الدوري اللبناني لكرة القدم المرحلة 14
إبراهيم وزنه
في استهلال مباريات المرحلة 14 من بطولة لبنان لكرة القدم، انفرد العهد بصدارة الترتيب برصيد 30 نقطة، وذلك بعد فوزه الصعب على ضيفه شباب الساحل العنيد بنتيجة 2 ـ 1 ، فيما سقط الأنصار في فخّ مضيفه طرابلس بهدف من دون ردّ، ليبقى ضمن مربّع المنافسة على اللقب مع انعكاس خسارته فائدة على فريقَي الصفاء والعهد معاً، فماذا نقرأ في التفاصيل؟
كاد فريق شباب الساحل أن يكرّر أمس الجمعة نفس سيناريو الذهاب عند لقائه فريق العهد متصدّر الترتيب، فهو تقدّم على مضيفه حتى الدقيقة 70 من عمر المباراة التي جمعتهما على ملعب العهد أمام جمهور مقبول قياساً إلى سوء الأحوال المناخيّة، إلّا أنّ بطل المباراة مهاجم العهد الواعد محمد قدوح خرج عن النصّ فور نزوله في الشوط الثاني فكان له رأي آخر، وكان على موعد جديد مع تثبيت نجوميّته وتألّقه المستمر مع تسجيله هدفين ثبّتا فريقه بقوّة على كرسي الصدارة، مع الإشارة إلى أنّ ورطة التأخّر التي لازمت كتيبة العهد لم تنعكس أبداً على طبيعة أدائها طيلة وقت المباراة، وهنا يسجّل للساحليّين بأنّهم يملكون الروح ويلعبون للقميص بروح جماعية، لكنّهم غالباً ما يفرّطون بحصادهم في آخر الدقائق، وعلى مدرّبهم مالك حسون الالتفات لمعالجة هذه المسألة.
ففي الشوط الأول، تبادل الفريقان الفرص مع أرجحيّة الخطورة لأصحاب الأرض عبر أحمد زريق ومحمد حيدر وجاد الزين، إلّا أنّ فرصة واضحة لدوغلاس أعطت التقدّم للساحليّين د33 . وفي الشوط الثاني، واصل الساحليّون ضغطهم لتعزيز الفوز وسنحت لهم فرص جديدة، وهذا ما استدعى من مدرّب العهد باسم مرمر إلى استدراك الأمر وإشراك «المنقذ» محمد قدوح، الذي نجح بترجمة الكرة العرضيّة التي لعبها له أحمد زريق إلى هدف رائع د70 تحقّق منه التعادل، ثمّ عمل مرمر على ضخّ الفاعليّة في خطوطه عبر إشراكه لهيثم فاعور وحسن شعيتو «موني»، لينجح قدوح ثانية بترجمة جهود زملائه إلى هدف الفوز د83 ، وشهدت آخر الدقائق فورة ساحليّة لم تثمر. قاد اللقاء الحكم حسين أبو يحيى وعاونه حسن قانصوه ومحمد رمال وحسام المقدم رابعاً.
وعلى ملعب طرابلس البلدي، واصل وصيف المتصدّر الأنصار مسلسل معاناته الناتجة عن استغنائه عن نجميه ربيع عطايا هجوماً ووسطاً ومعتز بالله الجنيدي دفاعاً ، فهو حلّ ضيفاً على تاسع الترتيب فريق طرابلس 13 نقطة ، وبدا المضيف المتأخّر ترتيباً أفضل أداءً وأحسن انتشاراَ من ضيفه الواقف في الصفوف الأولى، وشهد الشوط الأول إضاعة فرصتين لأصحاب الأرض، وردّ الأنصار بمرتدّات لم تتجاوز خطورتها المربع إلى أن انتهى الشوط تعادليّاً مع أرجحيّة طرابلسية في السيطرة وشنّ الهجمات وتضييع الفرص.
وفي الشوط الثاني، ضيّع ريتشي الأنصار فرصة العمر د51 ، عندما انفرد وسدّد خارج المرمى، وتبعه القرحاني د57 وحميت المجريات على أرض الملعب وفي المدرّجات التي لم تهدأ بالرغم من غزارة الأمطار وسرعة الرياح وسوء أرضيّة الملعب، وبينما كانت خطّة طرابلس تهدف إلى خطف نقطة التعادل من «بطل الأبطال» جاء الفرج، وكالعادة عبر تسديدة ثابتة من الموهوب أبو بكر المل د70 حيث سكنت كرته المقصّ الأيسر للحارس علي الحاج حسن. وهنا ارتفعت وتيرة اللعب وكثرت الكرات الأمامية والعرضية، وخصوصاً من الأنصاريّين الذين سعوا جاهدين لتحقيق هدف التعادل أملاً بألّا يبتعدوا عن دائرة المنافسة الجديّة على اللقب. وبناءً لتوصيات رئيسهم نبيل بدر بين الشوطين، قدّم لاعبو الأنصار مباراة مجنونة المجريات، هجومات متواصلة كلّها اصطدمت بالحائط الطرابلسي وعلى رأسه عبدالله طالب، وهنا عمد أصحاب الأرض إلى التشتيت والاحتفاظ بالكرة بُغية إضاعة الوقت. وفي الدقيقة 90+3 ، ومن كرة عرضيّة سدّدها ريتشي «عالطاير» لترتطم بالعارضة ثمّ تابعها أثناء سقوطها مدافع الأنصار المتقدّم محمد قرحاني ومدافع طرابلس حمزة علي، ليقع اللاعبان على الحارس نزيه أسعد وتسكن الكرة الشباك، فظنّ الجميع بأنّ هدف التعادل قد تحقّق! احتفل القرحاني، عزفت موسيقى الأنصار في المدرجات، إلّا أنّ الحكم المساعد حسين عيسى رفع رايته مشيراً إلى خطأ ارتكبه القرحاني عند خط المرمى تماماً، ليُنهي الحكم محمد درويش المباراة بعد وصولها إلى حاجز المئة دقيقة. وبهذا الفوز رفع طرابلس رصيده إلى 16 نقطة، وأصبح في منطقة أكثر أماناً على جدول الترتيب. قاد اللقاء الحكَم الدولي محمد درويش بمعاونة سامر بدر وحسين عيسى وحسن حمية رابعاً.
ويلتقي اليوم على ملعب بحمدون فريقا النبي شيت والاجتماعي 14.15 ، فيما يواجه النجمة الإخاء عاليه على ملعب صيدا البلدي 15.30 . وغداً يحلّ الصفاء بغياب مدافعه المصاب وليد إسماعيل ضيفاً على التضامن صور في صور 15.15 ، فيما سيلعب الراسينغ مع مضيفه السلام زغرتا في ملعب المرداشية 14.15 .