روسيا: لا مبرر للتأجيج وظريف: لن نستخدمه للهجوم
دعا الاتحاد الأوروبي إيران، أمس، إلى تجنب الأنشطة التي «تعمق الريبة» بعد إجراء طهران تجربة إطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى، يوم الأحد الماضي. فيما أكدت موسكو أن تجارب طهران الصاروخية لا تمثل انتهاكا للاتفاق النووي مع الدول الكبرى، معتبرة أن الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي ليست إلا محاولة لتأجيج الوضع. وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده لن تستخدم الصواريخ البالستية في مهاجمة أي دولة.
وقالت نبيلة ماسرالي، المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، في موجز صحافي أجرته أمس: «يكرر الاتحاد الأوروبي الإعراب عن قلقه إزاء برنامج إيران الصاروخي. ويدعو إيران إلى الامتناع عن كل الأفعال التي تعمق الريبة، مثل تجارب صواريخ بالستية». لكنها أشارت إلى أن برنامج إيران للصواريخ البالستية غير مدرج في اتفاق «خطة العمل المشترك الشاملة»، لذلك، هذه التجارب لا تخالفها. وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يتوقع أن توفي إيران بجميع إلتزاماتها الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وكانت واشنطن رصدت إجراء إيران، الأحد الماشي، تجربة إطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى. وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها منذ تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وكشف البنتاغون أن الصاروخ أطلق من منطقة سمنان شمال البلاد. وقطع مسافة تبلغ حوالى 965 كيلومترا، قبل أن ينفجر رأسه الحربي في المجال الجوي. ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر أمس، اجتماعا طارئا لبحث التجربة الإيرانية الأخيرة.
إلا أن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال في تصريحات لوكالة «انترفاكس»»، أمس: «لا يتضمن القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، أي بند يمنع إيران من القيام بمثل هذه الأنشطة». وأوضح أن هذا القرار، الذي تبنى فيه مجلس الأمن الدولي الصفقة النووية بين طهران والدول الكبرى، يتضمن مجرد دعوة موجهة إلى الحكومة الإيرانية إلى الامتناع عن إطلاق صواريخ باستخدام تكنولوجية معينة تسمح بتزويد الصاروخ برأس نووي.
واستطرد قائلا: «هذا يعني أنه لا يمكن الحديث عن أي رأس حربي من هذا القبيل حتى نظريا. أما استنتاجنا الوحيد مما يقوم به شركاؤنا، فمفاده أنهم يريدون تأجيج الوضع مجددا واستغلاله لتحقيق أهداف سياسية».
وكانت مصادر دبلوماسية ذكرت أن واشنطن دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، الثلاثاء، بعدما طالب المندوب «الإسرائيلي» في الأمم المتحدة، داني دانون، المجلس بالتحرك ردا على اختبار إيران صاروخا بالستيا متوسط المدى الأحد الماضي.
من جهته، لم يؤكد ظريف أو ينفي الاتهامات الأميركية بأن بلاده أجرت اختبارا صاروخيا، لكنه قال إن إيران لن تستخدم الصواريخ أبدا في مهاجمة دولة أخرى. وذكر أن مثل هذه الاختبارات ليست جزءا من أي قرار للأمم المتحدة بخصوص الاتفاق النووي. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت: «الصواريخ ليست جزءا من الاتفاقات النووية. لن تستخدم إيران أبدا الصواريخ التي تصنعها لمهاجمة أي دولة أخرى». وأضاف: «لم تُصنع الصواريخ الإيرانية لحمل رؤوس حربية نووية».
من جانبه، قال إيرولت، إن فرنسا أوضحت مخاوفها بشأن اختبار الصاروخ البالستي الإيراني، مضيفا، أنه يضر بثقة المجتمع الدولي في إيران ويتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.