مؤتمر «نحو سياحة دامجة» اختتم أعماله: لإعادة النظر في السياسات العامة واستدراك التفاوت التشريعي
اختتم «اتحاد المقعدين اللبنانيين» بالشراكة مع «الشبكة الأوروبية للسياحة الدامجة» ENAT، أمس، مؤتمره الوطني حول السياحة الدامجة بعنوان «نحو سياحة دامجة».
وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت أول من أمس في فندق «كراون بلازا»، في إطار مشروع «السياحة للجميع في لبنان»، ضمن برنامج «أفكار 3» الممول من الاتحاد الأوروبي، وبإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية.
وركز المؤتمر في يومه الثاني على «إنشاء إطار وطني داعم للسياحة الدامجة وآلية متابعة له»، حيث شدد المشاركون على «ضرورة تفعيل هذا الإطار ووضع استراتيجية وطنية تخدم هذا المسار».
عيتاني
في أولى جلسات اليوم الثاني، بعنوان «تجارب عالمية ناجحة في مجال السياحة الدامجة وتجارب محلية مستدامة»، وعد مدير الجلسة، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني، بجعل بيروت «مدينة صديقة للبيئة من خلال محاولة الحد من زحمة السير، فضلاً عن تحسين طرق العيش في المدينة من خلال الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المتنوعة». وأكد أنّ «بلدية بيروت بدأت بالفعل تنفيذ مشاريع جديدة وطرقاً جديدة ليستطيع الأشخاص المعوقون التنقل باستقلالية».
أمبروس
وعرض آيفور أمبروس من «الشبكة الأوروبية للسياحة الدامجة» خلال الجلسة، بعض التجارب العالمية الناجحة في مجال السياحة الدامجة مثل تجربتي برشلونة الإسبانية ولندن، مشيراً إلى أنّ «الشبكة تسعى إلى تعزيز الحق في الوصول حول العالم»، لافتاً إلى «تخصيص منظمة السياحة العالمية يوم السياحة العالمي 2016، تحت شعار «السياحة للجميع – تعزيز الحق في الوصول».
أبو عاصي
وقدم ممثل محمية أرز الشوف كمال أبو عاصي عرضاً حول المحمية، موضحاً أنها «جهزت بمدخلين يمكن استخدامهما من قبل الأشخاص المعوقين، إلى جانب تجهيز بعض بيوت الضيافة»، واعداً بتجهيز كافة البيوت.
الجلسة الختامية
واختتم المؤتمر بجلسة بعنوان «نحو إطار وطني للسياحة الدامجة»، شاركت فيها المدير العام للمؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية ليبنور لانا درغام، المدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، رئيس «ملتقى التأثير المدني» فهد صقال، ممثل نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة نبيل مرواني وممثلة نقيب أدلاء السياحة في لبنان هيثم فواز أمينة السر جيني نوفل.
أدارت الجلسة رئيسة «اتحاد المقعدين اللبنانيين» سيلفانا اللقيس التي أعلنت «إطلاق مسار تأسيسي للسياحة الدامجة في لبنان، عبر إنشاء إطار وطني يساعد على التواصل والتكامل بين القطاعات كافة للوصول إلى سياحة دامجة».
درغام
وعن الاستراتيجيات الواجب وضعها لإنشاء هذا الإطار، رأت درغام أن «هناك ضرورة لوضع استراتيجية وطنية ومؤشرات أداء، إلى جانب وضع قوانين تراعي الاحتياجات الخاصة»، مشيرة إلى أنّ «المجتمعات اليوم لم تعد تقاس بتطورها الاقتصادي فحسب، لكن بمدى التزام المجتمع بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وإعطاء كل ذي حق حقه».
القيسي
وأكد القيسي «ضرورة وجود نقل عام دامج يراعي احتياجات جميع الأشخاص لممارسة حقهم الطبيعي في التنقل والسياحة الداخلية»، لافتاً إلى وجود «العديد من المشاكل والعيوب في هذا القطاع بسبب تعذر تطوير شبكة نقل عام على مستوى المحافظات».
السردوك
من جهتها، أشارت السردوك إلى ترتيب لبنان في مؤشر الفساد عالمياً والذي حل في المرتبة 136، موضحة أنّ «من أهم مؤشرات الفساد، عدم المساواة بين الجميع في لبنان». وركزت على «إعلان منظمة السياحة العالمية هذا العام للسياحة المستدامة للنمو، باعتبار السياحة حقا من حقوق الإنسان، ولم تعد ترفا»، مؤكدة أنّ لدى القطاع الخاص مصلحة بأن يعتمد المواصفات العالمية».
صقال
وشدد رئيس «ملتقى التأثير المدني» على «ضرورة تحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع منتج، يتمكن جميع أفراده من الحصول على وظائف وفرص، للوصول إلى رفع الحد الأدنى لمتوسط الدخل السنوي.
مرواني
وأكد مرواني ضرورة «إعادة النظر في السياسات العامة واستدراك التفاوت التشريعي، لتأمين حقّ الأشخاص المعوقين في العمل عبر خلق بيئة مكانية تلائم احتياجاتهم، وإلزام القطاع العام تطبيق الكوتا وتجهيز الأماكن العامة».
نوفل
أما نوفل فركزت على التحديات التي يواجهها أدلاء السياحة بسبب «عدم وجود برامج تدريب تسمح لهم بالتعامل مع الاحتياجات المتنوعة»، لافتة إلى ضرورة «التعاون بين الجميع في هذا الإطار ليتمكن العدد الأكبر من السياح من الوصول إلى الأماكن السياحية»، مؤكدة على «متابعة العمل مع فعاليات المؤتمر لتدريب الأدلاء لرصد الخدمات المتوفرة والوصول إلى عدد أكبر من الزوار».
تدريب
ونظم على هامش المؤتمر تدريب قام به خبراء أوروبيون تابعون لـ «الشبكة الأوروبية للسياحة الدامجة» بعنوان «الخدمات السياحية الدامجة»، بهدف تسليط الضوء على مفهوم السياحة الدامجة ومتطلباتها والمنافع المرتبطة بها، وكيفية اعتماد معايير دامجة تسمح بتوفير خدمات سياحية لجميع الأشخاص ضمن مؤسسات القطاع السياحي في لبنان.
ويهدف مشروع «السياحة للجميع في لبنان» الذي ينفذ على مدى سنتين، إلى معالجة موضوع الخدمات السياحية كي تصبح متاحة للجميع. كما يسلط الضوء على أهمية السياحة الدامجة في تعزيز التنمية الاجتماعية الاقتصادية في لبنان. وهو يستهدف، خصوصاً، المعنيين في القطاعين الخاص والعام، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات الأشخاص المعوقين، لتعزيز الشراكة معهم وإطلاق مسار تأسيسي بمشاركة هذه القطاعات.