أستانة: الجعفري يربح بالنقاط على حروف وقف النار وخرائط النصرة عبد اللهيان لحلٍّ سياسي سوري عند بري وتنويه بدور «القومي» عند قانصو

كتب المحرّر السياسي

يسارع الرئيس الأميركي في ترجمة المواقف التي أرادها عناوين حملته الانتخابية إلى خطوات عملية، باستثناء قرار نقل السفارة الأميركية لدى كيان الاحتلال إلى القدس، الذي أرجأه بانتظار دراسة أشدّ عمقاً، كما قالت القناة «الإسرائيلية» العاشرة، بينما أعلن البيت الأبيض تعليق انضمام واشنطن لاتفاقية التجارة في المحيط الهادئ من ضمن سلة إعادة النظر بالانفتاح التجاري الأميركي الذي يعتبره ترامب أحد اسباب الانهيار الاقتصادي الأميركي، مانحاً بالمقابل الضوء الأخضر لوزارة الدفاع الأميركية في تنسيق العمل المشترك مع القوات الجوية الروسية في العمل ضد تنظيم داعش في سورية.

الحركة الأميركية التي ترجمتها موسكو غارات بالقاذفات الاستراتيجية العابرة للأجواء الإيرانية والعراقية، في دير الزرو دعماً للجيش السوري بوجه داعش، كانت بمثابة رسالة هامة للمجتمعين في أستانة، تحت عنوان السعي لتثبيت وقف النار في سورية بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والفصائل المسلحة العاملة تحت العباءة التركية من جهة مقابلة، والتي سبق وتم إخراج مسلحيها الذين هزموا في حلب، بمسعى من رعاة مؤتمر استانة الروسي والتركي والإيراني. فالتعاون الأميركي الروسي يبدد ما راهن البعض على اعتباره بداية خلاف بين موسكو وواشنطن بتمثيل أميركي ضعيف وبصفة مراقب في المؤتمر.

الذين ينتظرون الوقت لتتوضّح صورة الموقف الأميركي واجهوا في المؤتمر حضوراً لموقف سوري هادئ وجاهز لكل الفرضيات قدّمه السفير بشار الجعفري بوضع النقاط على حروف وقف النار المنشود، بسؤالين مفتاحيين، مع مَن وإلى متى، مقدّماً سؤالاً عن خرائط تواجد جبهة النصرة المستثناة من وقف النار بإجماع الحضور، وسؤالاً مشابهاً عن مدى الوقت الذي يجب أن يفصل البدء بتفاهم تثبيت وقف النار والفصل بين النصرة والفصائل المنخرطة بالتسوية، عن الدخول بالبحث بالحل السياسي، منعاً لتحوّل وقف النار إلى هدنة تفصل جولتين من الحرب.

عبد اللهيان: أمن إيران من أمن لبنان

أكد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح لنهاية الأزمة السورية. وشدّد على أن أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار لبنان.

ونوّه عبد اللهيان خلال زيارته رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو في مركز «القومي»، بدور الحزب القومي في مواجهة الإرهاب والعدو الصهيوني وحيّا شهداءه، وأشاد بمواقفه الثابتة على الصعد كلها، مشيراً إلى أننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعوّل على أهمية الدور الطليعي والهام الذي يقوم به الحزب القومي في مجال انضمامه وانتمائه إلى محور المقاومة والممانعة في هذه المنطقة. وشدد على أن إيران ولبنان يقفان في خندق واحد، وبالتالي نعتبر أنّ أمن الجمهورية الاسلامية الإيرانية واستقرارها هو من أمن واستقرار الجمهورية اللبنانية الشقيقة.

أما قانصو فأكد حرص الحزب القومي على العلاقة المشتركة مع إيران وتعزيزها، ومشيداً بمواقفها الصادقة والحاسمة في دعم مقاومة شعبنا في لبنان وفلسطين، والدفاع عن المسألة الفلسطينية والوقوف الى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية التي تشنّ ضدها.

وأطلع قانصو المسؤول الإيراني على ما تمّ إنجازه في لبنان، لجهة انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، وتحصين استقرار لبنان في مواجهة الإرهاب، معتبراً أن الخطوة الأساس التي تساهم في عملية التحصين هي قانون انتخابات جديد يقوم على النسبية، ونحن نتطلع وندفع باتجاه إقرار مثل هذا القانون، لأنه الأمثل للبنان ويحقق صحة التمثيل.

وكان عبد اللهيان قد بدأ زيارته لبيروت بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة. وأكد «أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح لنهاية الأزمة السياسية»، مشدداً على أن «أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار لبنان».

قانون الانتخاب: صراع وإسراع

على صعيد قانون الانتخاب، تضغط المهل الدستورية على القوى السياسية لإقرار قانون جديد، في حين انحصر البحث، بحسب ما علمت «البناء» بين صيغتين، هما قانون المختلط الذي قدمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري 64 أكثري و64 نسبي ، والنسبية على مرحلتين التأهيل على مستوى القضاء ثم على النسبية على أساس المحافظات . وقالت مصادر سياسية لـ«البناء» إن «هناك شبه توافق على صيغة المختلط المقدّم من الرئيس بري مع تعديلات في بعض الدوائر»، ولفتت الى أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يمانع أي قانون تتفق عليه القوى السياسية»، وأوضحت أنه «إذا لم تصل القوى الى قانون موحّد فستجرى الانتخابات في موعدها وعلى القانون الحالي، أما إذا أقرّ القانون عندها سيتم تأجيل تقني لمدة شهرين». وأضافت الى أنه «بمعزل عن الصيغة التي ستصل اليها القوى السياسية إلا أن العودة الى الستين أمر لن يمر»، موضحة أن «القوى المسيحية موافقة على المختلط».

وإذ أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريح أمس، أن وزارة الداخلية جاهزة لتطبيق أي قانون جديد تقره القوى السياسية، علمت «البناء» أن نقاشاً جدياً يدور في أوساط تيار المستقبل حيال الصيغ المتداولة، بينما تحدثت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» عن «صراع وإسراع خلال اللقاءات التي تجري بعيداً عن الأضواء لإقرار القانون الجديد خلال أسبوعين ولن يكون بمقدور أحد عرقلة أي توافق»، وأوضحت أن «القوى السياسية تدرس حساباتها الانتخابية والمقاعد التي تحصدها، وفقاً لكل قانون وكل تقسيم للدوائر، وكما تبحث التحالفات الانتخابية التي تؤمن لها أكبر عدد من المقاعد، لكن لم يظهر الى الآن أي صيغة ستعتمد في نهاية المطاف، غير أن تكتل التغيير والإصلاح والتيار الحر والحلفاء لن يقبلوا بالعودة الى قانون الستين الحالي الذي تحاول بعض الأطراف فرضه كحل أخير مع بعض التعديلات». وشددت المصادر على أن «الرئيس عون يريد إقرار قانون وفقاً لمعايير موحدة تراعي التمثيل العادل بمعزل عن الصيغة، كما لن يقبل بأي فراغ دستوري في أي مؤسسة».

وأكد الرئيس عون خلال استقباله وفداً فرنسياً في بعبدا أن «النضال من أجل حرية لبنان وسيادته واستقلاله، مستمر اليوم في سبيل تحقيق دولة العدالة والمساواة والشفافية، واعتبر أن «إطفاء الحريق في الشرق الاوسط يجب أن يكون في مصدره، وإلا انتشر في العالم، وطلائعه بادية»، معتبراً أنه «وسط الحروب الآن وهذا الجحيم الذي سمّوه الربيع العربي، تمكّنا من المحافظة على استقرار لبنان».

استكمال التحقيقات مع انتحاري الكوستا

وفي غضون ذلك، لا يزال الهاجس الأمني يفرض نفسه على المشهد الداخلي مع الإنجازات التي تحققها الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب واتخاذ الإجراءات الاستباقية لإحباط أي عملية إرهابية قبل حدوثها، كما حصل في عملية مقهى الكوستا في الحمرا، بينما تواصلت التحقيقات مع الانتحاري الموقوف عمر العاصي لتفريغ المعلومات التي يملكها، لا سيما بحسب مصادر أمنية أنه كان يلتقي بقيادات من تنظيم داعش في مخيم عين الحلوة وجواره.

واستكملت القوى الأمنية أمس إجراءاتها في محيط المكان الذي كان الانتحاري يتواجد فيه في منطقة شرحبيل قرب صيدا، حيث داهمت قوة من مخابرات الجيش في الجنوب عدداً من الأماكن في مدينة صيدا وجوارها، وأوقفت كلاً من: محمد م. وهو صاحب ميزان سيارات في محلة الحسبة، ومروان ح. ويعمل مزيناً في منطقة تعمير عين الحلوة، محمد د. وهو صاحب محل عصائر في محلة زاروب النجاصة، وهلال ع، وجميعهم من مناصري الموقوف أحمد الأسير. وجاءت التوقيفات على خلفية التحقيقات في عملية الكوستا.

التطورات الأمنية ستحضر من خارج جدول الأعمال على طاولة مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة عادية غداً الأربعاء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وعلى جدول أعماله 62 بنداً مختلفاً، أبرزها الشق المالي لملف النفط الذي تمّ تأجيل بحثه في الجلسة الماضية.

قانون الإيجارات لن يمرّ

على صعيد آخر، وبعد أن أقر المجلس النيابي في جلسته الأسبوع الماضي قانون الإيجارات معدلاً مع إضافة فقرة تتعلق بإنشاء حساب لمساعدة المستأجرين، تستمر المعارضة الشعبية لهذا القانون الذي جاء لمصلحة أصحاب العقارات على حساب المستأجرين، وحذّر عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب زياد أسود من التداعيات السلبية لهذا القانون على المستأجرين، وأكد لـ«البناء» أن «الأمر لم ينته بإقرار هذا القانون، بل لن يمر ولن يطبق وربما يرده رئيس الجمهورية الى المجلس الذي يحيله بدوره الى اللجان لدرسه»، وأعلن أسود أنه «يحضّر طعناً في القانون لدى المجلس الدستوري لوجود 3 مخالفات أساسية فيه».

ويستكمل المجلس النيابي جلساته التشريعية الخميس المقبل وعلى جدول أعماله 13 بنداً مؤجلة من الجلسة الماضية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى