«قوات الحماية الشعبية» تقوم بهجوم معاكس وتتقدم براً لتحرير قرى عين عرب
الحسكة – عبد الرحمن السيد
شن الطيران الحربي السوري غارات عدة على مواقع على أطراف عين العرب كوباني منها تل قحيدي ودادلي ومفرصرين وجسر قراقوزات، دمرت آليات وتحصينات لـ«داعش».
وتقدمت «قوات الحماية الشعبية» براً من الجهة الشرقية بمساندة قوات حزب العمال الكردستاني وقوات أتت من شمال العراق، تلبية لنداء نائب قائد قوات الحماية في عين عرب كوباني أوجلان ايسو عبر وسائل الإعلام في وقت سابق، والذي طلب من الأكراد جميعاً بما في ذلك حزب العمال الكردستاني مساعدتهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر على 60 قرية في تقدم سريع قرب الحدود التركية بعد ثلاثة أيام من الهجوم المفاجئ، ما أدى إلى نزوح أكثر من 50 ألف مواطن سوري نحو الأراضي التركية واعتبار أكثر من ألف مواطن من المفقودين.
وتتوالى الأخبار المتعلقة بهذا الهجوم الشرس على المنطقة الذي سبقته أحداث مرتبطة به، حيث سوّقت بعض القنوات الإعلامية المعادية لسورية أن التنظيم اختفت قواته في الرقّة وفي دير الزور، وذكرت هذه القنوات أن هذه القوات ذهبت إلى جهات غير معروفة بينما في الحقيقة توجهت نحو عين العرب.
وسبق هذا الاجتياح إعلان الإفراج عن الرهائن الأتراك لدى «داعش» في خطوات تؤشر إلى أن الحركة تمت بإشراف تركي ضمن صفقة سبقت تدخل القوات الأميركية لضرب «داعش».
وفي سياق متصل، ذكر موقع تقوى الإعلامي على شبكة الإنترنت المقرب من داعش أن إطلاق سراح الرهائن الأتراك المحتجزين لدى «داعش» جاء بأمر مباشر من أبي بكر البغدادي.
في المقابل، فإن أردوغان وعبر وسائل الإعلام صرح بأن إطلاق الرهائن جاء بعملية استخباراتية ولم تقدم تركية أيّ تنازل لذلك.
صحيح أن عين العرب 120 كيلومتراً شمال شرقي حلب محاصرة منذ عام تقريباً، إلا أن الهجوم الأخير من قبل «داعش» يكشف عن عملية دولية رداً على التحالف الدولي ضد «داعش» يكون ضمن التسابق على المواقع.
وقدرت بعض الوسائل الإعلامية قوات «داعش» المشاركة في الهجوم من الاتجاهات الثلاثة الشرقية ـ الجنوبية ـ الغربية بأكثر من 7000 مقاتل بدعم من 40 دبابة وحوالى 90 عربة قتال مدرعة وعشرات المدافع والهاونات والراجمات ومئات سيارات الدفع الرباعي المحمولة التي كانت قد استولت عليها من العراق منذ أكثر من شهرين.
وبحسب مصدر مطلع من ريف حلب فإن القرى التي أعلن احتلالها من قبل التنظيم بطريقة الإطباق من الجهات الثلاثة والاعتماد على الحشود الكبيرة والهجوم المباغت هي على النحو التالي:
من الجهة الشرقية: سيطرت قوات داعش الآتية من تل أبيض على العديد من القرى منها: كورك وشاوك ومنجوك وبيرعرب وجرن والزرزوري وشويتي وسارونج وزر وكولتب وبيرحبش وخان وكوبلك وقزعلي وقرتل وبيرناصر ولقلق وقرفل وسر زوري وهولك وكتكانية وكري سور وحرية ودرب حسن إلى مشارف قرية خراب عطو التي تبعد من مدخل كوباني الشرقي حوالى 10 كم فقط.
الجهة الجنوبية: بدأ الهجوم من عين عيسى ومقر اللواء 93 في محافظة الرقة، ووصل زخم الهجوم إلى مشارف قومجي ثم جسر قره قوزاق باتجاه المدخل الجنوبي لعين عرب مروراً بقرى زيارت وبياضية وكنعفتار وآشمة وزرك وتورمان وكورك وتعلك ودكرمان بوراز وجعد.
الجهة الغربية:
وتهاوت بالتزامن مع سقوط القرى في الاتجاهات الأخرى قرى منها: بياضية وزور مغار وجب الفرج وزرك وتعلك.
إلا أن دعم القوات البرية الكردية الآتية من جميع الجهات سيكون له كلام آخر خلال الأيام المقبلة، كذلك مشاركة الجيش السوري بالطيران بعكس توقعات بعض المحللين السياسيين، الذين استبعدوا مشاركة الجيش في هذه المعركة.
وخطوة «داعش» طرحت إشارات استفهام عن الدور التركي، على رغم أن أميركا أعلنت حربها على داعش من دون أن تحرك أنقرة ساكناً فهل تحمل الأيام المقبلة الإجابة عن إشارات الاستفهام هذه؟