ابراهيم لـ«البناء»: العمل كوميديا موقف وليس تهريجاً أو ابتذالاً
دمشق ـ آمنة ملحم
بحماسةٍ يرافقها الهدوء، وبابتسامةٍ يصرّ السوريون على محاولة غرسها في نفوسهم رغم كلّ ما يحيط بحياتهم اليومية من مشكلات وآلام. هذه الحماسة، كانت باديةً على فريق عمل مسلسل «سنة أولى زواج»، لدى زيارةٍ قامت بها «البناء» إلى موقع تصوير مشاهده الأخيرة. حيث أغلق المخرج يمان إبراهيم عدسة كاميراه مؤكّداً أنّ الأمور سارت بشكل جيّد. متمنّياً أن يحصد العمل ثمرة الجهود المبذولة، وأن تكون نتيجته كما يتوقع الفريق.
قصّة العمل كما اختصرها ابراهيم لـ«البناء» تحمل كوميديا الموقف لتشكّل مسلسلاً كوميدياً بسيطاً يروي حكاية زوجين منذ اليوم الأول لزفافهما، وعلى مدار سنة، تلخّصها ثلاثون حلقة درامية.
«سنة أولى زواج» الذي كتب نصّه نعيم الحمصي وأنتجته شركة «لاند مارك»، يندرج ضمن قائمة المتّصل المنفصل. ففي كلّ حلقة مواقف كوميدية بسيطة و«نهفات» تحصل نتيجة استماع الزوجة «رولا» دانا جبر ، لأمّها مرح جبر القوية المتسلّطة التي تحاول تحريض ابنتها ضدّ زوجها «قصي» يزن السيّد ، كي تصبح متسلّطة مثلها. كما تستمع «رولا» باستمرار لجارتها «أمّ وسيم»، ما يخلق خلافات مع زوجها على الدوام، تنتهي في كلّ مرّة بالمضحك المبكي لسذاجتها.
ويؤكد مخرج العمل أنه قدّم رؤيته ضمن توليفة جديدة ونكهة كوميدية بعيدة عن الابتذال، مع حرصه على تقديم الشخصيات بشكل طبيعيّ من دون مبالغة في الماكياج أو الاستعراض. متوقّعاً أن يحصد المسلسل صدى جميلاً حين العرض.
وقال إبراهيم إنه فضّل الابتعاد عن تناول الظروف الصعبة التي تمرّ بها سورية حالياً، لأن المسلسلات التي تتعرض للأحداث الجارية باتت تشكّل السواد الأعظم من الدراما السورية. والمُشاهد بحاجة إلى نوع جديد من المسلسلات الاجتماعية التي تُدخل البسمة إلى قلبه بطريقة بسيطة وواقعية.
والمسلسلات المتّصلة المنفصلة برأي المخرج لا تضطر المُشاهد إلى متابعتها من بدايتها، ما يجعلها أكثر تقبّلاً من جهته، لأنه يشاهد مع كلّ حلقة حبكة مختلفة فضلاً عن استضافة ممثّلين آخرين كضيوف شرف.
وفي لقاء مع شخصيات العمل، لفت يزن السيد صاحب شخصية «قصي» إلى أنّ العمل خفيف يرسم ابتسامة. ولخّص شخصيته بأنه صحافيّ يحبّ فتاة ويتزوّجها ليعيش معها مشاكل السنة الأولى من الزواج، التي قد تكون مع الجيران أو الزوجة ذاتها وكذلك مع الحَماة المتسلّطة، ما عدا أمّ الزوج التي سيراها المُشاهد الأم الطيّبة التي تقف مع ابنها وزوجته، ورغم محاولة أمّ الزوجة الاصطياد في المياه العكرة، وتعكير صفو «قصي» لضيق أحواله المادية، إلّا أنّ حبّه لـ«رولا» يتغلّب على تلك المشاكل في غالبية الأحيان.
وقال السيّد إنه سيشارك في عدد من المسلسلات الدرامية هذه السنة، منها مشاركته الأولى في مسلسل «باب الحارة» الذي يجسّد فيه شخصية «بشير». إضافة إلى مسلسلات «أحمد بن حنبل»، «بقعة ضوء»، «أولاد الشرّ»، و«خاتون الجزء الثاني» الذي أنهى تصوير مشاهده، لافتاً إلى أنّ الدراما السورية تصارع حالياً بإمكانياتها المحدودة والظروف الصعبة التي تعيشها، منوّهاً بشركات الإنتاج التي ما زالت تنتج أعمالاً درامية رغم ما تواجهه من صعوبات. مؤكداً أن الدراما السورية ستبقى الأولى عربياً رغم الحصار الذي تتعرّض له.
أما «رولا»، فبحسب وصف دانا جبر، هي تلك الفتاة الدلّوعة والمدلّلة كثيراً، وتعيش مفارقات بعد زواجها، لا سيما مقارنةً بحال اختها الثريّة، ما ينعكس على حياتها.
وتؤكد دانا أنّ العمل «لايت كوميدي» يتطلب العفوية والطبيعية، وهو ليس نكتة مكتوبة ليمثّلها الممثل. وتنوّه بأن السوريين بحاجة ماسّة إلى الضحكة التي قد تخلق راحةً من متاعب الحياة وضغوطاتها، لا سيما في ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وتؤدّي الفنانة مرح جبر شخصية «أمّ رولا» وهي امرأة قوية ظاهرياً وضعيفة ضمنياً لكونها ترمّلت في وقت مبكر، وتتحكّم ببناتها وتمارس على صهرها «قصي» دور الحماة المتسلّطة، وترى نفسها أنها على حق وصواب دائماً، وعلى الجميع الخضوع لأوامرها والأخذ بقراراتها.
«ريما» شقيقة «رولا»، التي تؤدّي دورها تولين البكري، هي تلك الشابة المتزوّجة من ثريّ، لتكون المقارنة والإجابة على سؤال: هل المال يجلب السعادة أم الحبّ هو ما يجلبها؟ وترى في العمل دراما موقف خفيفة، وهو مبتعد عن الكركترات المرسومة لإضحاك المُشاهد، فهو يحاول إضحاك المُشاهد مع الشخصيات لا عليها، وهو دراما مختلطة بالكوميديا.
واعتبرت البكري أن العمل متكامل الشروط من حيث النصّ والإخراج والشخصيات، وهي الآن بصدد التحضير لأعمال درامية أخرى، متمنّيةً أن تبقى الدراما السورية في المقدّمة دائماً.
الممثلة مرح زيتون التي تجسّد شخصية «سالي»، أوضحت أنّ دورها الذي جسّدته لفتاة مغرمة بالتمثيل وتشارك في عدد من الأعمال، وتتعرّف لاحقاً إلى الزوج «قصي» وتحاول إيقاعه في حبّها، ودفعه إلى خيانة زوجته. وتتسبّب بعدد من المشاكل بينهما، لكن الحقيقة في النهاية تُكشَف.
وأشارت زيتون إلى أنّها ستشارك في عدد من الأعمال الدرامية لهذه السنة، منها «شبابيك»، «بحكم الهوى»، و«حكي بنات» حيث تؤدّي فيها أدواراً متعدّدة.
كنان ابراهيم المدير المالي في شركة «لاند مارك» قال إنّ المسلسل باكورة أعمال الشركة التي كانت تنتج سابقاً الإعلان التجاري منذ عام 1999، إضافة إلى الفيديو كليب. مشيراً إلى معاناة شركات الإنتاج من عملية التسويق في ظلّ الحصار المفروض على سورية. موجّهاً الشكر إلى الممثلين السوريين الذين ما زالت الدراما السورية أغلى عندهم من الدولارات التي يتقاضاها فنانون آخرون في الخارج. مبيّناً في الوقت نفسه عزم الشركة التحضير لعمل دارميّ آخر.
مسلسل «سنة أولى زواج» الذي سيكون جاهزاً للعرض في محطات عربية عدّة خلال الموسم الرمضانيّ المقبل، لعب أدوار البطولة فيه ـ إلى جانب النجوم المذكورين أعلاه ـ تولاي هارون، إيمان عبد العزيز، روعة ياسين، جمال العلي، باسل حيدر، رجاء يوسف، وفاروق جمعات، إضافة إلى ممثلين يحلّون ضيوفاً على حلقاته منهم محمد خير الجراح والمطرب أذينة العلي.