عون: النسبية تسمح بتمثيل الأكثريات والأقليات في الطوائف كلها
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقبالاته في قصر بعبدا سعيه الدائم لضمان حقوق الطوائف المسيحية والإسلامية التي يشكل وجودها في لبنان مصدر غنى ونموذجاً يُحتذى، مشدداً على التزامه العمل من أجل المحافظة على فرادة لبنان التي تبرز خصوصاً في مجتمعه التعددي المتوازن.
وشدّد على أن موقفه بضرورة إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة ليس بجديد، إذ سبق أن أكده في خطاب القَسَم، وهو ليس موجهاً ضد أي طائفة أو مكوّن سياسي، بل غايته احترام الميثاق الوطني والدستور وتحصين الوحدة الوطنية، وما طرحه سابقاً لقانون اللقاء الارثوذكسي إلا لأنه يحقق عدالة التمثيل مئة في المئة، إضافة إلى أن النسبية في القانون تسمح بتمثيل الأكثريات والأقليات في الطوائف كلها من دون تهميش أو إقصاء أحد.
وقال عون: «إذا كان لدى أحد صيغة لقانون يحقق العدالة أكثر فليطرحها للنقاش الوطني».
وكان قصر بعبدا شهد سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وإنمائية واقتصادية وثقافية.
وفي هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس الثالث يونان، وتداول معه عدداً من المواضيع الراهنة.
وقال البطريرك بعد اللقاء: لقد ذكرنا فخامة الرئيس بالوثيقة التي قدمناها له باسم البطريرك اغناطيوس افرام، بطريرك السريان الارثوذكس، وباسمي لتنال طائفتانا السريانيتان، الارثوذكسية والكاثوليكية، حقهما في المجلس النيابي. وقدّمنا الى فخامته أيضاً كتاب دعوة لحضور ورعاية احتفالنا السنوي الذي سيقام لمناسبة عيد مار افرام السرياني، شفيع كنيستنا، حيث سيكون حضور رئيس الجمهورية في الرابع من آذار في كاتدرائيتنا في الاشرفية – المتحف مدعاة سرور وافتخار ليس فقط لأولادنا في لبنان، ولكن أيضا لأخوتنا واخواتنا في البلاد الشقيقة الذين سيرون أن فخامته لا يميّز بين أحد، وهو مع جميع أبنائنا وبناتنا في احتفالاتهم السنوية».
واستقبل عون سفير جنوب افريقيا المعتمد في لبنان شون باينفلدت يرافقه قنصل جنوب افريقيا في لبنان وجيه البزري. وبعد اللقاء أوضح باينفلدت أنه عرض مع عون العلاقات الثنائية بين لبنان وجنوب افريقيا والتي تشهد تطوراً متزايداً. كما تركز البحث على «مؤتمر الطاقات الاغترابية» الذي سوف يُعقد الاسبوع المقبل في جوهانسبورغ برئاسة وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الذي سيزور عاصمة جنوب افريقيا لهذه الغاية، وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين فيها.
وأجرى عون مع الوزير السابق محسن دلول جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة، كما تناول البحث حاجات منطقة البقاع.
والتقى أيضاً رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي على رأس وفد ضمّ مجلس إدارة الغرفة ورئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي أكرم عويضة ورؤساء جمعيات تجار طرابلس والشمال.
وأكد دبوسي أن «هدف الزيارة تعزيز ثقة الوفد بلبنان وبتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص»، مؤكداً «تضامن الهيئات الاقتصادية اللبنانية وتطلّعها الى عهد الرئيس عون بأمل كبير». وإذ شدّد على ضرورة «أن تنشّط الدولة الإدارة وتوفر الإنظمة والقوانين وتخفف الأعباء من الضرائب والقيود على الحركة الاقتصادية»، أعرب عن أمله في أن «تكون هناك توجيهات من رئيس الجمهورية للاستثمار في طرابلس والشمال، ولا سيما أن تبوؤه سدة الرئاسة أعطى ثقة كبيرة في لبنان والعالم العربي على حد سواء».
وتمنى دبوسي أن يعقد مؤتمر اقتصادي في منطقة طرابلس، وتحديداً في معرض رشيد كرامي الدولي، برعاية عون «الذي يمكن أن تصبح طرابلس بتوجيهاته ودعمه عاصمة لبنان الاقتصادية».
وردّ عون، مؤكداً أهمية الاقتصاد الحر، ولافتاً إلى أنه من أجل ازدهار القطاع الاقتصادي على الدولة أن تقوم بمجموعة خطوات، أبرزها: توفير الأمن والأمان لتأمين البيئة المناسبة لنمو الاقتصاد، وإصلاح القوانين وتطويرها وفتح أسواق خارجية.
وقال عون إن الزيارات التي قام بها وتلك التي سيقوم بها لاحقاً للخارج تهدف إلى إعادة علاقات لبنان مع الدول العربية والأجنبية إلى ما كانت عليه سابقاً وتحسينها.
وأشار إلى أن التعليمات أعطيت للسفراء اللبنانيين في الخارج لتشجيع أي إنتاج لبناني زراعي أو صناعي.
واعتبر أن «التسويق والإنتاج والرأسمال هي عناصر من مسؤولية العاملين في القطاع الاقتصادي»، متمنياً تقديم الاقتراحات المناسبة لوزارة الاقتصاد والتجارة في إطار التعاون بين الدولة والقطاعات الصناعية والتجارية والزراعية كافة».
وأعرب عن سعادته بعودة الحياة الطبيعية إلى طرابلس «بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت وأدّت إلى تدهور أمني واقتصادي عانته المدينة».
واستقبل عون الرئيس العام لجمعية المرسلين البولسيين الأب جورج خوام مع وفد من رابطة خريجي المعاهد البولسية في لبنان برئاسة القاضي منيف بركات الذي ألقى كلمة نقل فيها تهاني متخرجي الرابطة لرئيس الجمهورية ووضع إمكاناتهم بتصرفه، لافتاً الى أن عدد متخرجي المعاهد البولسية في لبنان يناهز 6000 طالب منهم 1500 عضو في رابطة المتخرجين.
ونوّه عون بدور الرهبنة البولسية «التي أعطت لبنان الكثير في ميادين العلم والثقافة وساهمت معاهدها في رفع المستوى التعليمي في المجتمع اللبناني»، كما أشاد بالإنتاج الفكري والأدبي والثقافي للمطبعة البولسية، مركزاً على دور الثقافة في بناء المجتمع.