لافروف وظريف: للاستفادة من إمكانيات «أستانة».. وماي مع حلّ سياسي لسورية وليس لإنشاء «مناطق آمنة»

أكّد وزيرا الخارجية الروسى سيرغى لافروف والإيرانى محمد جواد ظريف ضرورة الاستفادة من إمكانيات اجتماع أستانة بهدف دفع عملية تسوية الأزمة فى سورية.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»، أنّ الوزيرين أعربا خلال الاتصال عن استعداد بلديهما للاستمرار في الاستفادة من تجربة أستانة وإمكانيّاتها من أجل تفعيل الخطوات العملية بشأن التسوية في سورية وفقاً للقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي.

وأضاف البيان، أنّ الطرفين قيّما عالياً نتائج اجتماع أستانة الذي عُقد يومَي 23 و24 كانون الثاني بدعوة من كازاخستان وتلبيةً لطلب من إيران وروسيا وتركيا، والذي شارك فيه كذلك المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا ومراقب عن الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ لافروف وظريف شدّدا على أنّ الاجتماع كان منبراً فعّالاً لحوار مباشر بين الحكومة السوريّة وممثّلين عن «المعارضة المسلّحة»، بهدف تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتاليّة وإعادة السلام والأمان لسورية.

وكان لافروف أكّد الجمعة الماضية، أنّ آفاق حلّ الأزمة في سورية بعد اجتماع أستانة أصبحت جيدة، مشدّداً على ضرورة تكثيف الجهود للتوصّل إلى توافق بشأن هذا الحلّ.

وفي السِّياق، اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أول أمس، أنّ الأولويّة في سورية يجب أن تكون لإيجاد حلّ سياسي للأزمة فيها، وليس لإنشاء «مناطق آمنة».

وفي مؤتمر صحافي عُقد في ختام محادثات أجرتها مع نظيرها التركي بن علي يلدريم في أنقرة، علّقت رئيسة الحكومة البريطانيّة تيريزا ماي على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعم فيها فكرة إنشاء منطقة آمنة في سورية لإيواء النازحين هناك، وقالت: «نحن نعرف أنّ تركيا تتحدّث باستمرار حول إنشاء منطقة آمنة في سورية. يجب علينا جميعا أن نبذل الجهود لتسوية الأزمة بطريقة سياسية. يجب أن نواصل دراسة جميع الحلول التي قد تكون مناسبة». وأضافت أنّ الحلّ للأزمة السوريّة يجب أن يكون «بعيداً عن الرئيس السوري بشار الأسد»، بحسب تعبيرها.

من جانبه، أشار يلدريم إلى أنّ عملية «درع الفرات» التي تخوضها تركيا في شمال سورية سمحت ببدء أهالي هذه المنطقة بالعودة إلى منازلهم. وقال رئيس الوزراء التركي: «قمنا بتطهير الأراضي من الإرهابيّين، وقد عاد حوالى 40 ألف سوريّ إلى هناك وبدأوا في ترتيب حياتهم من جديد، وينبغي أن تسير الأمور على هذا المنوال في سورية والعراق».

وفي سياقٍ متّصل، بحث الممثّل الخاص للرئيس الروسى لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، مع سفير سورية في روسيا الدكتور رياض حداد أمس، نتائج اجتماع أستانة الذي عُقد يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين حول تسوية الأزمة في سورية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسيّة: «جرى خلال اللقاء تبادل للآراء على أساس من الثقة حول تطوّرات الوضع في سورية في ضوء نتائج اللقاء الدولي في العاصمة الكازاخستانية أستانة حول تسوية الأزمة في سورية، والتي أسهمت في خلق أجواء وشروط إيجابيّة لعملية تفاوض سوريّة سوريّة شاملة برعاية الأمم المتحدة في جنيف»، مضيفاً أنّ اللقاء تطرّق كذلك إلى العديد من القضايا المتعلّقة بالتعاون الثنائي متعدّد الأوجه بين البلدين.

وكان اجتماع أستانة اختتم أعماله الثلاثاء الماضي بصدور بيان ختامي يؤكّد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، ويشدّد على أنّ الحلّ الوحيد للأزمة فى سورية سيكون من خلال عملية سياسيّة، ويعلن تشكيل آليّة ثلاثيّة لمراقبة نظام وقف الأعمال القتالية، ويؤكّد الإصرار على محاربة الإرهاب.

ميدانيّاً، أعلنت القيادة العامّة للجيش والقوات المسلّحة أنّ وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة أنجزت مهامّها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة.

وقالت القيادة العامّة للجيش في بيان لها اليوم: «إن العمليات العسكرية للجيش في وادي بردى ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز تسويات ومصالحات في عدد من هذه القرى والبلدات، وتحرير بسيمة وعين الخضرا ودير مقرن وعين الفيجة ودير قانون وكفير الزيت والحسينية وكفر العواميد وبرهليا وإفرة وسوق وادي بردى بمساحة إجمالية بحدود 400 كم مربع».

وأضافت القيادة أنهّا تجدّد عزمها وتصميمها على متابعة تنفيذ مهامّها الوطنية في محاربة الإرهاب، وتقدّر الجهود الصادقة التي بذلتها القوى والفعاليّات والشخصيات الوطنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة وادي بردى.

إلى ذلك، دخلت ورشات الإصلاح والصيانة إلى منشأة نبع عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق لتقييم الأضرار التي لحقت بالمنشأة جرّاء اعتداءات التنظيمات الإرهابية والبدء بإصلاحها.

وقد تمّ دخول الورشات إلى منشأة نبع عين الفيجة بعد قيام عناصر الهندسة في الجيش السوري بتطهير حرم النبع، وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيّون في المنطقة.

ولفتت وكالة «سانا» إلى أنّ ورشات الإصلاح تقوم بإجراء تقييم نهائي لحجم الأضرار التي لحقت بمنشأة النبع، للبدء فوراً بعمليّة الإصلاح تمهيداً لإعادة ضخّ المياه إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.

وكان الجيش السوري استعاد أول أمس السيطرة على نبع عين الفيجة بعد تطويق الإرهابيّين والقضاء على جزء منهم، وأغلبهم من «جبهة النصرة» والتنظيمات الأخرى المرتبطة بالخارج.

وبحسب محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، فإنّ ورشات الإصلاح دخلت إلى منشأة نبع الفيجة للبدء بعملية الإصلاح، وهناك خطّة إسعافيّة لتزويد مدينة دمشق بالمياه من عين الفيجة وعين حاروش والآبار الاحتياطيّة إلى حين إصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بنبع الفيجة جرّاء اعتداءات المسلّحين.

على صعيدٍ متّصل، أحكم الجيش السوري سيطرته على الكتيبة المهجورة الثالثة شمال تلول علب التياس في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، وتابع تقدّمه باتجاه تلّ الضبع الشرقي في المنطقة ذاتها، وقضى على العشرات من إرهابيّي تنظيم «داعش» في اتّجاه بلدتي الناصرية والقريتين في المنطقة الممتدّة بين ريفَي دمشق الشمالي الشرقي وحمص الجنوبي الشرقي.

وكانت وحدات من الجيش أحكمت في 25 من الشهر الحالي سيطرتها على منطقة بئر الفواعرة جنوب مطار التيفور بنحو 15 كم، ودمّرت العديد من الأوكار والآليّات الثقيلة والعتاد والأسلحة لإرهابيّي التنظيم.

في غضون ذلك، نفّذ الطيران الحربي السوري خلال الساعات الماضية سلسلة غارات جويّة ضدّ مقرّات تنظيم «داعش» وتحرّكاتهم في الحويقة وحويجة صكر ومستودعات عياش وحيّ الرشدية، ومحيط كلّ من منطقة البانوراما والثردة والمطار في دير الزور.

وأشار مصدر ميدانيّ عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف التنظيم خلال الغارات، وتدمير مقرّات وآليّات بعضها مزوّد برشاش ثقيل.

وفي السِّياق نفسه، دمّر الجيش العربي السوري بإسناد من الطيران الحربي ليل أمس، مستودع ذخيرة وأوكاراً لتنظيم «داعش» في أحياء الحويقة والكنامات والعرضي ومنطقة المهندسين ومحيط مطار دير الزور، وفي قرية مراط ومحيط منطقة كونيكو في بادية بلدة خشام بالريف الشرقي.

هذا، وقضت وحدات من الجيش السوري أمس الأوّل على أكثر من 15 إرهابيّاً من تنظيم «داعش»، ودمّرت لهم 3 آليّات في منطقتَي القلمون الغربي والشرقي بريف دمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى