وزير خارجية الكويت يزور طهران
طالب جيب بوش، حاكم فلوريدا الأسبق وشقيق جورج بوش الابن، وأحد المعروفين بتأييدهم المطلق للعدو «الاسرائيلي»، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالعمل على عزل إيران على الفور على الصعد كافة وأن تكون واشنطن على أهبة الاستعداد للتخلي عن الاتفاق النووي. فيما أعلنت الخارجية الإيرانية، أمس، أن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، صباح الخالد الحمد الصباح، سيزور طهران.
ومن التعريف الذي أرفقه «معهد واشنطن» بمقالة جيب بوش: «على دونالد ترامب أن يعزل إيران فوراً» يتضح في أي اتجاه يريد جيب بوش، حاكم ولاية فلوريدا بين عامي 1999 – 2007 أن تسير رياح العلاقات بين بلاده وإيران، في عهد ترامب، لأن بوش الأصغر عضو في المجلس الاستشاري لمجموعة «متحدون ضد إيران النووية»، لكن تفاصيل برنامجه بهذا الشأن تعيد النزاع إلى نقطة الصفر وبمخاطر أشد.
ويتضح مدى مطابقة صوت بوش مع المصلحة «الاسرائيلية» إذ يرى في هذا الصدد، أن قادة إيران أصبحوا أكثر جرأة. وانتشرت «البصمة» الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، بسبب صمت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إزاء استعراض طهران لقوتها وتهديدها لحلفاء الولايات المتحدة، متهما إياها بـ«التصرف ببرود» خشية أن تتخلى إيران عن الاتفاق النووي. ودعا بوش في هذا السياق، ترامب إلى عدم تمزيق الاتفاقية في اليوم الأول، حتى لا تصبح الإجراءات الأميركية ذاتها مشكلة، بدلا من «السلوك الإيراني المهدد والمزعزع للاستقرار».
وحدد بوش الأصغر الخطوات الضرورية «كي تنجح الولايات المتحدة في عزل إيران، لا نفسها، ابتداء من يومها الأول، بالتحرك بسرعة من خلال الضغط وفرض الحظر الذي وضعته الأمم المتحدة على سفر شخصيات أساسية في القيادة الإيرانية، مثل قاسم سليماني. واتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران لإطلاقها صواريخ بالستية واستمرار شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى اليمن. منتهكة بذلك الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على نقل الأسلحة إلى تلك البلاد. ومثل هذا السلوك يتحدى مباشرة قرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي يرسخ الاتفاق النووي ويعد مثالا على افتقار إيران إلى المساءلة. وإذا ما استمرت إيران في انتهاك حَرفية الاتفاق النووي وروحيته، على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للتخلي عن الاتفاق». كما «يتعين على الإدارة الأميركية الجديدة التحرك بسرعة، لقطع الإمدادات المالية الإيرانية. يجب على مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أن لا يزود شركتي الطيران «بوينغ» و«إيرباص» برخص لبيع طائرات إلى إيران، إلى أن تمتنع طهران عن استخدام الخطوط الجوية الإيرانية وشركات طيران أخرى لنقل الأسلحة والأفراد إلى نظام الأسد وحزب الله في لبنان». و«يتعين على الإدارة الجديدة أيضا، وضع خطوط حمراء واضحة أمام المضايقات الايرانية المستمرة لسفن البحرية الأميركية في الخليج ولشحن الأسلحة إلى اليمن وغيرها من الأنشطة». و«على الولايات المتحدة أن تصبح أكثر صرامة في استهداف الاعتداءات الإيرانية في الشرق الأوسط. ينبغي دعم الجهود الجديدة التي يبذلها كلا الحزبين في الكونغرس، لقلب قواعد اللعبة المزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران. إن قانون منع زعزعة الاستقرار في العراق وسورية لعام 2016 الذي يرعاه عضوا مجلس الشيوخ الأميركي ماركو روبيو وبوب كيسي، يشكل أساساً قويا لذلك. فمن شأنه أن يمنح السلطة فرض عقوبات على المنظّمات الإرهابية والدول الأجنبية، مثل إيران، التي تهدد سلام العراق أو سورية، أو استقرارهما. وينبغي أيضاً توسيع هذه الإجراءات لتشمل حلفاء أساسيين آخرين للولايات المتحدة في المنطقة وبالتحديد «إسرائيل» والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة».
وطالب بوش الصغير إدارة ترامب بتوسيع «أجندتها المتعلقة بإيران لتشمل سلوك طهران العدائي وانخراطها غير الملائم في شؤون الشرق الأوسط».
على صعيد آخر، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إلى أن الصباح سيزور طهران وفقا للاتفاق الذي جرى بين البلدين، رافضا التأكيد على إمكانية أن يحمل وزير الخارجية الكويتي رسالة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى طهران. لكنه شدد على أن الحكومة الكويتية نسقت مع إيران بشأن هذه الزيارة منذ شهور. وقال: «علينا أن نتحلى بالصبر إلى حين إجراء الزيارة، كي نتعرف على القضايا التي ستطرح فيها». وأضاف: «بكل تأكيد فإن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ستكون من أهم محاور المباحثات بين الجانبين، أما فيما يخص وجود رسالة خاصة من مكان خاص، فلست في وضع يسمح لي بإطلاق الأحكام، والإعلان عن ذلك، لذا علي أن أنتظر إلى حين إتمام الزيارة».
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد سليمان الجار الله، كشف أن رسالة من دول مجلس التعاون الخليجي، ستحملها دولة الكويت إلى الجانب الإيراني للحوار.