تنديد عالمي وردود غاضبة على قرارات ترامب
واجهت الإجراءات التي اتخذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ضد المهاجرين واللاجئين والقادمين من سبع دول عربية واسلامية، تنديدا عالميا وردود فعل غاضبة وانتقادات على أعلى المستويات، خارج الولايات المتحدة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة، على لسان زيد رعد الحسين، رئيس مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، «أن تعليق استقبال اللاجئين وحظر دخول الأشخاص من بعض الدول إلى الأراضي الأميركية غير قانوني. وأكد أن التمييز بين الأشخاص بناء على جنسياتهم يتعارض مع القانون الدولي الإنساني».
وأضاف الحسين، إن هذا القرار يمثل «حظرا لئيما سيؤدي إلى فقدان الكثير من الموارد التي من الممكن الاستفادة منها في محاربة الإرهاب».
كما شددت المفوضة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، على أن الاتحاد سيواصل دعم واستقبال الفارين من الحروب. وذكرت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية أن موغيريني نشرت في مدونتها على شبكة «الإنترنت» تعليقا تحدثت فيه عن أزمة اللاجئين، خصوصا السوريين. وقالت المسؤولة الأوروبية في تعليقها: «موقفنا لن يتغير، فنحن سنستمر في الترحيب باللاجئين والتعاون مع دول المنطقة والعالم للتضامن معهم»، مشددة على أن المواقف التي يتبناها الاتحاد ويعمل على إعلائها، تعبر عن تاريخه وهويته والتزامه. وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي «سيستمر أيضا في الاحتفال بكل جدار يهدم وبكل جسر يبنى»، في إشارة واضحة إلى سياسات ترامب وقراراته الأخيرة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، إن قرار الرئيس الأميركي بوقف إعادة توطين اللاجئين السوريين سيعرض أرواحهم للخطر. وأضافت فى بيان: «الأمر التنفيذى للرئيس سيبقي الناس محاصرين فى مناطق الحرب، معرضا حياتهم بشكل مباشر للخطر».
بدورها، اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان على موقعها، أمس، إن الحظر المؤقت الذي فرضه الرئيس ترامب على دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة يضر بالحرب المشتركة على التطرف والإرهاب. ورات: إن «هذه الأعمال الانتقائية والتمييزية والتي من شأنها أن تُصعد من أوار خطاب التطرف وتقوي شوكة دعاة العنف والإرهاب، تأتي في وقت عصيب حيث ما فتئت منظمة التعاون الإسلامي تعمل بجد، بالتعاون مع جميع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، من أجل محاربة التطرف والإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة».
اعتبر أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وكبير مفاوضيه لخروج بريطانيا من التكتل، غاي فيرهوفشتات، في كلمة ألقاها، أمس، أمام معهد تشاتام هاوس في لندن: إن الرئيس ترامب جزء من «هجوم ثلاثي المحاور» على الاتحاد. وأضاف: «عدت لتوي من الولايات المتحدة ورأيي أن هناك جبهة ثالثة تقوض الاتحاد الأوروبي وهي دونالد ترامب». ونقلت «رويترز» عن فيرهوفشتات قوله: إن التهديدين الآخرين اللذين يسعيان لتقويض الاتحاد الأوروبي، بحسب رأيه، هما «الإسلاميون المتشددون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وأعلنت كندا على لسان وزير الهجرة فيها، إنها ستمنح أولئك العالقين بسبب القرار الأميركي إقامات مؤقتة. وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على حسابه في موقع «تويتر»، إن كندا ترحب «بالفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب». وهددت إيران بفرض حظر مماثل على دخول المواطنين الأميركيين إلى بلادها، كما صدرت تصريحات مشابهة من العراق.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إنه «حتى إذا دعت الضرورة لذلك، لا تبرر الحرب الدائرة ضد الإرهاب وضع الناس الذين ينتمون لأصل أو معتقد بعينه، في دائرة الشبهة».
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن ماي «لا توافق» على هذه القيود، وكتب المرشح المستقل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماركو، على حسابه في موقع «تويتر»: ««أقف بجانب أولئك الفارين من الحروب والاضطهاد».
و استدعت الخارجية السودانية، أمس، القائم بأعمال السفير الأميركي بالخرطوم، لإبلاغه اعتراضها على القرار، وأعرب العراق واليمن عن استيائهما، مطالبين واشنطن بمراجعة قرارها.