العبادي يعلن تحرير الجانب الأيسر من الموصل بالكامل
أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تحرير الجانب الأيسر شرق مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش» أمس.
وقال العبادي، إنّ المجتمع الدولي استوعب أهمية الوقوف لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أنّ إدارة ترامب بعثت برسائل بمضاعفة الدعم الأميركي للعراق، وليس استمراره فقط.
كما أشار رئيس الوزراء العراقي إلى أنّه تمّ توقيع 27 مذكّرة لإعادة إعمار المناطق المحرّرة من «داعش».
من جهته، قال مستشار في رئاسة الوزراء العراقية، إنّ العبادي يعتزم زيارة الموصل لبحث خطّة وموعد تحرير الجانب الأيمن مع القيادات الأمنيّة هناك.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل بشكلٍ كامل، مؤكّدة أنّه لم يتبقَّ سوى الإعلان الرسمي للقائد العام للقوات المسلّحة، ولكن قيادة العمليات المشتركة نفت ذلك، مؤكّدة أنّ القطاعات ما تزال مستمرة بتحرير ما تبقّى من الساحل الأيسر.
وأضاف المتحدّث أنّ «قطاعات الفرقة المدرّعة التاسعة واللواء الثالث من الفرقة الأولى واللواء 71 من الفرقة 15 اقتحمت آخر معاقل عناصر التنظيم الإرهابي في منطقة الرشيدية وبيسان، فيما تمّت السيطرة وتحرير الجزء الشمالي من منطقة الرشيدية».
وأفادت مصادر أمنيّة بانتشار «داعش» بالساحل الأيمن للموصل بمناطق الدندان والجوسق لإعاقة أيّ تقدّم للقوات العراقية.
وتواصل القوات الأمنيّة المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي عمليّة تحرير مدينة الموصل من قبضة «داعش»، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلّحة رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق ساعة الصفر منتصف شهر تشرين الأول 2016، لتحرير نينوى.
مصدر أفاد باستشهاد 14 مدنياً وإصابة قرابة 13 بجروح خطيرة بقصف لـ«داعش» لحيَّي الزراعة والمهندسين المحرَّرين ضمن المحور الشمالي بالموصل، كما تمكّنت القوات العراقية من تحرير معمل ودور البان نينوى وقرية بعويزة وقرية شريخان العليا وقرية شريخان السفلى وقرية بيسان ضمن المحور الشمالي أيضاً.
ودمّرت قوات الحشد الشعبي رتلاً من عناصر «داعش» كان يحاول الهرب باتجاه سورية وغنمت أسلحتهم ودمّرت آليّاتهم غرب الموصل، كما قامت بقطع خطوط اتصال «داعش» وأنجزت 70 من عمليات شمال الشرقاط.
وفي سياقٍ متصل، سقط نحو 18 مدنياً بين شهيد وجريح في قصف لتنظيم «داعش» استهدف حيّ سومر بالساحل الأيسر شمال محافظة نينوى، بحسب مصادر محليّة.
وأشار المصدر إلى أنّ «داعش» استخدم صواريخ كاتيوشا في قصفه، ما أدّى إلى استشهاد 3 مدنيّين وإصابة 15 آخرين، وأضاف أنّ المستهدفين كانوا يستعدّون لتسلّم مساعدات من إحدى المنظمات الدولية.
هذا، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تعرّض نحو 750 ألف مدني يعيشون بالمناطق الغربية من مدينة الموصل إلى مخاطر شديدة بعد مئة يوم على بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من سيطرة «داعش».
وقالت ليز غراندي، منسّقة الشؤون الإنسانية في العراق: «نشعر بالارتياح لأنّ الكثير من السكان في المناطق الشرقية من الموصل تمكّنوا من البقاء في منازلهم».
وأضافت: «نأمل أن يتمّ تأمين كلّ شيء لحماية مئات الآلاف من السكّان الذين يقيمون في الجانب الغربي من النهر. نحن نعلم بأنّهم معرّضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم».
وشنّت القوات العراقية في 17 تشرين الأول أكبر عملية عسكرية منذ سنين، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي تُعدّ ثاني أكبر مدن العراق من سيطرة تنظيم «داعش».
وواجهت القوات الاتحادية مقاومة شديدة من قِبل الإرهابيّين الذين دافعوا على معقلهم الأخير في البلاد بعد خسارة معظم المدن التي استولوا عليها في حزيران 2014.
واستعادت القوات العراقية جميع أحياء الجانب الشرقي الذي يفصل نهر دجلة عن الجانب الغربي، والجانب الغربي الذي يطلق عليه سكّان المدينة بالساحل الأيمن أصغر من حيث المساحة، لكنّ كثافته السكانية مقارنة بالجانب الشرقي أكثر، ويُعدّ معقلاً تقليدياً قديماً للإرهابيين.
وتمّ تدمير جميع الجسور الواقعة على نهر دجلة والتي تربط الجانبين، والشوارع الضيّقة للمدينة القديمة ستعجّل أيّ هجوم عسكري على الجانب الغربي، لكن ذلك محفوف بالمخاطر لكلّ من القوات العراقية والمدنيين على حدّ سواء.
وأُخليت جميع المدن التي خاضت القوات العراقية فيها معارك ضدّ مسلّحي «داعش»، الذين استولوا على ثلث مساحة البلاد.
لكن في الموصل، نزح حوالى 180 ألف شخص منذ بداية العمليات العسكرية، إلّا أنّ نحو 550 ألف مدني بقوا في منازلهم.