إضاءات على سيرة طارق العيسمي نائب رئيس جمهورية فنزويلا
سعيد معلّاوي
سُلّطت الأضواء في الآونة الأخيرة على تعيين السوريّ الأصل طارق العيسمي، نائباً لرئيس جمهورية فنزويلا نيكولوس مادورو. وأوردت وسائل إعلام عالمية معلومات عن هويّة العيسمي، كلّ وسيلة بحسب المعلومات المتوفّرة لديها، ليتبيّن أنّ هناك أموراً كثيرة حول شخصيته لم يتم التطرّق إليها، وتُعتبر الأساس في وصوله إلى منصب رفيع كهذا.
وفي التفاصيل، أنّ والد طارق هو الشيخ أمين العيسمي، الذي ترك مدينة السويداء السورية في خمسينات القرن الماضي، مرتحلاً إلى فنزويلا. وفي الطريق، عرّج في زيارة إلى أقاربه من آل العيمسي في بلدة ميمس قضاء حاصبيا، فأعجب بمي نصار مداح، وتزوّجها، وسافرت معه إلى فنزويلا، ليؤسّسا أسرةً ناجحةً، ومن بين أولادهما كان طارق الذي كان طالباً نجيباً طوال سنين دراسته، من المرحلة الابتدائية مروراً بالثانوية ووصولاً إلى المرحلة الجامعية. ثمّ عمل في حقل المحاماة، فكان أيضاً مميّزاً، خصوصاً بعدما بلغ سنّ الرشد السياسيّ، فانتمى إلى «الحزب الاشتراكي» الحاكم في ظلّ حكم هوغو تشافيز، وأوكلت إليه وزارة العمل بدايةً، ثمّ وزارة الداخلية لاحقاً، إلى أن عُيّن نائباً لرئيس الجمهورية.
ورغم تجنّي «المعارضة» في فنزويلا عليه، باتّهامه بعدد من التهم، إن لجهة الاتّجار بالمخدّرات أو تودّده لإيران وحزب الله كما تدّعي الاستخبارات الأميركية «CIA»، فإنّ أحداً من مواطنيه لم يأخذ ذلك في عين الاعتبار، لأنهم جميعاً يعرفون سيرة طارق العيسمي الذاتية النظيفة.
وإضافة إلى انتمائه لجبل العرب، جبل سلطان باشا الأطرش، فإن والدة طارق ـ مي نصار مداح ـ تنتمي إلى عائلة وطنية بامتياز، ولم يكن والدها المرحوم نصار مداح إلّا المرجعية القومية الاجتماعية لدى أبناء منطقة حاصبيا، وللقوميين الاجتماعيين طوال حياته، وبنى عائلة قومية اجتماعية بكلّ ما للكلمة من معنى. فنجله الأكبر سامي، الأمين في الحزب، والمغترب إلى نيجيريا منذ أربعين سنة، هو رسول للحزب في تلك الديار، وعلى درجة عالية من الثقافة الحزبية. أما شقيقه المرحوم غالب فاعتُقِل في معركة جسر ميمس في 14 نموز عام 1958 من قبل «المقاومة الشعبية» حينذاك، واقتيد إلى سجن المزة وهو في السادسة عشر من عمره، وحُكم عليه بالإعدام، إلا أنه خرج بعد سنة من السجن عن طريق الخطأ.
أما المرحوم مفيد الذي كان الوجه الساطع للحزب في مدينة سيدني في أستراليا في مطلع السبعينات، فقضى في حادث سير هناك.
بعد هذه الإضاءة على سيرة نائب رئيس جمهورية فنزويلا طارق العيسمي، لم يعد غريباً عليه وهو ابن هذه الأصول، أن يكون منتمياً إلى هذا النهج المقاوم والممانع، إن كان على صعيد فنزوبلا أو على الصعيد الدولي. ففي هذه الأمة، الأمة السورية، كلّ حقّ وخير وجمال.