض على الانتحاري في شارع الحمراء، وجنّبت من خلاله لبنان تداعيات أمنيّة خطيرة».
وأكّدت أنّ «الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة والمقاومة جنباً إلى جنب في مواجهة مخططات الإرهابيّين والعدو الصهيوني، هي ضمانة أساسيّة لحماية وطننا من كلّ الأخطار المحدقة به».
بدوره، أشاد رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني في تصريح، بالعملية الأمنيّة الاستباقية الكبيرة التي نفّذها الجيش وفرع المعلومات، وقال: «هذا يؤكّد أنّ عين القوى الأمنيّة ساهرة على البلد وأمن المواطنين، رغم زنّار النار الذي يلفّ المنطقة العربية، وخاصة في بلدان مجاورة».