انتقاد إيراني وإندونيسي لقرار واشنطن بشأن الهجرة

وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القاضي بمنع دخول مواطني 7 دول مسلمة للولايات المتحدة، بـ«الهدية الكبيرة للمتطرفين». واستدعت الخارجية الإيرانية، أمس، السفير السويسري لدى طهران، الذي يتولى رعاية المصالح الاميركية فيها، لتسليمه مذكرة احتجاج بهذا الشأن. فيما اعتبرت إندونيسيا، أن الإجراءات التي اتخذها ترامب ستؤثر سلبا على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب. في حين وافقت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، على قرار محكمة اتحادية بمنع ترحيل مسافرين وصلوا إلى الولايات المتحدة، على أساس تأشيرات سارية المفعول.

وكتب ظريف، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن التمييز الجماعي يساعد في تجنيد الإرهابيين ويفاقم الخلافات التي يستخدمها المتطرفون لتعزيز مواقفهم. وإن المجتمع الدولي بحاجة إلى الحوار والتعاون لمعرفة جذور العنف والتطرف بصورة كاملة وشاملة. وتابع: إن حظر دخول المسلمين يثبت زيف مزاعم أميركا حول الصداقة مع الشعب الإيراني، في ظل وجود الخلافات فقط، مع الحكومة الإيرانية.

في هذا السياق، استدعت الخارجية الإيرانية، أمس، السفير السويسري لدى طهران لتسليمه مذكرة احتجاج على قرار الرئيس الأميركي بمنع المواطنين الإيرانيين من الدخول إلى الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، إن استدعاء السفير السويسري جاء باعتبار سويسرا الدولة الراعية حاليا للمصالح الأميركية في إيران، وفقا لوكالة «إرنا». وإن الخارجية أعربت عن رفضها لقرار تقييد سفر المواطنين الإيرانيين إلى الولايات المتحدة «تحت حجج واهية وتمييزية تتناقض مع معاهدة حقوق الإنسان وإتفاقية 10 آب لعام 1955 الخاصة بالشؤون القنصلية بين البلدين».

وذكَّر قاسمي السفير السويسري بأن «الشعب الإيراني هو ضحية الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة خلال العقود الماضية»، مشددا على أن طهران ستقوم بحماية حقوق رعاياها. فيما أكد السفير السويسري، أنه سيبلغ الخارجية الأميركية، على الفور، بمذكرة الاحتجاج الإيرانية.

في السياق، اعتبرت إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي ضد مواطني سبع دول مسلمة، سيؤثر سلبا على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، أرماناثا ناصر، لوكالة «فرانس برس» أمس: رغم كون هذه المسألة من صلاحية الولايات المتحدة، إلا أن إندونيسيا تأسف بعمق، كوننا نؤمن بأن ذلك سيؤثر سلبا على الحرب ضد الإرهاب وعلى التعامل مع أزمة اللاجئين.

واعتبر ناصر، الذي لم يشمل المرسوم بلاده، أن من الخطأ أن يتم ربط التطرف والإرهاب بديانة. ويشكل المسلمون 85 في المئة من سكان إندونيسيا، الذين يقدر عددهم بنحو 255 مليونا. ودعت سفارة جاكرتا في واشنطن، مواطنيها القاطنين في الولايات المتحدة، إلى اليقظة والتعرف على حقوقهم عبر الاتحاد الأميركي للحريات المدنية.

من جهة ثانية، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، إن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب بمنع دخول مواطني 7 دول أغلب سكانها من المسلمين، لا يزال ساريا. وجاء بيان الوزارة بعد ساعات من قرار قاضية اتحادية في نيويورك، بمنع ترحيل عشرات المسافرين واللاجئين من هذه الدول، بعد أن تقطعت بهم السبل في المطارات الأميركية.

وقال البيان: «خضع هؤلاء الأشخاص لفحص أمني مشدد وتتم الإجراءات اللازمة لدخولهم إلى الولايات المتحدة وفقا لقوانين الهجرة وللأوامر القضائية».

وأعلن البيت الأبيض، أمس، أن أكثر من 20 شخصا لا يزالون محتجزين في مطارات الولايات المتحدة، بعد القرارات الجديدة للرئيس الأميركي بشأن الهجرة.

وتأثرا بهذه القرارات، شهدت مدن مختلفة في الولايات المتحدة، أمس الأحد، حملة احتجاجات واسعة. وتجمع مئات الأميركيين المحتجين أمام مطار جون كينيدي. وكذلك، أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين بنيويورك، للتظاهر ضد قرارات الرئيس الأميركي بشأن الهجرة. وعبر المحتجون، في بروكلين، عن فرحتهم بقرار المحكمة الاتحادية التي قررت منع ترحيل الأشخاص الذين سيشملهم قرار ترامب بشأن الهجرة. ورفعوا شعارات، مثل: «كلنا مهاجرون»، «مرحبا باللاجئين».

كما تجمع حوالى 300 متظاهر في مطار لوس أنجلوس الدولي، رافعين لافتات كتب عليها «مرحبا باللاجئين» و«ليس رئيسي» في إشارة إلى ترامب .

وفي مدينة تشيكاغو، انضم مئات المحتجين إلى المشاركين في تظاهرة نظمت في مطار أو هارا الدولي، داعيين إلى الإفراج عن 13 شخصا تم احتجازهم هناك، في وقت سابق بموجب قرار ترامب حول اللاجئين. كما احتج حوالى 150 متظاهرا في مطار بورتلاند الدولي، ضد القرار، مرددين هتافات «لا حظر ولا جدار»، «لا أحد غير شرعي» و«السلطة تعود للشعب». كما شارك عشرات المتظاهرين في مسيرة احتجاجية بمطار دينفر الدولي، حاملين لافتات قالوا فيها: «نرحب باللاجئين هنا».

أما الفعالية الاحتجاجية الكبرى، فشهدتها مدينة سييتل، حيث تجمع أكثر من 3000 متظاهر في مطار سييتل- تاكوما الدولي. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن أحد المحتجين قوله، تعليقا على قرار ترامب: هو لا يستهدف المسلمين فحسب، لكنه أيضا ضد الحقوق الأساسية الخاصة بالظروف المعيشية للناس وحقوق الإنسان بشكل عام. وأعتقد أن على كل شخص أن يقف لمقاومة ذلك.

وأفادت إدارة المطار، بأن «ضباط الشرطة أجبروا على تنفيذ عدد من الاعتقالات، من أجل ضمان أمن الركاب والموظفين، رغم الجهود المتكررة لتشجيع المحتجين على التفرق». وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى